أمهلت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، المسلحين الحوثيين وقوات الجيش المساندة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ثلاثة أيام للانسحاب من مدينة عدن أو تسليم أنفسهم. وتزامن الإنذار مع قصف جوي وبحري هو الأعنف لقوات التحالف، استهدف مواقع للمسلحين في المدينة لمنع تقدمهم، وترجيح كفة أنصار هادي ومسلحي «الحراك الجنوبي» الذين يتصدون للحوثيين. وتواصلت أمس لليوم السادس عشر غارات طائرات التحالف المشاركة في عملية «عاصفة الحزم»، وطاولت معسكرات ومخازن للسلاح ومواقع يسيطر عليها الحوثيون وقوات علي صالح في صنعاء وصعدة وعمران والحديدة وشبوة ولحج، في حين وصلت الى مطار صنعاء طائرتان للجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة «يونيسيف»، ونقلتا نحو 30 طناً من المساعدات الطبية. ومع تكثيف وتيرة القصف، قررت السلطات الخاضعة للحوثيين تأجيل الدراسة في صنعاء الى موعد غير محدد، وأرسلت تعزيزات أمنية وعسكرية الى ضواحي مدينة إب، إثر تحركات بدأها مسلحون قبليون في المديريات المحيطة بالمدينة، تستهدف طرد المجموعات الحوثية من المحافظة، وقطع طرق الإمداد المؤدية الى تعز وعدن جنوباً. وغداة سيطرة الحوثيين والقوات الموالية لهم على مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، هاجم انتحاري يُعتقد أنه من تنظيم «القاعدة» مركزاً للشرطة في مديرية بيحان التابعة للمحافظة، ما أدى الى أكثر من 30 إصابة بين قتيل وجريح. الى ذلك، بدأ التنظيم الذي يسيطر منذ عشرة أيام على مدينة المكلا الساحلية (عاصمة حضرموت) رص صفوف مسلحيه، تحسباً لأي تقدم محتمل للحوثيين باتجاه المدينة بعد استكمال سيطرتهم على عتق. وأفاد شهود بأن عشرات من المسلحين التابعين ل «القاعدة» شوهدوا وهم يقيمون نقاط تفتيش على طول المدخل الغربي للمدينة، المرتبط بالطريق بين حضرموت وشبوة. وللمرة الأولى، أغار طيران التحالف أمس مرات على معسكر «لواء العمالقة» المرابط في محافظة عمران (بين صنعاء وصعدة)، وهو من أقوى ألوية الجيش. وشملت الضربات الجوية معسكرات ومخازن سلاح شرق صنعاء وجنوبها، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد عصراً من معسكر للحرس الجمهوري في شارع خولان جوار جبل نقم، كما امتدت الى مقر قيادة القوات الجوية قرب مطار صنعاء شمال العاصمة، وإلى مجمع وزارة الدفاع في وسطها، وطاولت كذلك مواقع في الضواحي الغربية. وأكدت مصادر قبلية أن طائرات التحالف قصفت تجمعات لقوات الحوثيين في عتق، وأخرى في محافظتي لحج وعدن، فيما ذكر شهود أن بوارج حربية شاركت في القصف الذي دمر مقر المجلس المحلي في مديرية دار سعد شمال عدن، وطاول ملعب «22 مايو» الرياضي. وروى شهود في عدن أن القصف كان الأعنف ليل الخميس- الجمعة، في حين بث تلفزيون عدن الحكومي الموالي لهادي، بياناً لقيادة المنطقة العسكرية الرابعة (مقرها عدن) أمهل الحوثيين ثلاثة أيام لمغادرة المدينة، وذكر الشهود أن الحوثيين واصلوا توغلهم صباح أمس في مديريتي دار سعد والشيخ عثمان، وسط مواجهات عنيفة مع مسلحي «اللجان الشعبية الجنوبية» وعناصر «الحراك الجنوبي». وأعلنت مصفاة عدن (طاقتها التكريرية نحو 150 ألف برميل نفط يومياً) توقفها عن العمل بسبب الظروف الأمنية، وتوقف إنتاج النفط في معظم القطاعات الإنتاجية، بما في ذلك توقف تصدير الغاز عبر ميناء بلحاف الواقع في محافظة شبوة على بحر العرب. مصادر الحوثيين ذكرت أن طائرات التحالف استهدفت محطتي الكهرباء والغاز في صعدة وموقع مرة العسكري التابع للواء 21 في شبوة وموقعي حبيل ومريس في الضالع، ومعسكرات للجيش في مناطق السواد ونقم وجبل النهدين وريمة حميد في صنعاء. وحشد الحوثيون أنصارهم في تظاهرات في صنعاء والحديدة وتعز وحجة وذمار وإب، رفضاً للتدخل العسكري في اليمن.