أعلنت السلطات المصرية الانتهاء من إخلاء الشريط الحدودي مع قطاع غزة من سكانه تمهيداً لإقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر، بالتزامن مع مواصلة قوات الجيش شن حملات دهم على عدد من المناطق في شمال سيناء، فيما أحال النائب العام 13 شخصاً على المحاكمة بتهمة تشكيل خلية تابعة لتنظيم «داعش». وقال محافظ شمال سيناء عبدالفتاح حرحور إن السلطات أزالت 802 بناية في المنطقة الحدودية في رفح، منها 122 دمرت نتيجة لتفجير أنفاق داخلها وإلى جوارها. وأضاف أن الأجهزة المعنية صرفت التعويضات نحو 97 مليون جنيه ل290 أسرة أخليت منازلها، ولا تزال تستكمل إجراءات الصرف لآخرين. من جهة أخرى، أمر النائب العام بإحالة 13 شخصاً على محكمة جنايات القاهرة بتهمة «تشكيل خلية إرهابية ذات ارتباط بتنظيم داعش» في مدينة طنطا (دلتا النيل) «لاستهداف أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآت الدولة بأعمال عدائية». وتضم القضية 6 متهمين محبوسين احتياطياً و7 فارين، بينهم معلمون في مدارس أزهرية وطلبة وموظفون وأطباء. وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أن المتهم الأول ويدعى إبراهيم محمد إبراهيم محمد حسن (مدرس أزهري) «أنشأ وأسس ونظم وأدار وتولى زعامة» الجماعة التي «تدعو إلى تكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه، وتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة واستباحة دماء المواطنين الأقباط واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، واستهداف المنشآت العامة بهدف الإخلال بالنظام العام وتعريض سلام المجتمع وأمنه للخطر، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها تلك الجماعة في تنفيذ أغراضها، وصنع كواتم صوت تستخدم على الأسلحة النارية». وأظهرت أن «المتهمين الأول والثاني والسابع أمدوا الجماعة الإرهابية التي ألفوها، بالأسلحة والأموال وذخائر، وحازوا مطبوعات ومحررات تتضمن ترويجاً لأفكارهم الإرهابية، كما حازوا أسلحة نارية وبنادق آلية سريعة الطلقات مما لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها، بقصد استعمالها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام والمساس بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي». وتضمنت التحقيقات اعترافات تفصيلية لعدد من المتهمين، إذ اعترف المتهم الأول باعتناقه «أفكاراً تكفيرية وجهادية تقوم على تكفير أبناء الديانة المسيحية والحاكم ومعاونيه من العاملين بمؤسسات الدولة، بخاصة الجيش والشرطة والقضاء ووجوب الخروج عليهم، بدعوى عدم تطبيقهم الشريعة الإسلامية». وأوضحت أن المتهم الثاني الفار أحمد مصطفي الشيخ «تولى إمداد الجماعة بالأسلحة الآلية، وتم تدريب المتهمين السادس والسابع على كيفية استخدامها». وشملت المضبوطات التي عُثر عليها في مسكن المتهم السادس، كتاباً بعنوان: «أ ب الحاكمية والإرجاء». يحوي «أفكاراً تكفيرية وجهادية تحض على تكفير من تحاكم إلى القوانين الوضعية ووجوب الخروج عليه وقتاله، وكتاب آخر معنون: هل نحن مؤمنون، يحوي أيضاً أفكاراً تكفيرية تتناول تعريف الكفر ووجوب الاعتقاد فيه». وشملت المضبوطات في مسكن المتهم العاشر «رسالة خطية معنونة: من دولة العراق الإسلامية إلى أهلنا المسلمين في مصر الحبيبة، انتهت بعبارة: وزارة الحرب في دولة العراق الإسلامية»، ومطبوعة آخرى عنوانها «بشائر التوحيد» تضمنت «أفكاراً تكفيرية تحض على استخدام السلاح في مواجهة الدولة ومؤسساتها». وفي السويس، قال مصدر أمني إن قوات مكافحة الإرهاب ألقت القبض أمس على «أحد العناصر الإرهابية المنتمية إلى تنظيم الدولة الإسلامية» ضمن حملات استباقية، مشيراً إلى أن «تحريات جهاز الأمن الوطني كشفت أن المتهم يعتنق أفكاراً تكفيرية جهادية وينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي... ويروّج ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي». وأضاف أن تحريات أجهزة الأمن أفادت بأن «المتهم كان يعتزم القيام بأعمال عدائية تجاه القوات المسلحة والشرطة بالتزامن مع تظاهرات الجمعة المقبل، واعترف بذلك عند سؤاله». وقال مسؤول عسكري إن حملات أمنية استهدفت مساء أول من أمس مناطق جنوبالعريش ورفح والشيخ زويد أسفرت عن مقتل 5 مسلحين في اشتباكات مع قوة الجيش، وضبط 13 آخرين، يخضعون للفحص الأمني من قبل الجهات المختصة لبيان علاقتهم بأحداث العنف التي شهدتها شمال سيناء. وأضاف أن الحملات «أحرقت ودمرت 325 بؤرة لمسلحين، منها 79 بناية و346 عشة كان يستخدمها المسلحون للتحصن بها ونقاط انطلاق لاستهداف قوات الأمن وآلياته، كما أحرقت ودمرت 19 شاحنة من طرازات مختلفة و41 دراجة بخارية خاصة بالمسلحين كانوا يستخدمونها في تنقلاتهم واستهداف قوات الأمن ومزرعة خاصة بالمسلحين، وأبطلت مفعول 4 عبوات ناسفة كانت معدة وجاهزة للتفجير وتحفظت الحملة على 4 حافلات تفحصها الجهات الأمنية، وعثرت الحملة على قنبلة يدوية وصندوق ذخيرة في أحد المخازن كما عثرت على 6 مخازن أخرى تابعة للمسلحين وجدت فيها منشورات ومواد غذائية تم تدميرها». وأعلن مصدر أمني في شمال سيناء القبض على عامل وعاطل ومدرس من سكان مدينة العريش «من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي المحرضين على تنظيم المسيرات وأعمال العنف ضد قوات الأمن ومنشآته».