هل يعرف القارئ هذا البيت من الشعر: وكل القوم يسأل عن نفيل/ كأن عليّ للحبشان دَينا البيت يعود الى نفيل بن حبيب الذي هزم أبرهة رجاله وهمّ بقتله فقال له نفيل أن يُبقي عليه وسيكون دليله في أرض العرب. وعندما هزم الأحباش على أبواب مكة بعد أن ضربتهم «طير أبابيل وحجارة من سجّيل» أخذ الجنود المهزومون يبحثون عن نفيل ليدلهم إلى طريق العودة الى اليمن، فقال ذلك البيت المشهور، وقبله: حمدت الله أن أبصرت طيراً/ وخفت حجارةً تلقى علينا أعتقد أنني تحولت الى نفيل وأنا أجد نفسي مطلوباً حول العالم بسبب اسمي، فبالإنكليزية لا يقولون «الجهاد»، وإنما «جهاد»، وقد يشرحون ذلك بأنه حرب مقدسة، وهو ما لا ينطبق عليّ البتة، فقد كنت أول المتساقطين على مسيرة الثورة، وأيّدت السلم في الحب والحرب ولا أزال. لن أعود الى إرهاب 11/9/2001 أو قبله أو بعده، وإنما أكتفي بما قرأت في الأسابيع الأخيرة عني في الصحافة الغربية فقد كان من النوع الآتي: - تغطية جهاد، والمقصود ليس تغطية صحافية، وإنما نشر باراك أوباما غطاء على مجزرة قاعدة هود، كما زعمت صحيفة «واشنطن تايمز» الليكودية. - لماذا يجب أن نحاكم جهاد (جهاداً) وهذه افتتاحية في «نيويورك تايمز» الرصينة عن خالد شيخ محمد وإرهاب 11/9/2001 أقحمت فيها ظلماً. - تمتّع بعيد ميلاد جهاد (جهادي) وهذا في موقع ليكودي عن خطر القاعدة المستمر في عيد الميلاد. - الطريق الى جهاد: أميركيون جنّدوا إرهابيين، وهذا من موقع تلفزيون «اي بي سي» عن أميركيين اعتقلوا في باكستان. وقد ورد اسمي في أخبار عدة عن هذا الموضوع. - جهاد واحد: موقع إلكتروني يشرح كيف تقاتل وحيداً، ما لا يحتاج الى شرح. - اسرائيل تعتقل جهاد (جهاداً) يعمل في الضفة الغربية. وهذا كذب ولن أذهب الى الضفة وفيها اسرائيلي واحد. - جهاد مدعوم من إيران يستأنف ضربات الصواريخ ضد اسرائيل، وإذا كنت أنا المقصود، فلا أعرف كيف أفعل ذلك من لندن. - الاعتقالات تثير مخاوف عن جهاد أميركي، وهذا في «وول ستريت جورنال» وكل ما أقول إنني لست أميركياً ولن أكون، وفتشوا عن غيري. - أربعة بريطانيين على علاقة بمؤامرة «جهاد عنيف» يتهمون بارتكاب إرهاب. - صاحب متجر يواجه مشاكل بسبب تعليقاته على جهاد. وأسأل ماذا علق عليّ؟ مرتديلا؟ - ما هو جهاد؟ وهذا مقال كتبه الليكودي دانيال بايبس في جريدة «نيويورك بوست» الليكودية، ويستشهد بصدام حسين ويكتشف أن جهاداً معناه «حرب مقدسة»، ولا أقول سوى إن بايبس اعتذاري اسرائيلي قديم يغطي على جرائم الفاشيست الإسرائيليين الى درجة التواطؤ، وكان له دور في التحريض على العراق، فهو ضد كل مصلحة للعرب أو المسلمين. - جهاد: مقدمة وهذا شرح على موقع «بي بي سي» لمعنى الجهاد وتاريخه والجهاد على الانترنت، وإن الحديث النبوي عن الجهاد الأكبر، أو جهاد النفس، ليس أكيداً. ويعطف على الحرب المقدسة ومبررات الجهاد. أكتفي بما سبق وعندي مقالات كثيرة أخرى وأخبار كلها تتحدث عن جهاد، وأنا أنكر مسؤوليتي جملة وتفصيلاً، فأنا الذي قيل فيه المثل: أمشي الحيط الحيط، وأقول يا رب نوصل البيت. حتى الكاتب المشهور توماس فريدمان كان له قبل يومين مقال بعنوان www.jihad.com يتحدث فيه عن استعمال الإرهابيين الانترنت للتحريض على أميركا. ومرة أخرى، أنكر مسؤوليتي، فأقصى مداركي الإلكترونية هو أن أفتح موقع «نيويورك تايمز» لأقرأ ما يكتب فريدمان ومورين داوْد. هل يريد القارئ مزيداً؟ إذا كان اسمي لا يكفي سبباً لاتهامي بالإرهاب من أفغانستان الى أميركا، فقد وجدت فجأة وقبل يومين أيضاً اسم زوجتي في الصحف فقد كان هناك مقال في «نيويورك تايمز» كتبته/ غيل كولنز التي أعرفها من مؤتمر دافوس، وهي مثقفة بارزة، عنوانه «الأخطار الجديدة التي تواجهها بولين»، وهي غير الزواج من جهاد، فالمقال كان عن قانون الضمانات الصحية وما يلقى من معارضة في مجلسي الكونغرس، حتى يكاد لا يبقى منه شيء. والعنوان مأخوذ من فيلم صامت بالعنوان نفسه يعود الى سنة 1914، وبث كمسلسل كل حلقة فيه تنتهي والبطلة بولين في مأزق وتواجه خطراً عظيماً تنجو منه في الحلقة التالية... يعني مثل قصص أبو زيد الهلالي وعنترة بن شداد عندنا. وأستطيع أن أقول بثقة إن زوجتي بعيدة عن هذا وذاك بقدر بعدي عن أسامة بن لادن وأيمن الظواهري... ثم أطلب رأفة القاضي بها وبي. [email protected]