نيويورك – سان فرانسيسكو – استكهولم – طوكيو – بوسطن – أ ف ب – رويترز – اتسمت النتائج المالية لعدد من الشركات العالمية في الربع الأول بالخسارة، ولم تخرج من هذه الموجة السلبية سوى مجموعة «غوغل»، التي حققت أرباحاً فاقت ما كان متوقعاً، فيما تكبدت شركات أخرى مثل «توشيبا» و «سوني إريكسون» و «جنرال إلكتريك» خسائر متأثرة بركود الاقتصادات العالمية، ما دفع بعضها إلى إلغاء وظائف جديدة. وأعلنت مجموعة «غوغل» تحقيق أرباح في الربع الأول من هذا العام، بلغت 1.42 بليون دولار. واعترفت بأن رقم أعمالها تراجع للمرة الأولى في تاريخها من فصل الى آخر. ولفتت إلى أن نسبة الزيادة في الأرباح فاقت 9 في المئة خلال سنة، وتمثل ارتفاعاً يعادل ثلاثة أضعاف مقارنة بالشهور الثلاثة الأخيرة من 2008. وتحققت هذه الأرباح الفصلية مدعومة بإجراءات تقضي بالسيطرة على النفقات، وتَحَول المسوّقين إلى الإعلان عبر شبكة الانترنت، بدلاً من وسائل الإعلام التقليدية، ما دفع أسهم الشركة إلى الارتفاع 5 في المئة. وعلى رغم التراجع العام في الإنفاق الإعلاني نتيجة ضعف الاقتصاد، لفتت «غوغل» إلى أن «دخول متصفحي الشبكة الى الإعلانات النصية التي ترافق نتائج البحث زادت 17 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من العام». وبلغت عائدات الربع الأول 5.51 بليون دولار بزيادة سنوية نسبتها 6 في المئة، لكنها تراجعت ثلاثة في المئة عن الربع الأخير من العام الماضي، وهو الانخفاض الأول على أساس فصلي. واعتبر الرئيس التنفيذي ل «غوغل» اريك شميت، أن المناخ الاقتصادي «لا يزال صعباً إذ يستمر المستخدمون في استعمال محرك البحث، لكن مشترياتهم انخفضت». وقال: «لا نزال فعلياً في أجواء غير مواتية»، لافتاً إلى «تأثر المجموعة». ومقارنة بشركات انترنت أخرى تعتمد على إيرادات الإعلانات، تميزت «غوغل» بقدرة هائلة على تحمل التراجع الاقتصادي على رغم تباطؤ إيراداتها بحدة. أما شركة «سوني اريكسون» لإنتاج الهواتف الخليوية فقررت إلغاء ألفي وظيفة إضافية، بعدما بلغت خسائرها في الربع الأول من هذا العام 293 مليون يورو، نتيجة تراجع المبيعات. وأوضحت المجموعة اليابانية - السويدية في بيان، أن برنامج تقليص التكاليف المعلن أمس «يتضمن خفضاً جديداً لعدد العاملين الإجمالي يشمل ألفي شخص». وتُشغل المجموعة نحو 10 آلاف موظف في العالم. وهكذا تراجع حجم أعمالها في الشهور الثلاثة الأولى من العام، إلى 1.73 بليون يورو في مقابل 2.7 بليون قبل عام. وباعت 14.5 مليون هاتف بسعر وسط يبلغ 120 يورو للوحدة في مقابل 22.3 مليون هاتف بسعر 121 يورو قبل عام. واعتبر رئيس المجموعة ديك كوميياما في البيان، أن الربع الأول كان «بالغ الصعوبة كما توقعنا، بسبب استمرار انخفاض الطلب العالمي». ولا تشكل هذه النتائج السيئة مفاجأة، إذ نبهت المجموعة الشهر الماضي إلى توقعها خسارة تراوح بين 340 و390 مليون يورو قبل الضرائب، واستقرت على 370 مليوناً. ولم تكن نتائج مجموعة «توشيبا» اليابانية أفضل، إذ أعلنت إلغاء 3900 وظيفة إضافية، يشغلها عمال مياومون في اليابان بحلول آذار (مارس) 2010». وكانت الشركة ألغت عقود 4500 موظف مياوم او مرتبط بعقد لفترة محددة في الشهور الأخيرة، خصوصاً في قطاعاتها الإلكترونية التي تأثرت بشدة بالأزمة الاقتصادية العالمية. وقدّرت المجموعة «تسجيل خسائر تفوق ما توقعت وبلغت 350 بليون ين (2.7 بليون يورو) خلال السنة المالية المنتهية في 31 آذار الماضي لعوامل استثنائية. وكانت تتوقع عجزاً سنوياً بقيمة 280 بليون ين». وتراجعت أرباح «جنرال الكتريك» في الربع الأول 36 في المئة، بسبب الكساد الاقتصادي على ذراعها المالية، لكن الشركة أكدت أن «الطلبيات من وحدتها الصناعية مستقرة». وأعلنت أن أرباحها الصافية للمساهمين العاديين بلغت 2.74 بليون دولار، أي 26 سنتاً للسهم، انخفاضاً من 4.3 بليون دولار، أي 43 سنتاً للسهم قبل عام. كما انخفضت الإيرادات بنسبة 9 في المئة. ولفتت إلى أن «طلبياتها مستقرة على 171 بليون دولار».