وقعت معارك عنيفة أمس بين المتمردين الحوثيين وخصومهم المناصرين للرئيس عبد ربه منصور هادي، لا سيما في شرق صنعاء، وجنوب البلاد ما تسبب بسقوط عشرات القتلى، على ما أفادت مصادر قبلية وطبية. وجاء ذلك بعدما عينت الأممالمتحدة مبعوثاً جديداً سيحاول الوصول الى حل للنزاع بعد المغربي جمال بن عمر الذي عمل وسيطاً ومبعوثاً في اليمن منذ 2011. إلى ذلك، جدد الناطق باسم الحوثيين محمد البخيتي شروطهم. وقال: «لا يمكن استئناف الحوار، الا بعد وقف العدوان الخارجي، ومن حيث توقف»، في إشارة الى المفاوضات التي رعاها بن عمر الذي استقال بعد تعرض وساطته لانتقادات خليجية. وأكدت الأممالمتحدة السبت تعيين الموريتاني اسماعيل ولد شيخ بدلاً منه على امل استئناف وساطته قريباً بهدف التوصل الى تسوية سياسية. و «سيكون صلة الوصل بين مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي وحكومات المنطقة وشركاء آخرين». ميدانياً، أرسلت قبائل صباحاً تعزيزات الى منطقة صرواح، شرق صنعاء، للتصدي للحوثيين الذين يحاولون التقدم في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز الطبيعي. وتعرض المتمردون وحلفاؤهم العسكريون الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح لخسائر فادحة في المعارك والغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية في منطقة صرواح. وأشارت المصادر الى قتل 90 حوثياً ومن القوات الحليفة لهم خلال 24 ساعة وثمانية من مناصري هادي في حصيلة لم يتسن التأكد منها من مصدر مستقل. وشن طيران التحالف العربي فجر الأحد اربع غارات على القصر الرئاسي في صنعاء وتلة قريبة لمنع ارسال المتمردين تعزيزات إلى مأرب، على ما قال مصدر عسكري. من جهة أخرى، تكثفت المواجهات بالأسلحة من مختلف العيارات أمس في تعز، بعدما تلقى المتمردون تعزيزات مصدرها مدينة المخا على البحر الأحمر. وقتل 13 مدنياً في قصف طاول احياء المدينة. في الضالع، جنوب البلاد، أسقطت طائرات التحالف العربي أدوية وتجهيزات طبية، بعدما منع المتمردون قافلة منظمات انسانية من الدخول الى هذه المدينة. وفي عدن، أوقعت مواجهات ليلية سبعة قتلى بينهم اربعة متمردين. وقصف طيران التحالف مواقع الحوثيين في حي خور مكسر. وفي الجنوب ايضاً، قتل خمسة من المقاتلين الحوثيين في مكمن لمقاتلي «المقاومة الشعبية» استهدف مركبة عسكرية في جنوب مدينة لودر في محافظة ابين. وأكدت مصادر محلية أن المسلحين الموالين للرئيس هادي والذين يطلق عليهم اسم «المقاومة الشعبية»، اعترضوا مركبة عسكرية قادمة من محافظة البيضاء المجاورة واطلقوا عليها قذيفة «آر بي جي» ما ادى الى تدميرها وقتل جميع من كانوا على متنها. من جهتها، جددت السفارة السعودية لدى اليمن تحذيرها لمواطنيها من السفر إلى اليمن، نتيجة لاستمرار الأوضاع الأمنية المضطربة التي يمر بها. ياسين: لا مكان لصالح في أي محادثات رفض وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أمس دعوة الرئيس اليمني السابق علي صالح إلى إجراء محادثات سلام، وقال إن عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية «لم تنته». وأضاف ياسين في مؤتمر صحافي عقده في لندن: «هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذه الدمار الذي سببه صالح. لا مكان له في أي محادثات سياسية في المستقبل».