واصلت طائرات التحالف المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» غاراتها أمس لليوم الواحد والعشرين، ووجّهت ضربات هي الأعنف على مواقع لجماعة الحوثيين في مدينة صعدة وعلى معسكرات ومخازن للذخيرة في محيط صنعاء، في حين اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات موالية للجماعة وأخرى مؤيدة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في تعز (جنوب غرب)، أوقعت قتلى وجرحى قبل أن تتدخل لجنة وساطة لوقفها. وفيما دخلت المعارك العنيفة في محافظة مأرب (شرق صنعاء) يومها الرابع بين مسلحي قبائل تُساندهم وحدات عسكرية موالية لهادي وبين الحوثيين المدعومين بقوات من الجيش موالية للرئيس السابق علي صالح، أعلن قادة المحور العسكري المرابط في محافظة المهرة، في أقصى شرق اليمن، تأييدهم لهادي وترحيبهم ب «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية لإجبار الحوثيين على إنهاء انقلابهم، والعودة إلى مسار العملية الانتقالية التوافقية. وقصف مسلحو الجماعة بعنف أمس عدداً من أحياء مدينة عدن التي تشهد مقاومة مستميتة من قبل «اللجان الشعبية» الموالية لهادي ومسلحي «الحراك الجنوبي». وأفاد شهود بأن قوات حوثية معززة بالدبابات توغلت إلى منطقة صلاح الدين في مديرية البريقة غرب المدينة، في محاولة لإحكام سيطرتها على مصفاة عدن الاستراتيجية. وأكدت مصادر المقاومة المناهضة للحوثيين في محافظتي تعز والضالع مقتل أكثر من 20 مسلحاً حوثياً في مكامن نُصِبَت لهم على الطرق المؤدية إلى مدينة عدن التي يحاول الحوثيون والقوات التابعة لصالح السيطرة عليها منذ ثلاثة أسابيع. في غضون ذلك، أفادت مصادر أمنية في محافظة حضرموت التي يسيطر تنظيم «القاعدة» على عاصمتها المكلا منذ أسبوعين، بأن التنظيم شكّل مجلساً أهلياً موالياً له لإدارة المدينة، وبدأ بحشد مسلحيه باتجاه مدن وادي حضرموت ومدينة عتق عاصمة محافظة شبوة الواقعة تحت سيطرة الجماعة، مستغلاً انفلات الأمن والاضطراب السياسي لإقامة «إمارات» له وسط اليمن وشرقه. وذكرت مصادر طبية وحزبية أن 20 قتيلاً وجريحاً سقطوا في مواجهات بين قوات اللواء 35 المدرع في تعز وقوات موالية للحوثيين في منطقة الحصب غرب المدينة، قبل أن تتدخل لجنة وساطة مكونة من أعضاء في البرلمان وقادة الأحزاب لاحتواء الوضع. وضربت غارات طائرات التحالف مباني حكومية يسيطر عليها الحوثيون وسط صعدة وهوائيات اتصالات، وطاولت الضربات الأكثر كثافة منذ بداية «عاصفة الحزم» مدينة صعدة القديمة. كما استهدفت غارات معسكرات الصمع وفج عطان شمال صنعاء وغربها، وامتدت إلى تعز لتضرب معسكر اللواء 22 في الحرس الجمهوري الموالي لصالح. وعلمت «الحياة» من مصادر قبلية أن أكثر من 120 مسلحاً قُتِلوا في المعارك المحتدمة على جبهتي صرواح والجدعان في محافظة مأرب، بينهم زعماء قبليون وقادة عسكريون، في حين أكدت المصادر تحرك قوات من معسكرات المنطقة العسكرية الثالثة المؤيدة لهادي إلى مناطق المواجهات، لتعزيز مسلحي القبائل ضد الحوثيين. ودان عدد من قادة جماعة الحوثيين في تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي قرار مجلس الأمن الذي صدر أول من أمس، وأكدوا أنه «لن يثنيهم عن مواصلة الحرب على الإرهاب في الجنوب واستعادة السيادة اليمنية». وتعيش مناطق اليمن أوضاعاً مأسوية في ظل الحرب، وانعدام الوقود وارتفاع أسعار السلع الغذائية وضآلة الخدمات الطبية الضرورية، وانقطاع التيار الكهربائي بعدما لحقت أضرار بخطوط الطاقة الرئيسة في مأرب نتيجة المعارك.