هدد الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله بقطع اليد الإسرائيلية التي ستمتد الى الجيش اللبناني، وبأنه لن يقف متفرجاً في أي مكان سيعتدى فيه على الجيش ويكون فيه تواجد للمقاومة. وأكد على معادلة أن الجيش يحمي المقاومة والمقاومة تحمي الجيش والشعب يحمي المقاومة والجيش معاً. وأكد نصرالله أنه سيحافظ على سياسة "الغموض البناء" تجاه إسرائيل في ما يخص إمكانات "حزب الله" في المواجهة معها ومن أجل حماية لبنان، مشيراً الى موضوع قدرات الدفاع الجوي للمقاومة. وقال إنه لا يتحدث عن هذا الأمر "فإذا كان العدو يعتقد أن لا دفاع جوياً عندنا فليعتقد وإذا كان يعتقد أن لدينا دفاعاً جوياً فليعتقد". ووعد نصرالله بتقديم أدلة في مؤتمر صحافي يعقده الإثنين المقبل على اتهامه إسرائيل باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. وعبر نصرالله عن موقف هادئ إزاء الجهود لمعالجة الخلاف الداخلي حول المحكمة الدولية وإزاء القمة الثلاثية السعودية – السورية – اللبنانية وقال إن جهداً عربياً سيبذل لمصلحة حماية لبنان وقطع الطريق على كل الأحلام الإسرائيلية "وعلينا جميعاً أن نتعاون ونهدئ الأمور ريثما نتبيّن نتائج هذه الجهود، ويبنى على الشيء مقتضاه". كلام نصرالله جاء في "الاحتفال المركزي بالذكرى الرابعة لانتصار تموز" الذي أقيم ليل أمس في ملعب الراية في ضاحية بيروت الجنوبية في حضور الوزير عدنان السيد حسين ممثلاً الرئيس ميشال سليمان والنائب علي حسن خليل ممثلاً الرئيس نبيه بري والوزير فادي عبود ممثلاً الرئيس سعد الحريري والنائب حكمت ديب ممثلاً رئيس «تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون» وممثل لقائد الجيش وحشد من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية والاجتماعية، ووفد من 200 شاب وشابة من 13 دولة عربية يمثلون 60 حزباً خصهم نصرالله بالترحيب. وقال نصر الله: ما حصل اليوم في ارض البطولة والصمود والفداء والوفاء والتضحية على الحدود اللبنانية مع فلسطينالمحتلة في العديسة، المواجهة البطولية التي خاضها ضباط وجنود جيشنا الوطني اللبناني تفرض صياغة مختلفة للخطاب وتفرض نفسها علينا كبداية. ورأى أن العدوان الإسرائيلي على لبنان لم يتوقف، توقفت العمليات العسكرية لكن هناك إشكالاً متعددة للحرب الإسرائيلية على لبنان وسيادته وأرضه وشعبه وأمنه واستقراره ما زالت قائمة. وقال: "المصداق الأول، الحادثة والخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية إذ تم منذ 14 آب 2006 إحصاء ما يزيد عن 7 آلاف خرق إسرائيلي للقرار 1701 والعالم لم يحرك ساكناً ومجلس الأمن لا يقول شيئاً ليحترم قراره. لم يحرك أحد ساكناً، خروق براً وبحراً وجواً وخطفاً، ما شهدناه اليوم هو أحد أشكال هذا العدوان والتجاوز، وقامت قوة من الجيش بواجبها وعلى رغم تواضع إمكاناتها واجهت الاعتداء وقدمت شهداء وجرحى من جنودها ومقاتليها كما سقط شهيد من الصحافة اللبنانية وليس غريباً عليها أن يسقط منها شهداء وجرحى وتصرفت قيادة الجيش وضباطه وجنوده بشجاعة وثبات. من جهة المقاومة، الحدث لم يكن صغيراً، ونحن كيف تصرفنا؟ وكيف نتصرف لاحقاً؟ من اللحظة الأولى لحصول المواجهة استنفرت المقاومة، كانت في أعلى جاهزية لها، وفي درجة عالية جداً من الانضباط ومواكبة تفصيلية للأحداث، وكنا على تواصل مع إخواننا وقلنا لهم امسكوا أنفسكم وانتظروا الأوامر. كان من الحكمة أن تضع المقاومة نفسها في تصرف الجيش في المواجهة المباشرة. "حزب الله" اتصل بقائد الجيش وأبلغه أننا مستنفرون ونحن معكم وظهير لكم وفي تصرفكم. أي شيء تطلبه القيادة مركزياً أو القوة الميدانية في الجنوب كل إمكاناتنا وشبابنا في التصرف. وكذلك اتصلنا بالرؤساء سليمان وبري والحريري ووضعناهم في الجو نفسه وقلنا نحن لن نبادر الى أي تحرك على رغم الألم. المقاومة ستتصرف بانضباط وهي في تصرف قيادة الجيش". وأضاف: "الساعات الماضية كانت حساسة جداً وكانت تتطلب تصرفاً مسؤولاً من الجميع وكانت الرسالة اللبنانية واضحة جداً للعدو. لبنان كله لن يتسامح بأي تجاوز أو اعتداء على شبر من أرضه المقدسة وسيواجه بكل شجاعة، ولبنان لا يخشى منكم انتم الذين تهددون بالحرب ولا يخاف من مواجهتكم أن جيشه يتصدى لكم وهو في العراء. دبابات الجيش ومواقعه فوق الأرض ولا تحصينات وهذه مسؤولية الدولة، والعدو في دشمه ومواقعه، لكن الجيش قاتل ببسالة وشجاعة، وبوقاحة حمّل العدو الجيش والحكومة المسؤولية وعبّر عن دهشته لمواجهة الجيش له. ماذا يفكر هو، هذا جيش والقيادة والرتباء والجنود هل هم مرتزقة؟ هؤلاء أهل البلد ورجاله وعمدته". وزاد: "الرسالة أيضاً أن المقاومة جاهزة ومتكاملة معه وأن شعبه في العديسة وكفركلا ثابت راسخ في أرضه وبلداته لا يخاف ولا يصاب بالهلع كمستوطنيهم الجبناء. اليوم تعمدت بالدم مجدداً معادلة الجيش والشعب والمقاومة". وتابع: "أنا صريح، اليوم هناك شهداء ومواقع قصفت للجيش وبالمروحيات وشهداء مدنيون وجرحى وشباب المقاومة كانوا موجودين في المحيط وطلب منهم الانضباط لأننا وضعنا أنفسنا بالتصرف، وقد يستغرب البعض ذلك، لأقول بصراحة: الحسبة هي انه أولاً ان الجيش يدير المعركة وليست معلومة حدود التطور وإلى أي مكان يأخذها الجيش. والحسبة السياسية العامة. وكذلك هناك أناس سيئو النية قد يقولون إن المقاومة دخلت لتزايد على الجيش وأن الجيش لا يريد من يعينه ويساعده وكأن الجيش الإسرائيلي ليس لديه إمكانات ضخمة. هناك آخرون سيقولون إن الحزب ينتظر فرصة لأنهم يفترضون أننا مأزومون ولسنا كذلك وإنه سيدخل على الخط لتفجير الوضع خوفاً من المحكمة الدولية. وهناك من سيقول أكثر من ذلك أن الأسد ونجاد يتحدثان عن أن احتمالات الحرب تزداد وأن الحزب خاضع لهذا المحور ويترجم أقوال الرؤساء. وقد يقول بعضهم إن هذا رد إيراني على قرارات مجلس الأمن. هذا فكر تافه". وأوضح: "أعترف بأنني كنت مضغوطاً بهذا الاعتبار، وكنا جاهزين للقتال والدفاع لكن انتهت المسألة على هذا الحد". وقال نصرالله: "أتمنى على السياسيين والسياديين والعالم كله أن يعذرونا لأننا لا نستطيع الخروج من قيمنا. هذه المرة استطاع شبابنا أن يلتزموا القرار، لكن بالنسبة إلينا ضباط الجيش وجنوده هم أهلنا وأحباؤنا وأعزاؤنا وهم بالمعنى الوطني رمز كرامة كل اللبنانيين وهل يمكن للبناني يملك القدرة عدم الوقوف الى جانب الجيش ليقاتل معه عندما يجده يتعرض للقصف الإسرائيلي المدفعي والجوي وأن يقف متفرجاً بعد الآن؟ في أي مكان سيعتدى فيه على الجيش من العدو يكون فيه تواجد للمقاومة أو تصل يدها إليها، فإنها لن تقف ساكتة ولا صامته ولا منضبطة، اليد الإسرائيلية التي ستمتد الى الجيش اللبناني ستقطعها المقاومة. لا يقول أحد غداً أن الحزب يتفرد بقرار الحرب والسلم. عندما يقطع الجنود أشلاء هذا قرار يأخذه كل شريف في البلد وينتقده كل متخاذل في هذا البلد. وليعمل كل العالم حساباته هذا الجيش يحمي المقاومة وللمقاومة شرف أن تحمي الجيش والشعب يحمي المقاومة والجيش معاً هذه هي المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان وتحفظ كرامته". واعتبر أن المصداق الثاني للعدوان المستمر القنابل العنقودية المنتشرة في الجنوب وهي أمام مشهد العالم كله. وتحدث عن موضوع الجواسيس والعملاء والعمل الإسرائيلي المتواصل لاختراق كل شيء في لبنان من مؤسسات عسكرية وأمنية وسياسية الى مؤسسات خاصة وقوى سياسية ومجتمع أهلي، لكن اخطر هذه القطاعات على الإطلاق هو قطاع الاتصالات لأن هدف الجواسيس هو جمع المعلومات ويجب أن نتوقع أن حجم الاختراق الإسرائيلي في الاتصالات اكبر وأضخم مما تبين حتى الآن وهذا الاختراق لا يوفر فقط سيطرة معلوماتية للإسرائيليين بل قدرة فائقة على التحكم. واعتبر ان "لبنان أمام عدوان أمني كبير ومتواصل ويومي ولكنه أمام إنجاز أمني كبير ومتواصل. ماذا يعني ان اكثر من 100 جاسوس يكتشفون في اقل من عامين وبعضهم في مواقع مهمة وبعضهم قدامى وبعضهم من الشخصيات المهمة في المجتمع؟ ما ظهر حتى الآن مئة غير الذين هربوا وكم بقي؟ لا شك في أن كشفهم شكل ضربة نوعية للعدو والمقاومة كانت وما زالت مستعدة للتعاون". وأضاف: "صدرت بعض أحاكم الإعدام واليوم أطالب بالإسراع في تنفيذها وأن لا ننتظر وقتاً طويلاً لأننا في معركة حقيقية وبخاصة المجرمين الذين شاركوا في حرب تموز وقدموا معلومات ولا يجوز أن يبقوا على قيد الحياة". وانتقل الى ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمحكمة الدولية والزيارات العربية والقمم في لبنان وقال: "قبل أيام استمعنا الى غابي اشكنازي يتحدث عن صدور قرار ظني يتهم حزب الله، وهو ليس صحافياً بل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. المحكمة الدولية التي لا ترد على الصحافيين لماذا لم ترد عليه؟ وكلنا تابعنا الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن تفاصيل وتكهنات وأهم ما يضج به هذا الإعلام هو رهانات تتحدث بأمل كبير وسعادة عارمة عما تفرضه أن لبنان متجه إليه وعينها على المقاومة. يتحدثون عن انفجار كبير وعزلة لبنان ومأزق المقاومة. نحن دققنا ناقوس الخطر ورفعنا الصوت لنلفت اللبنانيين والحريصين عليه لما يحضر للبنان والمقاومة والمنطقة". وزاد: "إن طرح قضية بهذا الحجم والحساسية أثار سجالات لكنه سلط الأضواء على مخاطر شديدة. الأمر لم يقتصر علينا، بل هناك قيادات أثارت المخاوف أيضاً والكل يعيش هذا المناخ. وجاءت الزيارة المشتركة للملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بشار الأسد التي رحبنا بها ونرحب بها ونعبر عن سعادتنا بكل تقارب عربي وبخاصة سعودي سوري، معادلة س س، لأن بركاته أول ما تطال لبنان ولأن التخاصم العربي أول ما يظهر في لبنان. في الأيام الماضية كانت هناك زيارة كريمة لأمير قطر وبخاصة للقرى الصامدة في الجنوب، بنت جبيل والخيام ودير ميماس، وعبر الناس بصدق وإخلاص عن شكرهم لمن يقف الى جانبهم ويساعدهم ويتضامن معهم في الموقف السياسي ويترقب لبنان زيارة رئيس إيران الدكتور نجاد بعد الفطر. نرحب بكل الزوار الذين يأتون الى بلدنا بلد الكرم في كل شيء". وقال: "كانت القمة الثلاثية التي كان همها الأساسي حماية لبنان من كل ما يعد له. ما فهمناه ان هناك جهداً عربياً سيبذل لمصلحة حماية لبنان وقطع الطريق على كل الأحلام الإسرائيلية وأن علينا جميعاً في هذه المرحلة ان نتعاون ونهدئ الأمور ريثما تتبين نتيجة هذه الجهود وسيبنى على الشيء مقتضاه، نحن نرحب بهذا الجهد العربي وبهذه الدعوة ونؤكد اننا جميعاً نريد الحقيقة ونرفض التزوير والتسييس ونريد جميعاً العدالة التي كما هي حق شخصي وعائلي هي حق عام ووطني لكل اللبنانيين". وتابع: "سأعقد مؤتمراً صحافياً الاثنين الساعة 8 ونصف في 9 آب في الأساس فيه قسمان مهمان وكبيران، القسم الأول يرتبط باتهام العدو الإسرائيلي لنا باغتيال الرئيس الحريري وسأتحدث ليس عن فرضية بل عن اتهام منا لإسرائيل باغتياله على ضوء مؤشرات ومعطيات. القسم الثاني عن فهمنا وتقويمنا للجنة التحقيق والمحكمة والقرار الظني، وباعتبار أن البعض يعتبر أن الحديث عن المحكمة والتحقيق والقرار الظني يوتر البلد والمطلوب التهدئة وإتاحة الفرصة أمام الجهد العربي نؤجل القسم الثاني وهو جاهز ومعد حتى إشعار آخر، أسبوع، اثنين شهراً، نحن نتابع. أما القسم الأول الذي سأتحدث عنه الإثنين بذلنا جهداً كبيراً جداً وواضح أن الأمور كيف يتم أخذها لنعمل في شكل جدي ولدينا طاقة وعدنا الى أرشيفنا ولدينا أرشيف ضخم وهو سلم من القصف، شكلنا فريقاً مميزاً لمراجعة كل التفاصيل وعملوا شهوراً وتوصلنا الى نتائج. سأقدم دليلاً حسياً على أن إسرائيل ومن خلال عملائها كانت تستغل الخصومة السياسية حتى عام 1993 بين الحزب والحريري لإيجاد قناعة لديه ولدى بعض محيطه وأصدقائه في الداخل والخارج أن الحزب يريد اغتياله وسأعرض وثيقة سمعية بصرية. وسأخاطبكم وأخاطب الرأي العام، ليس على قاعدة مناشدة لجنة تحقيق هنا أو هناك لتعمل على الفرضية الإسرائيلية، إنما اليوم في ذكرى حرب تموز ولكل شخص أن يتهم ولدي معطيات ومؤشرات، أقول لكم نحن نتهم العدو الإسرائيلي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وسأقدم في المؤتمر الصحافي معطيات ستفتح آفاقاً مهمة في التحقيق والوصول الى الحقيقة في الحد الأدنى وسأجيب على كل أولئك الذين قالوا هناك أدلة لاتهامكم. سأضطر لأول مرة أن اكشف أحد الأسرار المهمة جداً لإحدى العمليات النوعية للمقاومة في لبنان لإثبات صدقية ما سأعرضه عليكم. وبعد المؤتمر الحكومة اللبنانية المعنية بالحقيقة ومعرفة العدالة إذا وجدت أن هذا يساعد لتكلف جهة، أي جهة، تريدها أمنية أو