تستعد مصممة الأزياء الإيرانيةالشابة الواعدة كلودين إيفاري لتقديم موديلات تشكيلتها من الثياب في إطار أسبوع الموضة الباريسي مطلع العام 2010. ويتوقع أن تنضم ماركة «إيفاري» قريباً، إلى قائمة المصممين الشبان من كل الجنسيات، الذين صاروا يعرضون إنجازاتهم في باريس في شكل دوري ورسمي، ولكن مع مراعاة بعض الفوارق الأساسية التي تميزها عن غيرها. بدأت إيفاري تولي إهتمامها بعالم الموضة منذ كانت في سن السابعة، إذ كانت تملك مجموعة كبيرة من الدمى، وكانت تفصل لكل دمية الفساتين والأنسامبلات التي تليق بها. أما الحلم الحقيقي والخاص بفتح دارها الشخصية للأزياء فولد في سن المراهقة عندما بدأت تتابع الجديد في دنيا الموضة الباريسية الراقية . وتعترف إيفاري بأنها على خلاف سائر المصممين الشرقيين، خصوصاً اللبنانيين الذين يطرحون مبتكراتهم منذ فترة وجيزة نوعاً ما أمام جمهور الإعلاميين والنجوم المدعوين في العاصمة الفرنسية، لا تنوي التخصص في تفصيل الموضة «أوت كوتور» المصممة بحسب قياس كل زبونة، بل تفضل ممارسة موضة ال «كوتور» الأنيقة والراقية أيضاً والتي تسمح بتوزيع أكبر، ما لم يمنعها ذلك بطبيعة الحال من المشاركة في عروض الموضة الباريسية الفاخرة الدورية. وتنقسم موديلات فساتين إيفاري، والتي يبلغ عددها 25 موديلاً، إلى قسمين، أولهما طويل وثانيهما قصير، والمجموعة مكونة في شكل عام من موديلات كلاسيكية بإيحاء من موضة الغرب بعامة وباريس خصوصاً، مع مراعاة عنصر الجاذبية والشباب لدى كل موديل من دون إستثناء، وذلك إضافة إلى أن القطع كلها مزينة بأحجار ثمينة ومجوهرات فارسية أصيلة. وتتباهى إيفاري التي لا تبلغ بعد الخامسة والعشرين من عمرها والتي تعلمت أصول الموضة في مدرسة «إيسمود» الباريسية المرموقة قبل التحاقها بالجامعة الأميركية، بكونها تشغل عشرة أشخاص في معملها الباريسي، ما يضمن صناعة الموديلات في شكل كلي في فرنسا، وهو شيء صارت لا تفعله الماركات المحلية ذاتها التي تلجأ إلى ورش للتطريز في آسيا ودول أخرى كثيرة. وتطلّب تجهيز أحد الفساتين التي ستقدم حوالى 200 ساعة من العمل بسبب تطريز المجوهرات فوق الفستان. وترفق بكل موديل شهادة أصلية مرقمة تضمن أصل الأحجار الثمينة التي تزينه والتي تنتمي كلها إلى إيران. وهدف إيفاري الآن هو أن تكسب مزيداً من ثقة الأنيقات في كل مكان، ذلك أن المولعات بالفساتين الجذابة والمريحة سيعثرن في أسلوبها على ما يرضي ذوقهن الرفيع، خصوصاً أن الزي الذي تصممه إيفاري مبني من حول محور الجاذبية الأصيلة التي تملكها المرأة ذات الأنوثة الحقيقية. وتقول المصممة الإيرانيةالشابة أن الإيحاء يأتيها في أي وقت نهاراً أو ليلاً، وأيضاً من أي شخص أو أي شيء في الحياة، إذ لا يوجد هناك عنصر محدد لذلك أو مبتكر معروف مثلاً بين عباقرة الموضة تتخذه هي كمثال تهتدي به سوى ربما العملاقة الرائدة مادلين فيونيه التي كانت في ثلاثينات القرن العشرين تستمد إيحاءها جزئياً من الفن التشكيلي إلى درجة طلبها من فنانين مرموقين وأبرزهم سالفادور دالي، المشاركة في عروضها من طريق رسم أحد الموديلات مثلاً أو تنفيذ شعار الماركة. ولعبت هذه النقطة لمصلحة فيونيه أو ضدها، بحسب الحالة، فهناك من احترم موهبتها الفنية وثقافتها العالية بينما هاجمها آخرون، لأنها كانت تتعدى حدود مهنتها ساعية إلى اقتحام عالم فوق مستواها الحقيقي. وهذا النوع من التحديات، خصوصاً إذا نبع من إمرأة، هو الذي يثير اهتمام إيفاري ويشكل في رأيها أحد أبرز مبررات العمل في ميدان الموضة.