تعرّض أمس مقر قوات الدرك الوطني ، سلك تابع للجيش ، بمنطقة ورقلة بالجنوب الجزائري إلى هجوم انتحاري بسيارة مفخخة تسبب في مقتل دركي وجرح ثلاثة آخرين. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية فإن الهجوم وقع الساعة الخامسة صباحا وكان من تنفيذ إرهابي لم تكشف عن هويته حاول اختراق المدخل الرئيس للمجموعة الجهوية للدرك الوطني بواسطة سيارة لم تذكر الوكالة نوعها ولا كمية حمولة المتفجرات التي كانت على متنها. وأوردت الوكالة استنادا إلى حصيلة أولية لقيادة الدرك أن أضرارا جسيمة لحقت بمدخل البناية والبنايات المجاورة لها. ويأتي التصعيد الإرهابي الجديد بعد أقل من ثلاثة أشهر من هجوم انتحاري مماثل استهدف في 2 مارس الماضي مقرا لقوات الدرك الوطني بمنطقة تمنراست الواقعة أقصى الجنوب الجزائري تسبب في جرح 23 شخصاً من بينهم 15 دركياً ، وهي العملية التي تبنتها "جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" في البيان الذي وصل مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في مالي ، وهي نفسها الجماعة التي تقف وراء اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين السبعة شمال مالي في 4 أبريل الماضي. ولا يمكن فصل التفجير الانتحاري عن تهديدات بتنفيذ اعتداءات في الجزائر كانت أطلقتها حركة "التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" على لسان مسؤول الإعلام لديها عدنان أبو وليد الصحراوي حيث أورد الأخير في رسالة مكتوبة بعث بها إلى وكالة الأنباء الفرنسية أن الحركة خيّرت الجزائر ما بين دفع فدية قدرها 15 مليون أورو أو إطلاق سراح إرهابيين يقبعون في السجون الجزائرية مقابل إخلاء سبيل القنصل الجزائري بوعلام سايس ومعاونيه الستة الموجودين رهن الاحتجاز لديها. وقال عدنان أبو وليد الصحراوي إن تنظيمه يهدد بتنفيذ اعتداءات في الجزائر في حال رفضت الجزائر الإذعان لمطالب الحركة وإن الاعتداءات التي تهدد بها ستكون شبيهة بتلك التي استهدفت مبنى قوات الدرك الوطني بمنطقة تمنراست أقصى الصحراء الجزائرية في 2 مارس الماضي. ويتزامن الهجوم الانتحاري مع أحكام غيابية بالإعدام أصدرها القضاء الجزائري يوما قبل الحادثة (الخميس) في حق زعيم القاعدة في بلاد المغرب عبد المالك درودكال المكنى "أبو مصعب عبد الودود" و7 إرهابيين آخرين بعضهم فارين لتهم تتعلق بالاختطاف والتفجيرات الإرهابية والقتل. كما يتزامن وأنباء تداولتها صحف محلية استنادا إلى مصدر عسكري مالي تفيد بمصرع زعيم إمارة الصحراء الكبرى مختار بلمختار بمنطقة غاو شمال مالي.