يختتم الأفرقاء اليمنيون مداولاتهم في الرياض اليوم، وسط تأكيدات لمصادر يمنية، مشاركة في مؤتمر «إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية» الذي تستضيفه العاصمة السعودية، في شأن إجماع على وثيقة «مقررات إعلان الرياض». وتنص الوثيقة (حصلت «الحياة» على نسخة عنها) على تشكيل نواة للجيش والأمن، وإسقاط الانقلاب الحوثي، واستعادة الأسلحة، وإخراج الميليشيات من صنعاء، وعدن، وصعدة. وفيما أعرب مجلس الوزراء السعودي في جلسته أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن أمله في أن يتوصل «مؤتمر الرياض» إلى اتفاق يحقق أمن اليمن، واستقراره، وتطلعات شعبه، في إطار التمسك بالشرعية، ووقف الانقلاب عليها، نددت السعودية بخرق الميليشيات الحوثية الهدنة الإنسانية بالاعتداء على الحدود السعودية وداخل اليمن. وانهارت الهدنة إثر الانتهاكات الحوثية التي دفعت التحالف العربي بقيادة السعودية الى الامتناع عن تمديد وقف النار. واستأنفت قوات التحالف أمس قصف مواقع لجماعة الحوثيين والعناصر الموالية لعلي صالح في عدن وصعدة، بعد انتهاء الأيام الخمسة التي أعلنها التحالف للهدنة الإنسانية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن العميد أحمد عسيري الناطق باسم التحالف، أن استئناف الغارات يعود الى انتهاك الحوثيين الهدنة، فيما أشار وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إلى أن الغارات الجوية لن تستهدف المطارات والموانئ اليمنية التي ستُستخدم لنقل الإغاثة. (للمزيد) ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء عن قائد سفينة الشحن الإيرانية «شاهد» المتجهة إلى اليمن، أن سفينتين حربيتين إيرانيتين بدأتا مرافقة السفينة في خليج عدن. وأضاف مسعود غازي ميرسعيد، أن «الأسطول الرابع والثلاثين أبلغنا أنهم سيتواجدون إلى جانب السفينة» مشيراً إلى وجود مُدمِّرة وسفينة دعم في خليج عدن. ويتوقع أن تصل سفينة الشحن إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون في 21 أيار (مايو) الجاري. ومع استمرار الانتهاكات الحوثية على الحدود مع السعودية أغارت طائرات التحالف أمس على مواقع للجماعة في مديريتي سحار وباقم في محافظة صعدة، كما قصفت المدفعية مواقع للحوثيين على طول الشريط الحدودي الشمالي الغربي في مناطق الحصامة والمنزالة ومثلث شدا والملاحيظ وحرض. واستهدفت غارات التحالف القصر الرئاسي في عدن الذي يسيطر عليه الحوثيون ومجموعات من مسلحيهم على الأطراف الغربية والشرقية للمدينة، إلى جانب المطار، حيث دارت اشتباكات بينهم وبين مقاتلي «اللجان الشعبية». وأسفرت الغارات على عدن عن تدمير مركبتين للحوثيين في حي التواهي، وثلاث مركبات أخرى في حي خور مكسر. كما استهدف طيران التحالف مواقع للحوثيين في منطقة رأس عمران في مديرية البريقة غرب عدن، في وقت قالت مصادر المقاومة إن مسلحيها صدّوا تقدُّماً حوثياً للسيطرة على مديرية دار سعد وغنموا عدداً من الآليات التابعة للجماعة. وفجَّر الحوثيون صباح أمس في مدينة ذمار (100 كلم جنوبصنعاء) منزل رئيس أركان الجيش اليمني اللواء محمد علي المقدشي الذي عيَّنه الرئيس عبدربه منصور هادي في هذا المنصب قبل أيام. وصد مقاتلو «اللجان الشعبية» المؤيدون للرئيس محاولة حوثية للتوغُّل جنوب غربي تعز، وأخرى في الأحياء الشمالية لمدينة عدن، كما دمروا رتلاً عسكرياً حاول التقدم إلى مدينة الضالع، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة. إلى ذلك، أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن دول التحالف أكدت سابقاً التزامها الهدنة الإنسانية في اليمن، انطلاقاً من حرصها على مساعدة الشعب اليمني، وتخفيف معاناته الإنسانية، مؤكداً أن التحالف بذل جهداً حثيثاً لإيصال المساعدات في وقت قياسي، جواً وبحراً، والتعاون مع كل منظمات الإغاثة الدولية. وأعرب عن أسف دول التحالف الشديد لعدم تحقيق الهدنة لأهدافها الإنسانية، بسبب استيلاء الحوثيين وحلفائهم على المواد الغذائية والأدوية والوقود ومنع إيصالها للشعب اليمني. وأضاف الجبير: «دول التحالف ترى في استمرار الحوثيين وحلفائهم في تحركاتهم العسكرية داخل الأراضي اليمنية وعلى الحدود السعودية، انتهاكاً خطراً آخر للهدنة منذ اليوم الأول لها، وتمثلت هذه الانتهاكات في رصد 39 عملية اعتداء على منطقة جازان، و35 اعتداء على منطقة نجران، علاوة على تحريك جماعة الحوثيين منصات صواريخ على الحدود السعودية لتهديد أراضي المملكة والمدن المتاخمة». وكرر وزير الخارجية السعودي أن التزام دول التحالف الهدنة مرهون بعدم انتهاكها من قبل الطرف الآخر، والتحالف سيرد بكل قوة وحزم، في حال استمرار انتهاكها. وتشير وثيقة «مؤتمر الرياض» الذي جمع القوى والفعاليات اليمنية - عدا الحوثيين، إلى إن مقررات «إعلان الرياض» الذي سينبثق من المؤتمر، تشمل إنهاء عدوان قوى التمرد، وإسقاط الانقلاب، واستعادة الأسلحة، وإخراج الميليشيات من المدن، ودعم المقاومة الرسمية والشعبية، وحشد الدعم والتأييد الإقليمي والدولي لأعمال الإغاثة والعمل الإنساني، وعودة مؤسسات الدولة الشرعية إلى ممارسة مهماتها من داخل اليمن، وتفادي انزلاق المجتمع إلى صراعات مذهبية وطائفية وجهوية، ووضع استراتيجية وطنية لمحاربة العنف والإرهاب، ومناهضة التعصب الطائفي والمناطقي، والمذهبي، والاتجاه لتوريث السلالات، والإسراع في إعادة المهجرين، وتصحيح أوضاعهم، وتعويض المتضررين من جرائم الميليشيات، خصوصاً في صعدة. وأعلن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد انعقاد مؤتمر دولي حول اليمن في جنيف نهاية أيار (مايو) الجاري. وأكدت الحكومة اليمنية أمس أنها وثّقت كل انتهاكات ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لعرضها على مجلس الأمن.