واصل الجيش اللبناني إجراءاته الميدانية في عرسال فقام بحملات تفتيش بحثاً عن مشتبه بهم، بعد عمليات دهم لبعض مخيمات النازحين. وأحبط الجيش فجر أمس، وفق الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية)، محاولة تسلل جديدة للمسلحين من جرود عرسال في اتجاه البلدة، مستخدماً سلاح المدفعية ومحققاً إصابات في صفوفهم. في غضون ذلك، نفذ الطيران السوري خمس غارات على الرهوة ووادي الجميل في جرود عرسال، وعلى معبر الزمراني غير الشرعي على الحدود اللبنانية - السورية، مستهدفاً تحركات المسلحين في محيطه. وفي البقاع عقد لقاء في «أزهر» عرسال بين عدد من مشايخ بعلبك الهرمل ومشايخ وعلماء عرسال ومشايخ السوريين الموجودين في عرسال لبحث كل الأمور والمستجدات الأخيرة التي حصلت في عرسال، وبعد الاجتماع صدر بيان تلاه مفتي بعلبك الشيخ أيمن الرفاعي أكد فيه على «توفير ممر إنساني للنازحين السوريين، وإطلاق حوالى 300 موقوف لدى الجيش اللبناني، وإعادة بناء حوالى 100 خيمة». وطالب المجتمعون ب «إنشاء نقطة أمن عام في عرسال لأن هناك الكثير من السوريين في حاجة إلى تسوية أوضاع، والتأكيد على تأمين دخول وخروج العراسلة إلى أراضيهم». وتوجه المجتمعون إلى «خاطفي العسكريين بعدم التعرض لهم إفساحاً في المجال لسير عملية المفاوضات»، وسيقوم وفد من علماء عرسال وعلماء النازحين السوريين بلقاء الخاطفين لهذا الغرض. إلى ذلك وزعت فاعليات عرسال وأبناؤها بياناً أمس جاء فيه: «منذ بداية أحداث عرسال والأهالي يقفون خلف المؤسسة العسكرية التي قدمت التضحيات والشهداء لردع الإرهاب ودفاعاً عن كرامة البلدة والوطن برمته، فالجيش هو جيش كل لبنان بكل طوائفه وعرسال بلدة لبنانية مخطوفة من المسلحين الذين خرجوا من مخيماتها وساندوا الإرهاب، فمتى كان حفظ أمن البلدة هو حصار لعرسال، فالجيش يقوم بواجبه الوطني لحماية عرسال، لا لحصارها. فأهالي البلدة يعيشون حياتهم الطبيعية». وتمنت الفاعليات على «أهلنا وإخواننا في المناطق كافة أن يقفوا إلى جانبنا لتحييد عرسال والبلد عن هذا الصراع الإقليمي وإبعاد الجيش عن التجاذبات السياسية لما فيه مصلحة وأمن لبنان لأن الجيش هو الضامن الوحيد لاستقرار البلد وليس من مصلحة أحد إضعافه». وفي المقابل خرج عدد من النازحين السوريين بعد انتهاء صلاة الجمعة من جامع الشيخ مصطفى الحجيري المعروف ب «أبوطاقية» في تظاهرة ضمت العشرات، حاملين أعلام «داعش» وجبهة «النصرة» وهتفوا بشعار «الشعب يريد الدولة الإسلامية». ولوحظ أن أحداً من أهالي عرسال الذين كانوا يصلون في المسجد لم يشارك معهم في هذه التظاهرة المحدودة، وإنما غادروا إلى منازلهم، الأمر الذي لاقى استحساناً لدى فاعليات البلدة وأهاليها، ما يؤشر إلى أن المزاج الشعبي لدى أهالي عرسال بدأ يتغير. ونشر فيديو قيل أنه من عرسال أظهر هتافات للمتظاهرين ومنها «الدولة الإسلامية باقية»، ويا أبو مالك (التلي أمير جبهة «القلمون) فوت فوت بدنا نوصل عا بيروت». وتحدثت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن إلقاء عناصر مخفر جبيل في قوى الأمن الداخلي القبض على اللبنانيين م م، و م أ، والسوري ع ب أثناء تجولهم في سوق جبيل، للاشتباه في انتمائهم إلى تنظيم اصولي، ولدى التدقيق في هواتفهم الخليوية وجدت صور لأسلحة حربية مختلفة، وتم تسليمهم إلى فرع التحقيق في شعبة المعلومات لاستكمال التحقيقات بناء على إشارة القضاء العسكري. وفي طرابلس، وتحت عنوان «لا لذبح عرسال» انطلق مصلون بالعشرات، عقب صلاة الجمعة تلبية لدعوة «هيئة علماء المسلمين»، رافعين رايات التوحيد. وفي باب التبانة خرجت مسيرة تقدمها الشيخ خالد السيد وجالت الشوارع، رافعة الرايات الإسلامية ومرددة الهتافات المستنكرة لما حصل في عرسال. وقال السيد إن «هذه التظاهرة هي تضامن مع أهالي عرسال ورفض للانتهاكات التي تمارس على النازحين السوريين وعلى أهل عرسال التي رأيناها بأم العين. أن يوضع النازحون عراة على الأرض وتركع النساء وتحرق الخيم ويشرد الناس ويعتقل المئات بحجة الإرهاب فهذا أمر مرفوض وغير مقبول». وفي القبة خرجت من أمام مسجد حمزة مسيرة قابلتها مسيرة من مسجد خديجة في أبو سمرا تخللتها كلمات ركزت على رفض كل طريقة المداهمات التي حصلت في حق النازحين. واعتبرت أن «الدولة تجاوزت الخطوط الحمر في هذا المجال». وترافق ذلك مع تنفيذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية في المدينة حيث أقام حواجز ثابتة وسيّر دوريات في الشوارع مواكبة للمسيرات. أما في صيدا فقد أفيد بأن المدينة لم تشهد أي تحرك احتجاجي، بعد دعوة «هيئة علماء المسلمين» لجعل يوم الجمعة «جمعة لا لذبح عرسال»، واقتصر الأمر على إثارة الموضوع في عدد من منابر المساجد عبر خطب الجمعة، في وقت بقيت الإجراءات الأمنية والعسكرية في المدينة عادية حيث اتخذت إجراءات احترازية في محيط المساجد كالعادة كل جمعة.