انتهى «شهر العسل» بين الخرطوموجوبا الذي استمر منذ اندلاع الازمة في جنوب السودان نهاية العام الماضي، وخيّم شبح التوتر على علاقاتهما، إثر تبادلهما اتهامات بدعم المتمردين المناهضين لنظامي الحكم في كل من الدولتين، وذلك في حين تسببت سرقة «جمل وحمار» بسقوط عشرات القتلى من أفراد قبيلتين في إقليم دارفور. واستبق الوسيط الافريقي بين السودان وجنوب السودان ثابو مبيكي زيارته إلى جوبا الاسبوع المقبل، بإجراء محادثات مع مسؤولين في الخرطوم، رافقه خلالها المبعوث الدولي إلى الدولتين هايلي منغريوس. وعلمت «الحياة» أن محادثات مبيكي ومنغريوس مع المسؤولين السودانيين ركزت على ضرورة تجنب تدهور العلاقات بين البلدين وتسوية الملفات العالقة المرتبطة بترسيم الحدود وتطبيق الاتفاقات الامنية ومعالجة النزاع بينهما على منطقة أبيي وتسريع المفاوضات المعلقة بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال». وأمل الوسيطَان بمساعدة جنوبية ل«تليين» مواقف المتمردين. ووزعت جهات رسمية في الخرطوم تقارير نقلاً عن قيادات عسكرية سابقة في قوات المتمردين السودانيين الذين كانوا جزءاً من جيش جنوب السودان، تؤكد استمرار دعم دولة جنوب السودان للحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين للجنوب ومتمردي دارفور عسكرياً ومادياً. وكشفت التقارير أن دولة جنوب السودان انشأت قواعد لتحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» ودعمتهم بالعتاد العسكري وسمحت لهم بتجنيد ستة آلاف من الشباب والأطفال الذين خُطفوا من مخيمات اللاجئين السودانيين الذين فروا من الحرب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. واتهمت التقارير ذاتها منظمات غربية بنقل دعمها العسكري للمتمردين، إلى داخل الحدود السودانية لقيادة حملة عسكرية خلال الفترة المقبلة على الشريط الحدودي مع دولة الجنوب. وذكرت أن الاستخبارات العسكرية في جيش جنوب السودان تشرف على الدعم العسكري للمتمردين السودانيين وكشفت أن خلية صغيرة كلفتها جوبا بهذا الشأن سلمت المتمردين منذ أسبوعين 8 دبابات وكميات من الأسلحة والذخائر والمؤن والوقودً. وكان وزير الدفاع في جنوب السودان كوال ميانق جوك، اتهم الحكومة السودانية بتقديم أسلحة ومعدات عسكرية وذخائر إلى المتمردين الجنوبيين بقيادة رياك مشار، بخاصة بعد زيارة الأخير إلى الخرطوم، مؤكداً امتلاك جوبا أدلة على ذلك، إلا أن الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد نفى ذلك بشدة. من جهة أخرى، تظاهر عشرات من أفراد قبيلة المعاليا في دارفور في الخرطوم أمام البرلمان، احتجاجاً على الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها على يد قبيلة الزريقات في ولاية شرق دارفور. وعزوا تجدد القتال بين الطرفين إلى سرقة «حمار وجمل»، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات في منطقة أم راكوبة في محافظة أبوكارنكا في ولاية شرق دارفور في أعقاب سرقة أبقار، بينما نشرت السلطات الحكومية قوات عسكرية عازلة لمنع استمرار القتال. وكشفت مذكرة محتجي المعاليا عن مقتل 30 شخصاً من قبيلتهم. وأوردت أن النزاع كان على خلفية تحرك مجموعة من أبنائهم من منطقة أم راكوبة، لاستعادة «جمل وحمار» قبل أن يتعرض إلى مكمن من الرزيقات قُتل فيه 4 أشخاص وفُقد آخر واتبعه هجوم آخر للرزيقات في المنطقة بأسلحة ثقيلة و40 سيارة مسلحة.