ألقت وزارة الداخلية الإيرانية باللوم في حادثة مقتل وإصابة 32 مواطنا سعوديا داخل أحد فنادق مدينة مشهد، على جهل العمال الذين كانوا يكافحون الحشرات في الدور الخامس بخطورة مبيد "فوسفيد الألومنيوم" غير المرخص، ما أدى إلى تسرب الغاز عبر مسار هواء التكييف إلى الطابق الذي يقيم فيه السعوديون، محملة مدير الفندق مسؤولية هذا الإهمال. وطبقا لإفادات المسؤولين السعوديين، فإن إيران لم تطلعهم على نتائج التحقيقات التي أجرتها في الواقعة، في وقت طالب متخصصون في الشأن الإيراني بضرورة أن توفد الرياض فريقا للمشاركة في التحقيقات الجارية، وعدم الاكتفاء بالرواية الإيرانية حيالها، حتى لا يتم التلاعب في مجرياتها. في رواية لا تزال محل جدل وأخذ ورد، استبعدت الداخلية الإيرانية بشكل رسمي أي شبهة للتعمد في قضية تسمم 32 سعوديا في فندق بمدينة مشهد الإيرانية ووفاة أربعة أطفال منهم نتيجة التسمم، إذ أكد مساعد وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية حسين ذو الفقاري في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء أن التسمم لم يكن متعمدا وإنما وقع نتيجة استخدام عمال الفندق مبيدات حشرية غير مرخصة وهي حبات "فوسفيد الألومنيوم" بهدف قتل الحشرات في الدور الخامس، ونتج عن ذلك تسرب للغاز من حبات المبيد الحشري عبر مسار هواء التكييف إلى الطابق السفلي الذي يقيم فيه السعوديون وأدى لتسممهم، مؤكداً أنه مجرد جهل وإهمال ولم يكن هناك تعمد، محملا مدير الفندق مسؤولية هذا الإهمال. إعلان الداخلية الإيرانية يبدو أنه جاء بشكل منفرد دون التنسيق مع السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، إذ أكد رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي، على عدم إخطار الخارجية السعودية بأي مستجدات حول تسمم السعوديين في إيران رسمياً، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم لا يزالون في انتظار نتائج التحقيق في القضية، مشيراً إلى أنه في حال وصول أي مستجدات فسيتم الإعلان عنها رسميا. وقال نقلي ردا على سؤال ل"الوطن" بخصوص ما إذا كانت الخارجية السعودية طلبت من السلطات الإيرانية المشاركة في التحقيق بملابسات القضية: "طلبنا من الخارجية الإيرانية التعاون مع السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، في إشارة إلى عدم طلب وزارة الخارجية السعودية رسميا المشاركة بالتحقيقات الجارية بخصوص تسمم السعوديين، وتأكيد على تفرد طهران بالتحقيق في القضية دون مشاركة محققين سعوديين. يأتي ذلك وسط مطالبة عدد من المهتمين بالشأن الإيراني بضرورة الطلب رسميا من طهران المشاركة في التحقيق بالقضية وإرسال فريق تحقيق على وجه السرعة إلى إيران للوقوف على مجريات التحقيق حتى لا يتم التلاعب في مجرياته، إذ شدد الخبير بالشؤون الإيرانية الدكتور محمد السلمي على ضرورة توجه فريق سعودي للمشاركة في التحقيقات وعدم الاكتفاء بمتابعة محامي السفارة، كما طالب السلمي بوقف السفر إلى إيران لحين انتهاء التحقيق في القضية، إضافة إلى مطالبة أهالي الضحايا ورموز أهالي القطيف بإصدار بيان يطالبون فيه بمشاركة المملكة في التحقيق في مقتل أبنائهم وعدم الاكتفاء بالتحقيقات التي تقوم بها إيران حفظاً لحقوقهم. وبين نقلي أن طلب وزارة الخارجية السعودية من طهران توفير الحماية للسعوديين على أراضيها جاء بناء على نصوص القانون الدولي الذي يُحمل الدولة المضيفة مسؤولية حماية الأجانب الزائرين لها. وعلمت "الوطن" من مصادرها الخاصة أن جميع المصابين السعوديين الذين تعرضوا للتسمم في فندق بمدينة مشهد الإيرانية خرجوا منة المستشفى، إضافة إلى دفن الأطفال السعوديين الأربعة الذين ماتوا نتيجة الواقعة، حيث جرت مراسم الدفن أمس وذلك بناء على رغبة ذويهم وانتهاء السفارة السعودية من الوثائق المطلوبة واستخراج تصاريح الدفن.