بيروت، باريس، نيويورك، تل ابيب - «الحياة»، أ ف ب - أمّ ملايين الاشخاص في كل انحاء العالم شوارع المدن الكبرى ليحتفلوا بحلول السنة الجديدة متناسين لبضع ساعات اجواء التهديد الامني السائدة والازمة الاقتصادية العالمية. وتميزت ليلة رأس السنة بكون القمر بدراً للمرة الثانية في شهر واحد وهي ظاهرة تعرف باسم «القمر الازرق» مختتمة بذلك، في شكل مميز، سنة الفلك العالمية. وأوضح احد المواقع المخصصة لسنة الفلك العالمية: «يقال ان هناك قمراً ازرق عندما يشهد شهر واحد بدرين فيطلق على البدر الثاني اسم قمر ازرق». وكان القمر بدراً قبل ذلك في الثاني من كانون الاول (ديسمبر) ويفصل بين بدرين 29,5 يوم. وأفادت جمعية الفلك الاميركية بأن آخر «قمر ازرق حل في 31 كانون الاول يعود الى عام1990». وأصل تسمية «القمر الازرق» يعود الى العبارة الانكليزية «وانس ان ايه بلو مون» التي تعني ان الامر يحدث نادراً جداً. ففي بيروت انعكس الاستقرار الأمني والسياسي بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة سعد الحريري، في شكل إيجابي على البلد الذي كان أهله يعانون من الانقسام السياسي منذ عام 2005. إذ غرقت المدينة بالسياح والمغتربين والمقيمين المحتفين بقدوم السنة الجديدة في سهرات عارمة واحتفالات شعبية وخاصة. وشهدت العاصمة زحمة سير حتى طلوع الفجر. وتجمع في وسطها حشد من الشباب والعائلات أمام مجسّم الشهداء ليشاهدوا عرضاً للألعاب النارية على إيقاع الموسيقى. وفي لندن، تجمع اكثر من مئتي الف شخص على ضفاف التايمز لمتابعة «لندن آي» الدولاب الكبير الذي يطل على النهر وأعينهم على عقارب ساعة بيغ بن الشهيرة. أما في نيويورك، فلم يكترث آلاف الاشخاص لتساقط الامطار والثلوج وتجمعوا في ساحة «تايمز سكوير» للمشاركة في العد التنازلي للانتقال الى العام الجديد من خلال هبوط الكرة البلورية العملاقة. وعززت نيويورك اجراءاتها الامنية لمناسبة حلول عيد رأس السنة بعد ستة ايام على محاولة تفجير شاب نيجيري طائرة اميركية اثناء رحلتها بين امستردام وديترويت. ولهذه المناسبة نُشر شرطيون باللباس المدني او الرسمي وثبتت كاميرات مراقبة وأجهزة لكشف المواد المشعة او البيولوجية. وفي باريس، استقبل اكثر من مئتي الف شخص السنة الجديدة في جادة الشانزيليزيه وهم يتبادلون التمنيات ب «الاستقرار» في زمن الازمات. وكان وزير الداخلية بريس اورتوفو اكد في بيان ان «حوالى 270 الف شخص شاركوا في الاحتفالات هذه السنة في مقابل 550 الفاً» العام الماضي في تراجع ملحوظ.وأضاف انه خلال ليلة رأس السنة «اصيب 11 عنصراً امنياً بجروح من دون تسجيل خسائر في الممتلكات العامة والخاصة». وتم حشد نحو 45 الف رجل شرطة ودركي بينهم اكثر من ثمانية آلاف في العاصمة باريس وحدها بهدف تفادي اي تجاوزات والحد من عدد السيارات المحروقة، وهي عادة شائعة في بعض الأحياء الحساسة. وسمحت هذه التعبئة باعتقال عدد اكبر من الاشخاص هذه السنة. وكان اكثر من 120 الف روسي احتفلوا قبل ساعتين من ذلك في الساحة الحمراء بالسنة الجديدة، بينما عبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عن شكره لمواطنيه لأنهم «واجهوا معاً» سنة «لم تكن سهلة جداً». وفي روما دعا البابا بنديكتوس السادس عشر المسيحيين في العالم اجمع الى مساعدة «العائلات التي لا تزال تواجه صعوبات» بسبب الازمة العالمية، خلال الصلوات الخاصة بآخر ايام السنة في كنيسة القديس بطرس. وقبل ساعات من بدء الاحتفالات في العاصمة الايطالية روما، اعتقلت الشرطة رجلاً عارياً عند احدى نوافير ساحة بياتسا نافونا بعد اقتحامه المغارة التي اقامها الفاتيكان في ساحة القديس بطرس. وفي اسبانيا اطلق عرض بالصوت والضوء الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي