عنفت الاشتباكات في جرود عرسال (الأراضي السورية المتداخلة مع الأراضي اللبنانية) امس، وتمثلت بقصف جوي نفذه سلاح الجو السوري ومدفعي من «حزب الله»، فيما دخلت مدفعية الجيش اللبناني على خط النيران من خلال تنفيذ عمليات قصف لتجمعات آلية ومسلحة ضمن الأراضي اللبنانية. وأوضح مصدر عسكري لبناني ل «الحياة» أن الأوامر المعطاة الى قوات الجيش المتمركزة في محيط عرسال باستهداف اي تجمع مسلح يكون تحت مرمى نيران الجيش، وهذا ما تقوم به القوات من نقاط تمركزها، مشيراً الى «ان المعارك التي تجري بين الجيش السوري و«حزب الله» من جهة والمسلحين السوريين المتواجدين في الجرود هي داخل الأراضي السورية وبعيدة نسبياً». واستهدف الجيش جرود عرسال وجديدة الفاكهة ورأس بعلبك بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بعد رصد تحركات للمسلحين على مسافة 8 كلم من جديدة الفاكهة. وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي ناقش مع مسؤولين عن المواقع الالكترونية الاعلامية كيفية مواجهة الحملات الاعلامية المضللة للمنظمات الارهابية. وأشارت قناة «المنار» (حزب الله) الى ان مقاتلي الحزب سيطروا في شكل كامل على سهل الرهوة بعد فرار عشرات المسلحين من «جبهة النصرة» في اتجاه وادي الخيل، كما سيطروا على جبل الثلاجة الإستراتيجي في جرود فليطا في منطقة القلمون، وتقدموا نحو سهل شعبة القلعة الإستراتيجية بعد السيطرة على حرف وادي الدب شرق وادي الخيل في جرود عرسال. وبعد الظهر، أكدت القناة «سيطرة الحزب في شكل كامل على جبل شعبة القلعة في جرود عرسال المرتفع 2339 متراً والمشرف على منطقة وادي الخيل شرقاً وجزء من معبر الزمراني». وفي المقابل، أعلنت «جبهة النصرة» عبر موقع «تويتر» عن إعطاب آلية مجنزرة تابعة ل «حزب الله» بصاروخ موجه من نوع «فاغوت» في جرود فليطا. وترددت معلومات عن ان عناصر «حزب الله» وبعد سيطرتهم على موقع مواجه لمنطقة الرهوة، عثروا على مقابر جماعية قريبة من مراكز ل «جبهة النصرة»، دفن فيها أكثر من 50 عنصراً من الجبهة حديثاً. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور أرسلها عناصر من الحزب التقطت في تلة مواجهة لمنطقة الرهوة، تُظهر وفق قولهم، المكان الأول الذي نقل إليه العسكريون المخطوفون لدى تنظيم «داعش»، حيث صور اول شريط فيديو لهم ونشره «داعش» في حينها. ونقلت قناة «المنار» عن مصادر لم تحددها ان «مسلحي تنظيم داعش منعوا مسلحي جبهة النصرة من الفرار عبر مناطق سيطرتهم في جرود عرسال». ولاحقاً بثت «المنار» لقطات لمسلحي الحزب في منطقة الرهوة يدخلون مقرات وجدت فيها اجهزة كومبيوتر وهواتف واسلحة ومؤن وبطاقات هوية ووثائق وأومر خدمة بينها هويات لبنانية تركها المسلحون فضلاً عن سيارات متضررة. وكان وفد من فاعليات البقاع الشمالي زار امس، رئيس الحكومة تمام سلام في بيروت، وقال كاهن رعية بلدة القاع الأب إليان نصرالله باسم الوفد: «شكرناه على القرار الذي اتخذته الحكومة بتحرير منطقة البقاع الشمالي من المسلحين والإرهابيين، وأطلعناه على أجواء الهواجس والصعوبات والتهديدات التي يعيشها أبناء المنطقة من مسيحيين ومسلمين من قبل المسلحين في جرود جبال القاع وعرسال ورأس بعلبك، خصوصاً أننا نعتبر ان احتمالات الخطر قوية وقد تكون بعض ملامح المرحلة المقبلة سوداء. وتمنينا تعزيز وجود الجيش في أسرع وقت لأنه الضمان الوحيد والأساسي لحماية المناطق وحفظ وحدتها».