أعلنت مصادر أمنية فرنسية أمس، مقتل مسؤول الدعم اللوجستي المكلف بنقل الأسلحة الثقيلة في تنظيم مقرب من «القاعدة» ينشط في الساحل الصحراوي قرب الحدود الجزائرية يُدعى أبو بكر النصر، وهو أحد كبار مساعدي القيادي في تنظيم «المرابطون» الجزائري مختار بلمختار القائد السابق لكتيبة «الموقعون بالدماء»، فيما أعلنت الجزائر أنها اعتقلت مجموعة موالية لشبكة دعم وإسناد تابعة له في منطقة إيليزي (1800 كلم جنوب شرقي العاصمة). وأفاد مصدر حكومي في باريس بأن الجيش الفرنسي قتل في بداية نيسان (أبريل) الماضي في مالي أبو بكر النصر، الذي يُشتبه في أنه من المقربين من بلمختار. ويعتقد أمنيون أنه يحمل الجنسية المصرية. وأسس بلمختار في عام 2013 تنظيم «المرابطون» في عملية دمج لمسلحيه مع تنظيم «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» التي يقودها متشددون موريتانيون وماليون، وهو التنظيم الذي اختطف الديبلوماسيين الجزائريين الستة منذ أكثر من سنتين. وسُرِّب أن أبو بكر النصر «يُعتبر المتخصص في التسليح الثقيل، ومسؤول الدعم اللوجستي لدى بلمختار، ومهمته أساسية في المعركة التي تخوضها المجموعات الإرهابية في منطقة الساحل». ويُعتقد أن النصر هو مَن فتح معابر نقل الأسلحة عبر مواقع صحراوية في الشريط الرابط بين الجزائر والنيجر في اتجاه ليبيا. وبات هذا الطريق أبرز مسالك مسلحي «القاعدة» في السنوات الثلاث الأخيرة بسبب غياب التغطية الأمنية عبره. وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان قال الأسبوع الماضي إنه «ستتم تعبئة 3 آلاف جندي فرنسي لفترة غير محددة في الشريط الساحلي الصحراوي لمكافحة الإرهاب في سياق عملية إعادة انتشار عسكري في مالي». وبذلك يكون أبو بكر النصر ثاني قيادي بارز إلى جانب بلمختار (المكنى ب «خالد أبو العباس» أو «بلعور») تقتله قوات فرنسية. فكان جنود فرنسيون تمكنوا من قتل أحد أبرز مساعدي بلمختار، الموريتاني حسين ولد خليل المكنى ب «جوليبيب» في منطقة تساليت شمال مالي، الذي تعلم أجهزة الأمن الجزائرية أنه يعمل على استهداف مصالح مواطنيها في منطقة الساحل. وذكرت مصادر جزائرية أن الجزائر رفعت طلباً إلى الحكومة الليبية لطلب التعاون حول ملف بلمختار، الذي هاجم منشأة الغاز في «تيقنتورين» الجزائرية مطلع العام الماضي، متسبباً بمقتل عشرات الرهائن الغربيين والجزائريين. وأشارت إلى امتلاك الأجهزة الأمنية الجزائرية بنك معلومات كبير حول تحرك «جهاديين» عبر صحراء ليبيا والجزائر.