قضائية أو مشتركة فنحن حاضرون لتسليم الوثائق ونتعاون لسلوك هذا الطريق. وإذا بذل جهد جيد ليس فقط ننقذ لبنان من فتنة عمياء إنما سنتمكن من كشف القاتل الحقيقي وإجراء العدالة بيدنا كلبنانيين. وفي هذا السياق يجب أن أؤكد، ان المحكمة تقول إن ليس لها علاقة بالشهود الزور، اجدد الدعوة الى تشكيل لجنة لبنانية قضائية نيابية وزارية. لا نريد محاكمة أحد، فقط ان تحقق مع شهود الزور لمعرفة من صنعهم عسى أن يساعد ذلك في مسك خيط". وفي موضوع حرب تموز قال: "كان الهدف الرئيس المباشر سحق المقاومة وهو جزء من خطوات كان المطلوب أن ترسم معالم الشرق الأوسط الجديد كما سمته كوندوليزا رايس. هذه حلقة من حلقات لها علاقة بفلسطينوإيران. وهناك حلقات أنجزت في أفغانستان. أحد المسؤولين أرسل لي في الأيام الأولى وأنا أحبه جداً، وقال لي ان الموضوع كتير مهم انتهبوا وأنا اتصلت بأحد المسؤولين العرب الكبار وقال لي ان هناك قراراً بسحق حزب الله. كلنا يذكر كيف ان العالم كله ساند العدوان إلا القليل، ونذكر اجتماع الدول الكبرى وإصدارها بياناً لتغطية العدوان وإدانة المقاومة". وزاد: "أحد المسؤولين العرب، في الوفد العربي الذي ذهب الى مجلس الأمن في منتصف الحرب، قال لي: حين وصلنا الى نيويورك استقبلنا جون بولتون وقال لي ماذا تفعلون هناك، فقلت له نسعى الى وقف الحرب فقال تضيعون وقتكم اذهبوا صيفوا وشموا الهواء ولن تتوقف الحرب إلا في حالين عندما تسحق المقاومة أو يستسلم حزب الله. هذه كانت طبيعة الحرب التي صمدنا فيها وانتصرنا فيها جميعاً". وأضاف: "في تلك الحرب كانت هناك رهانات كبيرة. انتظروا انهيار المقاومة وفرار مقاتليها فوجدوهم كجبال لبنان الشامخة وسيبقون كذلك. انتظروا تفكك الجيش اللبناني عبر قصف مواقعه وثكناته فوجوده نموذجاً أعلى للشعار الذي يرفعه شرف وتضحية ووفاء وسيبقى جيشنا كذلك. راهنوا على المليون مهجر من الجنوب والضاحية والبقاع الغربي وبخاصة بعلبك الهرمل ان يصرخوا ويحتجوا ليفرضوا على المقاومة الاستسلام فوجدوكم اشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس وستبقون كذلك. راهنوا على تخلي بقية المناطق اللبنانية والطوائف اللبنانية عن من ينتمي الى هذه المقاومة ومهجريها من طائفة محددة ففتحت لهم المساجد والكنائس والأديرة والبيوت والقلوب وكان لبنان على مثال المسيح ومحمد". وتابع: "ما أريد قوله، المقاومة منذ حرب تموز الى اليوم تحاول إيجاد معادلات للصراع هدفها حماية البلد، في كل الخطب لا ابحث عن عنتريات بل كنت أحاول طرح معادلات تحمي البلد وهي تستند الى وقائع، والإسرائيلي يعرف ذلك. في تموز ارتكب أخطاء كثيرة نتيجة المعلومات الخاطئة، نحن طرحنا المعادلة لحماية البلد. قلنا إذا جئت الى أرضنا سنقاتل وتحدثنا عن الجبهة الداخلية والصواريخ وموضوع البحر. وبقي الجو... لا، هنا لا نستطيع ان نتحدث عن معادلة بل نكمل في سياسة الغموض البناء. ليبقى الإسرائيلي ضائعاً ويعتقد ما يريده عندنا أو لا ليعتقد ما يريده. هنا قوة المقاومة في عدم كشف كل شيء. ثمة أمور نكشفها لحماية البلد، ربما إذا كشفنا أموراً قد نعرض البلد لمخاطر إذا كانت موجودة".