نفى أمس، وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل من جدة، خوض «حزب الله» معارك في جرود عرسال مع المسلحين السوريين المنتشرين فيها، في وقت كانت مواقع إخبارية للحزب تتحدث عن سيطرة مسلحي الحزب على مناطق في هذه الجرود. وكانت قناة «المنار» ذكرت ان «حزب الله» سيطر على مرتفعات مراد غازي وحرف وادي الهوا في جرود عرسال، وانه يتقدم باتجاه جبل الزاروب جنوب وادي الخيل. وعصراً ذكر موقع «العهد» الاخباري ان مقاتلي الحزب «سيطروا على وادي أبو ضاهر، مشرعة الطويل، ضليل وادي الديب، قلعة عين فيق، شُعاب الدلم، كتفين الفيق، وجبل الزاروب الاستراتيجي ومرتفع كنز الرصيف في جرود عرسال على السلسلة الشرقيةاللبنانية، في ظل احراز تقدم كبير من جهات متعددة». ولاحقاً اعلنت «المنار» السيطرة على مرتفعات الشروق الاستراتيجية في جرود عرسال وتدمير آليتين عسكريتين ل«جبهة النصرة» في منطقة الرهوة بالصواريخ الموجهة ومقتل آخرين باستهداف آلية محملة برشاش وفرار كبير لمسلحي النصرة في جبهة الرهوة. وكان نبأ المعارك وصل الى مقر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الموجود في المملكة العربية السعودية، في زيارة رسمية اثناء وجوده في جناحه في قصر الضيافة، اذ ابلغه صحافيون ان معركة جرود عرسال يبدو انها بدأت ربطاً بخبر «المنار» وذلك في حضور الوزير مقبل الذي انتقل الى غرفة ثانية وأجرى اتصالات مع لبنان وعاد بعدها ليبلغ المتواجدين ان «قيادة الجيش ومخابرات الجيش أبلغاني أن لا صحة للأنباء عن اشتباكات في جرود عرسال. وان المعلومات المتوافرة ان مسلحين سوريين داخل منطقة القلمون نفذوا هجوماً على موقعين للحزب في جرود نحلة والحزب يسترجعهما، وان الامر لا يحصل في جرود عرسال». واعتبر مقبل ان «الدخول إلى عرسال مكلف وقد يسقط مئات القتلى وهناك دوريات للجيش تدخل إلى المدينة التي عزلها الجيش عن جردها». التسريب الاعلامي استباقي وعلمت «الحياة» ان عدداً من اعضاء الوفد المرافق لسلام علقوا بالقول «ان التسريب الاعلامي من قبل «المنار» عن ان المعركة في جرود عرسال قد يكون استباقياً لجلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم لمتابعة موضوع عرسال بهدف الضغط لوضع المجلس أمام الأمر الواقع». وكانت معلومات تحدثت عن سقوط 6 من عناصر «حزب الله» في معارك حصلت أول من أمس، وفقدان سابع من آل شريف ولم يعلِن عنهم في حينه. واكدت مصادر امنية ان الاشتباكات التي تجري هي في الجرود العالية المطلة على جرود عرسال وليست جرود عرسال وتحديداً في جرود يونين. ووزع اعلام «حزب الله» معلومات عن مؤتمر صحافي عقدته فاعليات عرسالية في نقابة الصحافة حضره اشخاص من آل الحجيري وعز الدين، واكدوا «حسن الجوار مع البلدات المجاورة الممتدة من مشاريع القاع وصولاً إلى بعلبك». ورفضوا تصريحاً لاحد النواب «يحشر عرسال وأهلها في خانة مذهبية بغيضة». وذكروا بأن «فصيلة درك عرسال موجودة في بلدة اللبوة». وذكروا بعمليات قتل تعرض لها عراسلة بتهمة «التعاون مع جيش بلدهم». وتحدثوا عن «فرض خوات وعمليات تشليح وخطف لفرض دفع الفدية وطعن نساء في وضح النهار بالسكاكين بغرض السرقة، وتجارة السلاح والمخدرات، وحال من الفلتان الأخلاقي داخل البلدة». وأشاروا الى «سيطرة كاملة من الجماعات المسلحة على جرود عرسال». وطالبوا ب «دخول الجيش اللبناني وجميع القوى الأمنية لبسط سلطة الدولة على أرض عرسال وتحرير الجرود من العصابات». وجدد وزير العدل أشرف ريفي في حديث الى اذاعة «لبنان الحر» ادانته لأي محاولة ل«دخول عرسال لأنها ستؤدي إلى خراب البلد»، مشيراً إلى أن «خطط انتشار الجيش تحفظ كل مواقع الجيش لعدم الاستفراد بها». وإذ اعتبر أن «أهل عرسال واعون تماماً لأي طابور خامس»، رفض كل الاتهامات بشأن «حماية التكفيريين من قبل أهل عرسال». وأكد ان «الجيش يحمي الاهالي والنازحين». وكانت «جبهة النصرة» في القلمون وعبر حسابها على موقع «تويتر» توجهت إلى أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لديها بالقول: «نريد أن نبين لكم أن لا صحة لما يتداوله الإعلام عن أن المفاوضات انتهت بيننا وبين (المدير العام للامن العام) اللواء (عباس) ابراهيم»، موضحة «ان المفاوضات علقت منذ فترة بسبب كثرة التلاعب في هذا الملف من قبل المفاوضين من الطرف اللبناني»، متمنية أن «ينتقل ملف المفاوضات الى أيد أمينة واقترحنا تشكيل لجنة من الاهالي لتشرف على مجريات التفاوض».