تعرّضت أحياء في مدينة عدن أمس، لقصف عنيف من مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، وتضاربت الأنباء في شأن مصير مطار المكلا في حضرموت، جنوب شرقي اليمن. وقالت مصادر عسكرية ومحلية ل «الحياة»، إن عشرات من مسلحي تنظيم «القاعدة» يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوات للجيش في محيط مطار الريان، خارج مدينة المكلا التي يسيطر عليها التنظيم منذ نحو أسبوعين، في محاولة للسيطرة على المطار والاستيلاء على معسكر اللواء «27 ميكا». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في المطار تأكيده أن مسلحي «القاعدة» سيطروا على منشآته وأن «وحدة عسكرية مكلّفة بأمنه انسحبت من دون مقاومة». وكان مقاتلو التنظيم سيطروا على المدينة في الثاني من الشهر الجاري. ودخل مئات من مسلحي حزب «الإصلاح» على خط القتال في مواجهة الحوثيين، وبدأوا الانتشار في مدينة تعز. ونسبت «فرانس برس» إلى مصدر عسكري قوله أن المنصّة النفطيّة في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت «باتت تحت السيطرة الكاملة لمقاتلين قبليين». وتصاعدت أمس المواجهات الضارية في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بين جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها من جهة، وبين مسلحي قبائل تدعمهم وحدات عسكرية مؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى بالعشرات من الجانبين. تزامن ذلك مع استمرار المواجهات في محافظاتعدن ولحج وأبين وشبوة والضالع، في ظل غارات تشنُّها طائرات التحالف العربي، مستهدفةً مواقع للحوثيين ومعسكرات موالية للرئيس السابق علي صالح. وتوالت الانشقاقات في الوحدات العسكرية الموالية للحوثيين وعلي صالح، إذ أعلن قائد اللواء 135 العميد يحيى أبو عوجة تأييده شرعية هادي واستعداد جنوده البالغ عددهم أربعة آلاف ويرابطون في وادي حضرموت، لتنفيذ تعليمات القيادة الشرعية. وتحدثت مصادر قبلية في مأرب عن تقدُّم مسلحي القبائل المناهضين للحوثيين على جبهتي القتال في صرواح والجدعان غرب مدينة مأرب، وسيطرتهم على بعض نقاط الحوثيين، في وقت أكدت مصادر الحوثيين أن مسلحي جماعتهم «سيطروا على جبل المحجر ووادي الملاح شرق مديرية صرواح» و «يتقدمون نحو القرى والمناطق المجاورة». وأكدت مصادر طبية وأمنية ل «الحياة» تسجيل أكثر من 50 إصابة في صفوف الجانبين، بين قتيل وجريح في مواجهات أمس، بعدما فشلت وساطة قبلية، إذ يحاول الحوثيون حسم المعركة والسيطرة على المحافظة التي تضم حقول النفط والغاز، وأكبر محطة لتوليد الكهرباء في اليمن. وفي الجنوب، روى شهود في مدينة عدن أن المسلحين الحوثيين وقوات علي صالح قصفوا بعنف أحياء المعلا والقلوعة وسط المدينة، وواصلوا هجومهم على مديرية دار سعد في شمالها، فيما تحاول قوات أخرى لهم التقدم في منطقة صلاح الدين للسيطرة على مديرية البريقة. مصادر المقاومة الجنوبية المؤلفة من «اللجان الشعبية» الموالية لهادي وعناصر «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن الشمال، قالت إن أكثر من 20 حوثياً سقطوا أمس في قصف جوي استهدف رتلاً عسكرياً لهم في محافظة لحج، كان في طريقه إلى عدن، وتحدّثت عن سقوط 10 قتلى في مكمن نصبه مسلحون قبليون في منطقة كرش الواقعة بين تعز ولحج. وشنّ طيران التحالف أمس خمس غارات على معسكرات الحرس الجمهوري في جبل الصمع في مديرية أرحب شمال صنعاء، كما استهدف مواقع للحوثيين في غربها. وامتدت الغارات إلى مدينة مناخة، حيث دمرت مبنى حكومياً يُعتقد بأن الحوثيين استخدموه لتخزين أسلحة. وضرب الطيران مدينة حوث ومناطق أخرى مجاورة في محافظة عمران (شمال صنعاء) وتحدّثت مصادر طبية عن مقتل 30 شخصاً. وفي مدينة تعز الأكثر كثافة سكانية، يتصاعد التوتر بين الحوثيين وقوات الأمن الخاصة الموالية لهم، وبين قوات من اللواء المدرع 35 الذي كان بعض كتائبه أعلن التمرُّد على قائده وأكد تأييد هادي. وأفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات تجدَّدت أمس بين الجانبين في مناطق «بير باشا والحصب ومنطقة غراب ومدينة النوار المتاخمة لمقر قيادة اللواء المدرع 35 في المطار القديم». وأضافت أن قوات الحوثيين تفرض حصاراً على مقر قيادة اللواء، في حين بدأ مئات من مسلحي حزب «الإصلاح» الإسلامي بقيادة حمود سعيد المخلافي الانتشار في المدينة، استعداداً لمعركة مع المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لهم.