طهران، واشنطن - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - اتسعت دائرة الاحتجاجات في إيران، لتشمل مدينة اصفهان التي شهدت مواجهات بين متظاهرين إصلاحيين وعناصر الشرطة و»الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري)، إثر منع أنصار رجل الدين المعارض حسين علي منتظري الذي توفي ليل السبت - الأحد، من حضور مراسم لتأبينه في المدينة، فيما حذر الرئيس السابق محمد خاتمي السلطات من «عودة الى الاستبداد». وكان الرئيس محمود أحمدي نجاد أقال في وقت متقدم مساء الثلثاء، منافسه السابق في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي، من منصبه رئيساً لمعهد الفنون والذي شغله منذ إنشاء المعهد العام 1999. وعيّن الرئيس الإيراني معلم دمقاني مكان موسوي، وأفاد موقع إصلاحي بأن نجاد قطع جولة له جنوبإيران، ليحضر اجتماعاً تخللته إقالة موسوي. واعتبر النائب الإصلاحي البارز درويش قنبري الإقالة «قراراً سياسياً ينبع من أحقاد انتخابية»، علماً أن معهد الفنون مؤسسة عامة يُشرف عليها مكتب الرئيس، ومهمتها «حماية الفن الإسلامي والوطني» و»مواجهة اجتياح الثقافات». وأوردت مواقع إلكترونية إصلاحية أن آلافاً أرادوا إقامة مجلس عزاء لمنتظري في يوم الحداد الثالث على وفاته، وذلك في مسجد في أصفهان وسط إيران، برئاسة رجل الدين القريب من التيار الإصلاحي جلال الدين طاهري. وأفيد بأن عناصر شرطة مكافحة الشغب و «الباسيج» منعت المصلّين من الوصول الى المسجد، ما أدى الى صدامات استخدمت خلالها قوى الأمن «هراوات وسلاسل وحجارة وقنابل غاز مسيل للدموع ورذاذ الفلفل، لتفريق المحتجين وبينهم نساء وأطفال». وأشارت المواقع الى جرح «عدد كبير من المتظاهرين»، واعتقال «اكثر من 50 بينهم 4 صحافيين»، إضافة الى رجل الدين المؤيد للإصلاحيين مسعود أديب الذي كان يعد لإلقاء خطبة في المسجد. وتزامنت مواجهات أصفهان مع اشتباكات في مدينة نجف آباد بين سكان ورجال أمن، علماً أن المدينة هي مسقط رأس منتظري. وكان مؤيدون للحكومة نظموا تجمعات مضادة في قم الثلثاء، منددين ب «إهانة رموز مقدسة» خلال تشييع منتظري الاثنين الماضي. وهتف المتظاهرون «قم ليست مدينة للمنافقين». وهاجم حوالى ألف من عناصر «الباسيج» منزل صانعي في قم في اليوم ذاته، وكالوا الشتائم له، كما حطموا نوافذ مكاتبه وضربوا موظفيه، كما أفاد موقع إصلاحي أشار الى أن عناصر الميليشيا وضعت ملصقات لمرشد الجمهورية علي خامنئي. ويأتي الهجوم عقب توقعات باتخاذ أنصار منتظري، صانعي «مرجعاً» لهم. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) ان مجموعة من طلاب الحوزة الدينية في قم دعت عدداً من رجال الدين البارزين الى اعتبار صانعي رسمياً غير مؤهل لأن يكون «مرجعاً». في غضون ذلك، حذر قائد الشرطة الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم، المعارضة من أنها ستجد نفسها أمام مواجهة «شرسة»، إذا واصلت نشاطاتها «غير المشروعة». وقال: «ننصح هذه الحركة بالتوقف عن هذه الأفعال، وإلا سيكون التعامل مع مثيري الفوضى طبقاً للقانون». ودان خاتمي أحداث أصفهان، قائلاً إن «الإمام الخميني كان يؤمن بأن الجمهورية الإسلامية تستند الى ركيزتين: الحرية والاستقلال. إذا تداعت هاتان الركيزتان، سنشهد عودة الاستبداد». واعتبر أن «نعت أي شخص يرفع صوته، بأنه خائن، على رغم إيمانه بالنظام، هو انحراف بالغ يجب تصحيحه». ونفى خاتمي أن يكون بعث برسالة الى خامنئي، تطرق فيها الى تطورات الأوضاع في إيران، لكنه حذر من سيطرة المتشددين على مقاليد الأمور. وفي واشنطن، علّق الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي على الاضطرابات، معتبراً أن ثمة انقساماً في المجتمع الإيراني. وقال ان «الحكومة (الإيرانية) تدفع بوسائل متوافرة لها، بما فيها استخدام أجهزة أمن عدة، لإعادة المارد إلى القمقم، وهذا يزداد صعوبة باضطراد».