قتل خمسة عناصر من "حزب الله" اللبناني وعشرات المسلحين، في الاشتباكات التي وقعت الاحد بين الحزب ومجموعات مسلحة، يعتقد انهم من "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، قدمت من منطقة القلمون السورية وهاجمت مواقع للحزب، وفق ما قال مصدر رسمي في "حزب الله" لوكالة "فرانس برس". واوضح المصدر ان "المعارك وقعت داخل الاراضي السورية، في منطقة القلمون المتاخمة للاراضي اللبنانية والتي تتداخل الجرود فيها مع جرود سلسلة جبال لبنانالشرقية". في المقابل، قال سكان من بلدة النبي سباط اللبنانية فرّوا من المعارك والوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ووسائل اعلام لبنانية ان "الهجوم استهدف موقعاً للحزب في نقطة لبنانية حدودية". وقال المصدر الرسمي في الحزب الذي يقاتل الى جانب قوات النظام السوري داخل سورية: "تعرضت مواقع الحزب في منطقة القلمون اليوم لهجوم شامل تم صده، وفشلت المجموعات المسلحة في تحقيق اي تقدم". واضاف: "سقط لنا خمسة شهداء في المعركة، بينما قتل عشرات من الجماعات المسلحة" التي لم يحدد انتماءها. وقال المصدر ان "المسلحين تمكنوا من دخول نقطة واحدة، الا ان الحزب تمكن من استرجاعها". وذكرت قناة "المنار" التابعة للحزب ان "مدفعية الجيش اللبناني شاركت في صد الهجوم". ويملك لبنان حدوداً واسعة مع سورية، غير محددة رسميا بمعظمها، لا سيما في المناطق الجبلية العالية حيث تنتشر المعابر غير القانونية في ارض وعرة، وحيث تتداخل الاراضي بين البلدين. وكان مصدر محلي في الحزب افاد "فرانس برس" في وقت سابق عن تعرض مواقع للحزب "في جرود النبي سباط ومحيطه في سلسلة الجبال الشرقية الى الشرق من منطقة بعلبك، لهجوم من جماعات مسلحة قدمت من منطقة القلمون السورية، فقام الحزب بالرد على مصادر النيران، واوقع خسائر فادحة في صفوف المهاجمين". وعلى الاثر، اندلعت اشتباكات بين الطرفين استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والمدفعية، وسمعت اصداؤها حتى مدينة بعلبك. وتفصل سلسلة الجبال الشرقية بين الاراضي اللبنانية والاراضي السورية. وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان "المسلحين شنوا الهجوم انطلاقاً من عسال الورد في سورية"، وهي بلدة في القلمون مواجهة لجرود النبي سباط وبريتال اللبنانية. وقال شهود فروا من النبي سباط لوكالة "فرانس برس"، انهم شاهدوا عناصر من "حزب الله" ينقلون عدداً من الجرحى في سيارات من نوع "بيك آب". وذكر مراسل وكالة الوكالة الذي وصل الى البلدة ان "هناك حواجز عدة للحزب وللجيش اللبناني في المنطقة". وشاهد المراسل ناقلات جند تقل عسكريين لبنانيين تتجه نحو الجرود. كما اشار الى ان "عشرات السيارات الرباعية الدفع تقل مدنيين مسلحين قالوا انهم من القرى المجاورة وانهم في طريقهم لمساندة حزب الله". وحصلت خلال الاشهر الاخيرة مواجهات عدة محدودة في جرود منطقة بريتال- بعلبك بين "حزب الله" ومجموعات من المعارضة المسلحة في الجانب السوري. ويتواجد الحزب في نقاط عسكرية عدة في مناطق جبلية عالية على الحدود يصعب الوصول اليها. ونادراً ما يعطي الحزب او الاجهزة الامنية تفاصيل عن هذه المواجهات. وجرت في آب (اغسطس) معارك عنيفة في بلدة عرسال الواقعة على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا، بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قدمت من سورية ومن مخيمات للاجئين السوريين موجودة في عرسال.