أعلن عدنان أبو الوليد الصحراوي المسؤول في جماعة «المرابطون» الارهابية بزعامة الجزائري مختار بلمختار، «مبايعة» الجماعة لتنظيم «داعش»، وفق ما ورد في تسجيل صوتي بثته مواقع «جهادية». ورأى مراقبون هذا الإعلان «منطقياً» نظراً إلى خلاف بلمختار مع «القاعدة» وخصومته المعروفة مع زعيم فرعها المغاربي عبد المالك دروكدال المكنى ب»أبو مصعب عبد الودود». وقال الصحراوي الذي كان «أمير» مجلس شورى تنظيم «التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» قبل انضوائه تحت راية «المرابطون»: «تعلن جماعة المرابطون بيعتها لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين ابو بكر البغدادي، لزوم الجماعة ونبذ الفرقة والاختلاف، وندعو كل الجماعات الجهادية إلى مبايعة الخليفة لتوحيد كلمة المسلمين ورص صفوفهم أمام اعداء الدين، كما ندعو كافة المسلمين إلى الالتفاف حول دولة الإسلام والدفاع عن الخلافة». وأكدت «وكالة «الاخبار» الموريتانية الخاصة التي اعتادت نشر بيانات «الجهاديين» أنها تحققت من أن الصوت الذي في التسجيل هو للصحراوي الوارد اسمه ضمن لائحة أبرز المطلوبين في الجزائر، لضلوعه في عملية خطف ديبلوماسييها من قنصلية غاو في شمال مالي. وأُعدِم إثنان منهم لاحقاً وتوفي القنصل بسبب ظروف الاحتجاز وإصابته بمرض. وتعتقد الجزائر أن بلمختار متواجد في صحراء ليبيا، غير أن مصادر أمنية لا تؤكد هذه الفرضية، وتشير الى انه رحالة متنقل بين القبائل العربية في صحاري ليبيا والنيجر ومالي. ويُعتبَر بلمختار مؤسس «إمارة الصحراء» التي كانت منطقة عسكرية تابعة ل»الجماعة السلفية للدعوة والقتال» (قبل تحولها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، وهو أول مَن اعتمد استراتيجية توسيع نشاطات الجماعة في دول الساحل والصحراء، وضمّ مئات الإرهابيين المتحدرين من تلك الدول إلى صفوفه ودربهم وأرسل بعضهم للقتال في جبال الجزائر. كما عمل على تأسيس قاعدة خلفية للتنظيم في تلك الصحراء، مهمتها توفير السلاح والرجال والمؤونة. إلا أن خلافات قديمة بينه وبين عناصر في مجلس شورى الجماعة أزاحته من على رأس «الإمارة»، حيث أنزل «أمير» التنظيم «أبو مصعب عبد الودود» رتبته إلى قائد لكتيبة الملثمين، قبل تزايد الخصومة بينها. واعتبر الخبير الموريتاني في شؤون الجماعات الجهادية في منطقة الساحل اسلمو ولد صالحي، أن إعلان البيعة يمكن أن يكون متعلقاً بتراجع نفوذ الجماعة، ويطرح أسئلة حول «المرابطون» وزعيمها بلمختار. وقال ولد صالحي: «في كل الحالات، إن بروز عدنان (ابو الوليد الصحراوي) الذي وقع البيان بدلاً من رئيسه، وتغيير الاتجاه الايديولوجي كما أعلنته الجماعة التي تركت القاعدة وانضمت إلى تنظيم الدولة الإسلامية، هي القراءة الأولى التي يمكن أن نستنتجها عن تراجع واضح لنفوذ الجماعة». وتشكلت جماعة «المرابطون» في عام 2013 بعد اندماج تنظيم «الموقعون بالدم» بزعامة بلمختار (المخطط لعملية احتجاز الرهائن الدامية في حقل عين اميناس الجزائري) و»حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا»، التي انشقت بدورها عن «القاعدة» وقادتها موريتانيون وجزائريون ونيجيريون وسودانيون. ونفذت «التوحيد والجهاد» أبرز عملياتها في تندوف الجزائرية (مخيمات البوليساريو) وتمكنت من السيطرة على غالبية مدن شمال مالي قبل تدخل القوات الفرنسية.