لم تمنع طقوس عاشوراء ذات الطابع الحزين، والتي تزامنت هذا العام مع احتفالات الميلاد ورأس السنة، بعض شباب مدينة النجف من اقامة الاحتفالات بليلة رأس السنة الميلادية داخل بعض المنازل. يقول أحد المحتفلين اياد النعمه ل «الحياة»: «منذ فترة طويلة، اعتدنا على الاحتفالات وإقامة الموائد ابتهاجاً برأس السنة الميلادية الجديدة. لكن بعد عام 2003، بدأت المناسبات السعيدة تقل بسبب المنع من جهة وكثرة المناسبات الدينية من جهة ثانية». ويضيف أن «كثيراً من الناس في مدينة النجف يحتفلون بمناسبة رأس السنة سراً داخل المنازل، على رغم المنع القائم». ويتساءل كيف يدعو «خطباء عاشوراء الاخوة المسيحيين الى عدم الاحتفال. ونحن المسلمين نحتفل بهذه المناسبة؟». وتزامنت رأس السنة الميلادية هذا العام مع مناسبة عاشوراء، ذكرى استشهاد الامام الحسين التي يحييها الشيعة في العراق عبر طقوس حزينة تمتد لأكثر من 40 يوماً. وكان بعض خطباء المنابر الشيعة دعا مسيحي العراق إلى وقف الاحتفالات برأس السنة الميلادية لهذا العام، احتراماً لتصادفها مع ذكرى عاشوراء. وبالفعل، أدت تلك الدعوات الى تعليق احتفالات الطائفة المسيحية في مدن العمارة والبصرة وبغداد بأعياد الميلاد المجيد. كما شهدت محافظة نينوى احتكاكات بين أقلية الشبك الشيعية والمسيحيين على خلفية ازالة بعض شباب الشبك مظاهر الاحتفال المسيحية، ما أدى الى اندلاع أعمال عنف احتوتها العشائر. وقال رئيس أساقفة الكلدان في البصرة الأسقف عماد البنى إنه طلب «من أبناء الطائفة وقف الاحتفالات واستقبال الضيوف خلال عيد الميلاد احتراماً لمشاعر المسلمين في (شهر) محرم الحرام ». ووجه الأسقف رسالة إلى الطائفة قال فيها: «يدعو القس الخورالاسقف عماد البنى جميع الاخوة المسيحيين لعدم اظهار مظاهر الفرح والزينة والاحتفالات واستقبال الضيوف علناً، احتراماً لمشاعر المسلمين ولا سيما الشيعة منهم خلال شهر محرم الحرام». وطالبهم في الرسالة ب «الاكتفاء بقيام طقوس القداس داخل الكنائس والبيوت فقط، دون أن تكون خارج هذين المكانين». وذكر ممثل الطائفة المسيحية في ميسان جلال دانيال أن «المسيحيين في المحافظة أعلنوا إلغاء احتفالات عيد الميلاد لتزامنها مع شهر محرم». لكن شباباً وعائلات في مدينة النجف، المركز الشيعي الأبرز في العالم، يؤكدون أنهم يهيئون من أسبوع تقريباً للاحتفال برأس السنة من تحضير مكان الاحتفال والمشروبات الروحية التي يعد توفيرها صعباً وسعرها مرتفع نتيجة للحظر المفروض على بيعها. يؤكد الشاب خليل جاسم أن «هناك أعداداً كبيرة من الشباب تحتفل بأعياد الميلاد، فهي مناسبة تقيليدية لدى العراقين». ويقول ل «الحياة»: «نحن في حاجة الى الفرح والابتسامة (...) نحتفل سراً وكأننا لصوص ... أين الحريات الشخصية؟».