في ساحة بورتا ديل سول في وسط مدريد التي تدفق عليها آلاف من سكان العاصمة الاسبانية كما يحدث كل سنة، للاحتفال برأس السنة. وفي المدن الاوروبية الاخرى رفعت أعلام الاتحاد الاوروبي على عدد من المباني. وفي برلين، أضاءت ألعاب نارية بوابة «براندنبورغ» رمز المانيا الموحدة بحضور مئات الآلاف من الاشخاص. وفي بولندا استقبل نحو تسعين الف شخص السنة الجديدة باحتفال اقيم في وارسو في ذكرى النجم الاميركي الراحل مايكل جاكسون حضرته شقيقة المغني لاتويا. وفي أوكرانيا أكد الرئيس فكتور يوتشينكو الذي يأمل بإعادة انتخابه في 17 كانون الثاني (يناير) لمواطنيه في رسالة رأس السنة انهم سينضمون الى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي. ومن سيدني الى فانكوفر، نزل عشرات ملايين الاشخاص الى الشوارع لوداع العام 2009 الذي طبعته النزاعات والاعتداءات وتداعيات الازمة المالية. وعند الساعة الحادية عشرة بتوقيت غرينيتش، اطلقت نيوزيلندا، احدى اول الدول التي احتفلت بالعام الجديد، الالعاب النارية من سكاي تاور في اوكلاند العاصمة. وفي اندونيسيا، أبلغ حاكم بالي سفارتي الولاياتالمتحدة وأستراليا باحتمال حصول هجوم ارهابي في الجزيرة السياحية التي كانت في الماضي مسرحاً لاعتداءات استهدفت الغربيين. وأعلن حاكم بالي، بحسب بيان نشرته السفارتان، ان «هناك مؤشرات الى اعتداء هذا المساء في بالي» حيث ادى اعتداء نسب الى «الجماعة الاسلامية» الى مقتل 202 شخص في بالي، بينهم 88 استرالياً في 2002. وفي سيدني، شارك نحو 1.5 مليون شخص في المرفأ في حفلة اطلاق الالعاب النارية التقليدية فوق «هاربور بريدج». ووصفت رئيسة وزراء منطقة نيو ويلز (جنوب) كريستينا كينيالي المشهد بأنه «الاجمل في العالم» اذ استخدم 4.5 طن من الالعاب النارية التي أضاءت سماء المدينة بالالوان طيلة احدى عشرة دقيقة. وفي ريو دي جانيرو احتفل مليونا شخص ارتدى معظمهم ملابس بيضاء بحسب التقاليد، بالعام الجديد على شاطئ كوباغابانا. وفي مونتيفيديو اكتشف السياح رياضة محلية هي التسلل بين قنابل المياه التي تلقى من مباني عاصمة الاوروغواي كل 31 كانون الاول (ديسمبر) للاحتفال بنهاية السنة خلال فصل الصيف. وحظرت تايلاند استخدام الالعاب النارية اثر مقتل 65 شخصاً في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بسبب احتراق ملهى سبّبه هذا النوع من الالعاب النارية. وفي افغانستان وباكستان، تم تعزيز الاجراءات الامنية الى اقصى حد في حين تتوالى الهجمات الدامية التي تشنها حركة «طالبان». وفي مدينة كراتشي الباكستانية، يبدأ العام الجديد عادة بإطلاق ألعاب نارية، لكن هجوماً انتحارياً نفذ الاثنين وتبنته حركة «طالبان» وأوقع 43 قتيلاً، اغرق المدينة في الحداد. واستقبلت قبرص العام الجديد بحظر كامل على التدخين في المقاهي والمطاعم والاماكن العامة المغلقة الاخرى، على غرار بلدان اوروبية مثل ايرلندا وفرنسا وإيطاليا. وفي جنوب افريقيا انتهز الرئيس جاكوب زوما فرصة خطابه لمناسبة رأس السنة للدعوة الى الوحدة من اجل انجاح دورة كأس العالم لكرة القدم للمرة الاولى في افريقيا. أما في فلسطينالمحتلة، فقد احتفل اسرائيلي بحلول السنة الجديدة بتمضية 66 ساعة في مكعب من الجليد يزن ثمانية اطنان مرتدياً الجينز وقميصاً قطنياً في وسط تل ابيب. وحطم هيزي دين (29 سنة) الرقم القياسي السابق الذي سجله الساحر الاميركي ديفيد بلاين الذي بقي في مكعب من الجليد على مدى 63 ساعة في العام الفين في تايمز سكوير في نيويورك. وقد خرج الاسرائيلي من كتلة الجليد في ساحة رابين في تل ابيب بعيد منتصف الليل. وكان مصاباً بالوهن ونقل فوراً في سيارة اسعاف الى المستشفى بعدما ألقى التحية على 200 شخص تقريباً أتوا لدعمه في انجازه.