حذرت الخرطوم دولة جنوب السودان من الاستمرار في دعم حركات التمرد المناوئة لها، واتهمت جهات لم تسمها باستخدام جوبا للتآمر عليها، بينما اندلعت أمس مواجهات بين الجيش الجنوبي الموالي للرئيس سلفاكير ميارديت والمتمردين بزعامة نائب الرئيس السابق رياك مشار في مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل شمالي البلاد. وقال مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور: «نحن في انتظار الراشدين من قيادات دولة جنوب السودان بوقف التآمر ضد السودان». وأضاف: «عليهم أن يتذكروا أن هذا التآمر سيرتد على الجنوبيين وليس على أصحاب الأجندة». وأقرّ غندور بأن الدعم الذي تقدمه جوبا للمتمردين السودانيين سيؤثر على العلاقات بين البلدين. وزاد: «على الجنوبيين أن يتذكروا نحن الذين وقعنا معهم اتفاق السلام ومنحناهم دولة والآن يتآمرون علينا». وطالب جوبا بالتوقف فوراً عن دعم وإيواء الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور، مشدداً على ضرورة التزام سياسة حسن الجوار.وطالب غندور جنوب السودان، بمراعاة الإخاء واحترام اتفاقيات السلام الشامل الموقعة بين البلدين، التي أدت إلى تكوين دولتهم. وقال إن «جوبا بدأت تتآمر على السودان علناً في بعض الأحيان». الى ذلك أعلنت وزارة العدل السودانية، أمس، تشكيل محكمة طوارئ لمحاكمة كل مَن يثبت تورطه في القتال بين قبيلتي المعاليا والرزيقات في ولاية شرق دارفور. كما أعلن وزير الداخلية عصمت عبدالرحمن عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للولاية لبسط هيبة الدولة والفصل بين القبيلتين المتحاربتين. وفي شأن آخر، اندلعت أمس، مواجهات بين جيش جنوب السودان والمتمردين في مدينة ملكال. وقال وزير الإعلام، الناطق باسم الحكومة مايكل ماكوي إن «قوات المتمردين هاجمت ملكال من كافة الاتجاهات، وما زال القتال مستمراً بين الطرفين رغم محاولات الحكومة السيطرة على الأوضاع للحيلولة دون سقوط المدينة».واتهم ماكوي نائب قائد منطقة أعالي النيل العسكرية اللواء جونسون أولونج بالمشاركة في القتال إلى جانب المتمردين، مشيراً إلى أنه ساعدهم على عبور النهر من الناحية الغربية والدخول إلى ملكال. وزعم المتمردون أن الجيش الحكومي فر من ملكال وانهم باتوا يسيطرون على المدينة. وقال مسؤول في حركة مشار إن القوات الحكومية تكبدت خسائر كبيرة في العمليات المستمرة منذ ليل الجمعة. وأرسلت الحكومة تعزيزات عسكرية إلى ملكال الأسبوع الماضي، بهدف تجريد أولونج من السلاح بعد أن رفض الحضور إلى جوبا لمقابلة القيادة العسكرية العليا للجيش.