يترقب سكان محافظة حفر الباطن، منذ سنوات، قراراً من مجلس الوزراء، بالموافقة على إنشاء جامعة في محافظتهم، تنهي معاناة أبنائهم في التنقل إلى المدن الكبرى، لإكمال دارستهم الجامعية. إلا أن بوصلة وزارة التعليم العالي، لم تتجه بعد إلى حفر الباطن. ويفوق عدد سكان المحافظة نصف مليون نسمة، بحسب آخر إحصاء أجري قبل سنوات. فيما يتجاوز عدد مدارسها المئتين. وعلى رغم وجود معاهد وكليات في المدينة، إلا أن سكانها يشتكون من «تجاهل» وزارة التعليم العالي لهم، إذ يضطر أبناؤها إلى الالتحاق بجامعات الدمام التي تبعد عن مدينتهم نحو 500 كيلومتر، أو جامعات الرياض (450 كم)، أو عرعر (550 كم). ويقول المشرف التربوي في إدارة التربية والتعليم (بنين) في حفر الباطن شافي الظفيري: «إن محافظة حفر الباطن تتفوق مساحة وتعداداً على مناطق إدارية عدة في المملكة. كما أنها تشهد نمواً سكانياً مضطرداً. وتقع على ملتقى طريقين دوليين (الشمال والرياض). وتعد منطقة رعوية تحوي أكبر ثروة حيوانية في المملكة، إضافة إلا أن فيها مدينة الملك خالد العسكرية، إلا أنها تخلو من الجامعات. كما لا يوجد فيها كلية معلمين». ويحمل بعض سكان حفر الباطن، مسؤولية غياب الجامعة عن مدينتهم، إلى الأهالي أنفسهم، بسبب «ضعف مطالباتهم وعدم اهتمامهم». ويرى محمد السهلي، أن «وجهاء حفر الباطن و أعيانها وتجارها يتحملون جزءاً من المسؤولية، فنحن نعاني الكثير من اضطرار أبنائنا وإخواننا إلى الدراسة في أماكن بعيدة عن سكنهم، إضافة إلى الكلفة المادية، ما يؤثر على مستوى تحصيلهم التعليمي، لغياب الجو الأسرى. كما أنهم في مرحلة سنيّة خطيرة، لذا تأثرهم برفقاء السوء سيكون أكبر، فضلاً عن مخاطر الطريق في ذهابهم وعودتهم إلى أهاليهم».