قُتل أمس 4 عسكريين مصريين، بينهم ضابطان، بانفجار عبوة ناسفة على طريق في مدينة رفح (شمال سيناء)، فيما بدا أن الحكم يسعى إلى الإسراع في حسم المواجهة مع فرع تنظيم «داعش» في سيناء بتشجيع مزيد من القبائل على الانخراط في الصراع، مقابل وعود بتنمية سيناء وتوفير الخدمات والوظائف. وقال الناطق باسم الجيش في بيان أمس: «في إطار مهام مكافحة الإرهاب، وردت معلومات استخباراتية عن زرع 7 عبوات ناسفة في منطقة طويل الأمير التابعة لمدينة رفح (شمال سيناء) معدة للتفجير، فتم على الفور الدفع بطاقم اختصاصي في التعامل مع تلك النوعية من العبوات الناسفة، تمكن من تحديد أماكن 6 عبوات وتفجيرها من بعد بنيران الرشاشات، ولم يتم العثور على العبوة السابعة». وأشار إلى أن «قائد الطاقم والأفراد المرافقين رفضوا العودة إلى أماكن التمركز من دون العثور على العبوة الأخيرة وتفجيرها خشية أن تصيب مجموعة أخرى من زملائهم، فتم توسيع نطاق البحث والتدقيق والاشتباه، إلا أن يد الغدر والإرهاب الجبان سبقتهم بتفجير العبوة، ما أدى إلى مقتل الطاقم وهم: النقيب محمود طه إبراهيم والملازم أول عبدالقادر مجدي محمد والمجندان أحمد فهيم مصطفى ومحمد بخيت عطية». وكانت قبائل سيناء عقدت اجتماعاً الأسبوع الماضي خلص إلى اعتماد خطة شبه عسكرية لمواجهة جماعة «ولاية سيناء» (الفرع المصري لتنظيم «داعش»). وبدا أن السلطات أقرت تلك الخطة، فأشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي ضمناً بدخول البدو على خط المواجهة، عندما حيى في كلمة وجّهها إلى المصريين مساء أول من أمس أن أهالي شمال سيناء الذين «أعلنوا التحدي والوقوف ضد التكفيريين»، معتبراً ذلك «رسالة قوية جداً، على الأقل معنوية، كونهم لن يقبلوا الاستمرار على الأوضاع الحالية». ووعدهم ب «التحرك في خطة طموحة، ليست بالكلام. وخلال الفترة المقبلة سيعلن التنفيذ الفعلي بعد الانتهاء من الدراسات الخاصة بتنمية سيناء، وسنعلن الشهر المقبل إطلاق عدد من المشاريع التي ستعمل على تنمية سيناء وجذب العمالة فيها». ورأى أن «أجهزة الأمن حققت نجاحات كبيرة خلال العامين الماضيين». وزار أمس وزيرا الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبدالغفار شمال سيناء. وقال صبحي إن أهالي سيناء «خط الدفاع الأول عن أمن مصر القومي، وهم العيون الساهرة على تأمينها جنباً إلى جنب مع رجال القوات المسلحة والشرطة»، مؤكداً أن «مصر تخطو خطوات جادة وسريعة نحو بناء مستقبل أفضل يلبي تطلعات المصريين». وشدد على «الإصرار على اقتلاع جذور التطرف والإرهاب والثأر لمصر وشهدائها، والوفاء بالمهام المقدسة من أجل حماية إرادة الوطن وصون مستقبله»، مشيداً ب «التنسيق والتعاون الجيد بين قوات الجيش والشرطة لرصد وتتبع الخلايا الإرهابية وتنفيذ الضربات الإستباقية الناجحة ضد الأوكار والبؤر التكفيرية، ما كان له أكبر الأثر في ضبط العديد من العناصر الإرهابية الشديدة الخطورة ومقتل العديد منهم خلال المواجهات». لكنه طالب ب «التطوير المستمر في الاستراتيجيات الأمنية التي يجري تنفيذها على الأرض لمواجهة العمليات الإجرامية في سيناء». إلى ذلك، ألقت أجهزة الأمن القبض على رئيس مجلس شورى «الجماعة الإسلامية» عصام دربالة لدى مروره على أحد المكامن في محافظة قنا (صعيد مصر). وقالت وزارة الداخلية في بيان إن القبض على دربالة «جاء تنفيذاً لقرار نيابة أمن الدولة العليا بضبطه لاتهامه بالانضمام إلى تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس السابق محمد مرسي. وأضاف أنه «بتفتيش مسكنه في المنيا، عُثر على بعض الأوراق التنظيمية التي يتم فحصها حالياً، وتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة، ويجري عرضه على نيابة أمن الدولة العليا التي تتولى التحقيق».