لجأ والد نواف إلى مستشفيات عدة لعلاج طفله الذي يعاني من «حساسية شديدة في الصدر» لكن الأدوية في كل مرة كانت تقتصر على خافض للحرارة ومضاد في الوريد وبخار، وبين المستشفيات بحثاً عن العلاج كانت حال الطفل تتدهور، وتزداد أوضاعه الصحية سوءاً، يقول والده: «بعد تدهور حال ابني أخذته إلى مستشفى الملك فهد التعليمي الجامعي في الخبر، وقرّر الأطباء تنويمه عاجلاً، وقلت لا بد أن الطبيب المعالج عرف ما يعاني منه ابني، إلا أنني صدمت للمرة الرابعة بالتشخيص الذي لا يختلف عن سابقيه، وبعد شهر من هذه الحادثة انتكست صحة طفلي من جديد، فلا خافض ينفع ولا بخار يفيد، فقررت الذهاب للمستشفى الأميركي في البحرين، وهناك طلبوا مني إجراء تحاليل كلفتني الكثير، ولأنني غير مقتدر فضلت العودة إلى السعودية والاستمرار على مخفض الحرارة، وفجأة تعب طفلي وكان أقرب مستشفى هو طوارئ الحرس الوطني في الظهران، ولأنني من غير منسوبي الحرس الوطني وجدت صعوبة بالغة في فتح ملف طبي، وشاهدني أحد المسؤولين وساعدني رأفة بي»، ويضيف: «بعد عمل التحاليل اللازمة التي لم أشاهدها في المستشفيات الخاصة السابقة أخبرني الطبيب بأن مرض ابني غامض جداً وأن إمكاناتهم لا تسمح بعلاجه والأجهزة لديهم محدودة جداً»، ويستطرد: «تقبلت الأمر وحولوني إلى مستشفى الحرس الوطني في الأحساء وعملت أشعة (rmi) المغناطيسية وهي تعتبر أشعة خطرة على الأطفال لأن فيها تخديراً كاملاً، وقمت بالتوقيع على مسؤوليتي، وبعد 3 أيام شخّص الأطباء حالة ابني بأن لديه تكسّر المادة البيضاء في المخ التي تتحكم في الأعصاب، وتأخر نمو واضطراب غذائي». ويتابع: «نصحني الطبيب بالسفر خارج السعودية لأن حاله تستوجب التدخل السريع، ولضيق ذات اليد فضلت الذهاب إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي الذي رفضني بحجة عدم وجود ملف للطفل، وبعد مراجعتي لقسم القبول في المستشفى تم فتح ملف، ومكث ابني 25 يوماً بين فحوصات وتحليل دم وأشعة ولم يحددوا المشكلة، وطلبوا عينة من جلده وأرسلوها إلى أميركا لفحصها، وبعد ستة أشهر قالوا إن كل شيء سليم وطبيعي على رغم تأخر النمو». ويزيد: «نصحنا الأطباء بالذهاب إلى مستشفيات خارج البلاد تستطيع علاج ابننا، وخاطبناها ووافقوا، ولكن ظروفي المادية تمنعني من فعل شيء له»، ويضيف مغالباً دموعه: «طفلي يموت أمامي... ولا أملك كلفة علاجه»... مناشداً ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمساعدته لإنقاذ حياة طفله. ويؤكد استشاري جراحة الأطفال الدكتور زهير حامد، أنه جرى تنويم وعلاج «نواف» في مستشفى الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام التابع للحرس الوطني، وأدخل المستشفى للمرة الأولى في 2-1-2008 بعد تعرضه لصعوبة في التنفس وحرارة طفيفة، وتمت معالجته كحالة أزمة شعبية وخرج بعد خمسة أيام وهو بحال جيدة، وأعطي أدوية معينة للاستنشاق، وأعيد تنويمه للمرة الثانية للسبب نفسه، وأثناء تنويمه لوحظ أن الطفل لديه تأخر في النمو.