قتل مسلحون عدداً غير مؤكد من رجال الشرطة في سيناء أمس، بينهم اثنان أنزلوهما من سيارة نصف نقل كانا يستقلانها من مدينة رفح إلى مدينة العريش وأعدموهما، فيما انفجرت قنبلة بدائية الصنع في قطار مترو أنفاق في القاهرة، وخلفت 16 جريحاً، غالبيتهم أصيبوا جراء التدافع الذي أعقب التفجير. وقالت ل «الحياة» مصادر أمنية، إن مسلحين استوقفوا سيارة نصف نقل كانت قادمة من رفح ويستقلها أمين شرطة (مساعد ضابط) وجندي من قوة شرطة المسطحات المائية في رفح، وأنزلوهما وأعدموهما بالرصاص وفروا في المنطقة ما بين مدينتي رفح والشيخ زويد. ونقلت وكالة «رويترز» عن مدير البحث الجنائي في شمال سيناء اللواء هشام درويش، أن مسلحين قتلوا خمسة من مجندي الشرطة أمس في شمال سيناء بالطريقة نفسها. وفي حين نقلت الوكالة عن مصادر أمنية أن الضحايا سقطوا في هجومين وقع أحدهما قرب مدينة الشيخ زويد ووقع الآخر في مدينة رفح، أكد ل «الحياة» مصدر أمني أن شرطيين فقط قُتلا في هجوم واحد، وأن «اضطراباً في الإبلاغ عن الاعتداء سبب تضارباً في المعلومات عن عدد القتلى». وقال الناطق باسم الجيش العميد محمد سمير، إن قوات الجيش والشرطة نفذت «عدداً من الضربات الناجحة ضد العناصر الإرهابية والإجرامية في محافظات شمال سيناء والإسماعيلية وبورسعيد والدقهلية، أسفرت عن ضبط 26 فرداً من العناصر الإرهابية بينهم المدعو عواد رضوان غانم حسن، وهو عضو في مجلس شورى جماعة أنصار بيت المقدس» التي بايعت قبل أيام زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي. وأوضح أن القوات ضبطت ودمرت «سيارة خاصة و4 دراجات بخارية من دون لوحات تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة، و6 مقرات للعناصر الإرهابية، و9 أنفاق بين مصر وقطاع غزة». ولم تتضح ملابسات الهجوم الذي استهدف زورقاً عسكرياً في البحر المتوسط أول من أمس. لكن الناطق العسكري قال إن 8 عسكريين فقدوا في الاعتداء وجُرح 5 آخرون. وأوضح أن الهجوم «شنته عناصر إرهابية دمرت القوات البحرية والجوية 4 من زوارقها وألقت القبض على 32 من المهاجمين». ووقع الهجوم قبالة سواحل مدينة دمياط. وعُلم أن ضابطاً بين المفقودين الذين باتوا في عداد القتلى، وأن الزوارق المهاجمة مصرية. من جهة أخرى، انفجرت قنبلة بدائية الصنع في مترو الأنفاق بين محطتي حلمية الزيتون وسراي القبة في شرق القاهرة، ما أسفر عن جرح 16 شخصاً غالبيتهم بسبب التدافع بين الركاب بعدما أحدث الانفجار دوياً هائلاً دفع ركاباً إلى القفز من عربة القطار بعدما توقف وفتحوا الأبواب يدوياً. وتتكرر حوادث تفجير عبوات بدائية الصنع في محطات القطارات ومترو الأنفاق، ما يسبب قلقاً بين المواطنين، على رغم التشديدات الأمنية في تلك المحطات. وكلّف النائب العام هشام بركات فريقاً من أعضاء النيابة العامة بإجراء تحقيق فوري في الاعتداء. وكشفت المعاينة أن الانفجار ناتج من «عبوة ناسفة تم وضعها بالقطار، وانفجرت أثناء سيره بين محطتي حلمية الزيتون وسراي القبة وأحدث فيها تلفيات شديدة». من جهة أخرى، قرر نيابة الشرقية (دلتا النيل) إحالة 12 شخصاً من «العناصر التكفيرية» على محكمة الجنايات، بتهمة «تشكيل خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش». ونسبت النيابة إلى المتهمين جرائم «الانضمام إلى جماعة إرهابية وتأسيس عصابة مسلحة، وحيازة مطبوعات تكفيرية، والدعوة إلى الانقلاب على مؤسسات الدولة، وتعطيل أحكام الدستور، وارتكاب أعمال عنف والتحريض عليها، وتلقي أموال من الخارج لتمويل الإرهاب، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والعمل على استقطاب الشباب وتجنيدهم لتدريبهم في سورية والعراق على حرب العصابات في المدن». وأعلنت وزارة الداخلية ضبط 5 أشخاص في القاهرة «وجدت الشرطة في حوزتهم 9 قنابل بدائية، وعلمين لتنظيم القاعدة، ومطبوعات تحريضية، وجهازي حاسب آلي يحويان بيانات وأسماء عدد من قيادات تنظيم الإخوان، وشهادات صادرة من إدارة متخابرين مع حماس». وأوضحت أنه «أثناء ضبط الأول ألقى عبوة ناسفة محلية الصنع تجاه القوات نجم عنها جرح ضابط في الأمن المركزي». في المقابل، دان «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس السابق محمد مرسي «محاولات إلصاق العنف والإرهاب بالتحالف وأعضائه بالتزامن مع كل دعوة ثورية». وتعهد «استمرار الثورة حتى الانتصار والقصاص من القتلة». وفي ما بدا تهديداً للسلطات، حذر التحالف في بيان من «خروج الأمور على السيطرة، رغم حرص التحالف على السلمية التي باتت كالجمر». وأدان مداهمة قوات الأمن منزل القيادي في «الجبهة السلفية» خالد سعيد «في محاولة لاعتقاله». وكانت «الجبهة السلفية» دعت إلى «ثورة إسلامية» في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري يرفع خلالها المتظاهرون المصاحف في مواجهة قوات الأمن.