دعا المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني السياسيين إلى «ترك الخصومات والعمل على الحوار والمكاشفة»، وطالب بتقييم التدخلات الخارجية في البلاد «وهل كانت نافعة أو مضرة للبلاد». وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء أحمد الصافي، في خطبة الجمعة أمس إن «الوضع الأمني الذي يمر به البلد والتحديات الكبيرة والجهود التي بذلها أبناء الجيش والحشد الشعبي والعشائر هدد كل المكونات العراقية وامتزجت دماؤهم من أجل غاية وطنية وأخلاقية ودينية». وأضاف: «على السياسيين العراقيين الاستفادة من هذا المشهد لتجاوز الخلافات وتوحيد الخطاب والرؤية والتراص في خندق واحد والمكاشفة والحوار بعيداً من سوء الظن في كل شيء». ولفت إلى انه «من غير المعقول بقاء البلد وسط صراعات سياسية وأمنية واقتصادية وتنموية وتأخير الإصلاحات وبقاء التهديدات على أطراف المدن ونزوح عشرات آلاف المواطنين من مناطقهم». وأشار إلى أن «مراقب الأحداث يُحمل جميع السياسيين مسؤولية ما يحدث، على رغم كل التأثيرات الخارجية والداخلية لأنهم قادرون على تشخيص ما ينفع وما يضر بالبلاد، وعليهم حل المشاكل التي تعقد المشهد الأمني والسياسي والاقتصادي في البلاد». ودعا ممثل المرجعية «جميع السياسيين العراقيين إلى التخلي عن روح الخصومة والعداوة والاستفزاز والتحلي بروح التسامح والحوار وتعزيز الثقة»، ولفت إلى أنهم «مسؤولون مسؤولية مباشرة عن خروج العراق من أزمته ولا يُعفى أحد منهم من ذلك». وطالب «بمراجعة المواقف التي مرت في البلاد والتدخلات الخارجية وهل كانت نصحاً ومنفعة أم مضرة بالبلاد وما الذي جنته منها»، وشدد على أن «السياسي الناجح هو من يجمع أبناء بلده ويدافع عنهم من دون تمييز ويحافظ على هويتهم ويتعامل مع المشاكل بروح المسؤولية». إلى ذلك، أكد إمام الجمعة في النجف السيد صدر الدين القبانجي، في خطبة الجمعة في الحسينية الفاطمية الكبرى، أن «الحشد الشعبي جاهز للمشاركة في تحرير الأنبار شرط مشاركة أهالي وعشائر المحافظة في تحريرها وشرط الوضوح في موقف التحالف الدولي». ودعا إلى «معالجة الأزمة المالية من خلال خفض رواتب الوزارات الثلاث والدرجات الخاصة إلى النصف وتقليص البعثات وإلغاء مخصصات الإيفادات وخفض تكاليف السفر، وعدم البذخ في استقبال الوفود». من جهته، قال إمام وخطيب الكوفة، أسعد الناصري أمس إن «على جميع العراقيين من مختلف الأديان والمذاهب والثقافات التكاتف وفتح باب الحوار والتقارب وأن لا يحاول البعض إقصاء الآخر لمجرد الاختلاف الفكري أو الثقافي أو الديني أو المذهبي». ودعا إلى «حفظ كل ذي حق حقه وأن تسود لغة الاحترام المتبادل ليتعاون الجميع من أجل عراق موحد وينعموا بالعيش فيه فهو لا يضيق بأحد ما دام منتمياً إليه وحريصاً على سلامته وسلامة مواطنيه».