زار لبنان أمس وفد ألماني رأسه السفير كريستوف هويسجن، مستشار الشؤون الخارجية للمستشارة الألمانية انجيلا مركل، وعقد لقاءات مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري والرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية علي الشامي ثم غادر إلى دمشق «في إطار محادثات اقليمية» وفق بيان صادر عن السفارة الألمانية في بيروت. ولم يدل الوفد الذي ضم رئيس قسم الشرق الأوسط في المستشارية الألمانية ليو جرسينرس والمدير العام للسياسة الخارجية كريستوف هنسينغ وسفيرة ألمانيا لدى لبنان بريغيتا سيفكر ابيرلي، بتصريحات بينما اكتفى مكتبا بري والحريري في بيانين منفصلين، بالقول إنه جرى عرض الأوضاع العامة في المنطقة والعلاقات الثنائية. أما في ما يتعلق باللقاء مع الشامي، فذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية) أن «هويسجن نقل الى الشامي تهنئة حكومته وارتياحها الى تشكيل حكومة جديدة في لبنان، آملاً بأن تنجح في برنامجها الذي استمع إلى شرح عام عنه من الوزير الشامي ركّز خلاله على أولويات الحكومة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وقدّر لألمانيا دورها في قيادة المكون البحري ليونيفيل والمساعدات التي قدمتها الى الجيش اللبناني». وتطرق البحث إلى تطورات الأمور في المنطقة وعملية السلام فيها، وأكد الشامي «أهمية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية عبر إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس والاعتراف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، إضافة الى انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية التي احتلتها، كما نصت مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002، كمدخل أساسي لإرساء الأمن والسلام في المنطقة». وعن استحقاقات لبنان المقبلة مع مباشرته مهماته عضواً منتخباً في مجلس الأمن، شدد الشامي على «تمسك لبنان بثوابته الوطنية والعربية وبقواعد القانون الدولي التي تحكم علاقاته ببقية الدول». القبرصي وواصل وزير الخارجية القبرصي ماركوس كبريانوس لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين فزار أمس الحريري ووزير الاتصالات جبران باسيل ووزير الأشغال العامة غازي العريضي، وناقش معهم سبيل تطوير العلاقات الثنائية. وقال كبريانوس بعد لقائه الحريري في حضور السفير القبرصي في لبنان كيرياكوس كوروس ومستشار الحريري للشؤون الخارجية محمد شطح، إن اللقاء «كان مثمراً»، موضحاً أنه تطرق إلى «مختلف المواضيع التي تهم العلاقات بين قبرص ولبنان وسبل التعاون الممكن من خلالها تبادل الخبرات ومواجهة التحديات والإفادة من الفرص خصوصاً ما يتعلق منها بالطاقة وإدارة المياه والمناخ والاقتصاد والاستثمار وإقامة مشاريع مشتركة». وأوضح أنه أطلع الحريري على المفاوضات الجارية لحل المشكلة القبرصية «لا سيما ان لبنان مهتم جداً بوحدة قبرص، وهو أبدى اهتماماً خاصاً بهذا الموضوع». وقال المسؤول القبرصي: «طلبت الى الرئيس الحريري اعتبار قبرص دولة صديقة للبنان وسفيرة له لدى الاتحاد الأوروبي، ونحن هنا لندعم مصالحه هناك». وأكد اهتمام بلاده بعملية السلام في المنطقة و«تتابع عن كثب هذا المسار»، موضحاً أن موقف بلاده متطابق مع موقف الاتحاد الأوروبي و«هو أن المشكلة الفلسطينية يجب ان تحل من خلال إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس بالحدود التي كانت عليها عام 67، وفي الوقت نفسه أكدنا ضرورة إنهاء الاحتلال لكل الأراضي المحتلة في المنطقة، وأن يصار الى احترام سيادتها وحمايتها». وقال: «نحن مستعدون لتقديم الدعم المطلوب لهذه الجهود المبذولة من خلال علاقاتنا الثنائية ومن خلال دورنا في الاتحاد الأوروبي». وكان كبريانوس ناقش مع باسيل الاحتمالات الواسعة لمشاريع مشتركة في مجال المياه والنفط، ومع العريضي إمكان تفعيل التعاون في مجالات النقل الجوي والبحري، وسبل تفعيل الاتفاقات المعقودة وتعزيز التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك.