في أسوأ صور القتال القبلي في إقليم دارفور لقي أكثر من مئة شخص مصرعهم، وأصيب العشرات أول من أمس في قتال وصف بأنه الأعنف بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا في ولاية شرق دارفور بغرب السودان، بسبب خلافات على الأراضي واتهامات متبادلة بسرقة المواشي وفقا لمصادر محلية. واندلعت المواجهات التي استخدمت فيها أسلحة ثقيلة قرب منطقة "أبو كارنكا" التي تبعد نحو 300 كيلومتر شمال شرق مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور. وقال رئيس شورى قبيلة المعاليا الشيخ مردس إن 63 شخصا من أبناء قبيلته قتلوا في المواجهات، وأصيب نحو 20 آخرين. كما قال مسؤول شباب القبيلة المعاليا أزرق حسن حميدة إن مسلحين من قبيلة الرزيقات شنوا صباح أول من أمس هجوما من ثلاثة محاور بواسطة أسلحة ثقيلة بينها الراجمات. وقال أحد السكان إن القبيلتين حشدتا للمعركة قبل ثلاثة أيام، وأضاف أن القتال بدأ بعدما انسحبت القوات الحكومية التي كانت تفصل بين الطرفين. وكان ممثلون للقبيلتين اجتمعوا في فبراير الماضي بمبادرة من الحكومة السودانية في محاولة لحل الخلافات بينهما، بيد أن الاجتماع انتهى بلا نتيجة. وبينما تجنبت الحكومة السودانية التعليق على الحادث، أعربت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام بدارفور المعروفة اختصارا باسم "يوناميد" عن قلقها الشديد إزاء ما وصفتها بالأوضاع المتوترة بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا في ولاية شرق دارفور. وتسببت المواجهات القبلية والمعارك بين القوات السودانية ومتمردين في إقليم دارفور خلال السنوات الماضية في نزوح عشرات الآلاف عن مدنهم وقراهم، واضطر كثير منهم إلى العيش موقتا في مخيمات تشرف عليها الأممالمتحدة. في غضون ذلك، انفرجت أزمة الموظف السوداني بسفارة دولة الجنوب الذي كانت سلطات جوبا تحتجزه، ما هدد باحتمال توتر إضافي في علاقات الدولتين. وأعلنت وزارة الخارجية السودانية أن الأمن السوداني تسلم الموظف الذي كان محتجزا لدى الاستخبارات العسكرية التابعة لحكومة الجنوب لمدة عشرة أيام. وتأسفت الخارجية في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمها السفير علي الصادق لمسلك السلطات الأمنية بجنوب السودان تجاه الموظف ببعثتها بجوبا، وتجاوزها جميع الأعراف والقوانين الديبلوماسية والدولية باحتجازها له دون مبرر. وكشفت أن الموظف وجد محتجزا لدى الاستخبارات العسكرية في دولة جنوب السودان، وتعرض لسوء معاملة، موضحة أنها توصلت إلى هذه المعلومات بعد جهود متعددة من السفارة في جوبا، ورئاسة وزارة الخارجية والأجهزة المتخصصة.