طالب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأطراف كلها في اليمن بالسماح للقطاع التجاري ومنظّمات الإغاثة بجلب الحاجات الملحة من الوقود والغذاء إلى البلد، إذ يهدّد النقص الحاد في الوقود إيصال المساعدات إلى اليمنيين المتضرّرين بسبب الصراع. وقالت ممثّلة برنامج الأغذية العالمي مديرته القطرية في اليمن بورنيما كاشياب في بيان: "سنصل إلى مرحلة لن يمكننا معها مواصلة نقل الأغذية من مستودعاتنا إلى من هم في حاجة ماسة إليها". وأضافت: "يعاني نصف سكان هذا البلد انعدام الأمن الغذائي، بمعنى أن أسراً كثيرة لا تعرف من أين تأتي وجبتهم التالية، ولن يمكنهم تحمّل أي صدمات أخرى، ومن الضروري أن نستمر في إيصال الغذاء إلى تلك الأسر". وقدّم برنامج الأغذية العالمي خلال الأسبوعين الماضيين حصصاً غذائية طارئة إلى 700 ألف شخص في سبع محافظات في اليمن هي عدنوصنعاء وحجة والحديدة وعمران والمحويت وذمار، لكن نقص الوقود سيؤدّي إلى التوقّف التام لعمليات البرنامج. وأضافت كاشياب: "نناشد الأطراف كلها في اليمن السماح للقطاع التجاري والوكالات الإنسانية بجلب الغذاء والوقود والإمدادات لتلبية الحاجات المتزايدة لملايين الناس المتضرّرين من الصراع الحالي". ويستورد اليمن 90 في المئة تقريباً من المواد الغذائية الأساسية من الخارج. وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه "قلق جداً من تأثير عجز التجّار عن استيراد الأغذية ونقلها داخل البلد في قدرة الناس على إطعام أسرهم، خصوصاً الفقراء والفئات الأكثر احتياجاً". ووفق البيان نفد الوقود لدى برنامج الأغذية العالمي في محافظة الحديدة غرب اليمن قبل أيام، وهو غير قادر على مواصلة عمليات توزيع الأغذية المقرّرة لدعم الأسر والمجتمعات المحلية المتضرّرة من الصراع. وتنفد مخزونات الوقود أيضاً في بقية المحافظات، حيث خزن برنامج الأغذية العالمي إمدادات من أجل عملياته الإنسانية. ويعمل البرنامج جاهداً لتلبية حاجاته العاجلة والملحة من الوقود وجلبه إلى البلد ليتمكّن من نقل المساعدات الغذائية، لكن تواجهه تحديات هائلة بسبب تدهور الوضع الأمني. ويحتاج البرنامج على وجه السرعة إلى أكثر من 200 ألف ليتر من الوقود ليواصل توزيع الإمدادات الغذائية المتاحة في المخازن. وتكفي المخزونات الغذائية في البلد لإطعام 1.4 مليون شخص لشهر. ووجدت دراسة شاملة للأمن الغذائي أجراها برنامج الأغذية العالمي العام الماضي، أن 10.6 مليون شخص، أو 41 في المئة من السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي، منهم خمسة ملايين شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد ويحتاجون مساعدات غذائية. وفي أعقاب تصاعد أعمال العنف، أصبح هناك أكثر من 12 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي.