تواصلت ضربات طائرات التحالف المشاركة في «عاصفة الحزم» أمس، لليوم الثامن عشر، مستهدفة مواقع للحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح في صنعاء ومحافظات أخرى، في حين أعلن لواءان عسكريان في محافظة مأرب النفطية مساندتهما شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، وتمكّنا مع مسلحي القبائل من دحر قوات حوثية حاولت التوغُّل للسيطرة على المحافظة. وفيما احتدمت المواجهات في مدينة عدن بين المسلحين الحوثيين وأنصار هادي من «اللجان الشعبية» وعناصر «الحراك الجنوبي» الذين أبدوا مقاومة شرسة، استبقت قوات اللواء المدرّع 35 المؤيدة لهادي، محاولة الحوثيين السيطرة على مدينة تعز، وانتشرت في شوارعها معززة بالدبابات والآليات، وسط مخاوف من تفجُّر الأوضاع في المدينة الأكثر كثافة سكانية في اليمن. وتلقت جماعة الحوثيين وقوات علي صالح في محافظة شبوة ضربة موجعة، إذ اغتال مسلحون قبليون تساندهم عناصر من تنظيم «القاعدة»، رئيس عمليات اللواء الثاني في قوات المشاة الموالي للرئيس السابق في مديرية عزان، قبل أن يهاجموا كتيبة للدبابات والمدفعية تابعة للواء، ويسيطروا عليها في مديرية ميفعة. وتزامنت هذه التطورات مع مقتل 7 من التنظيم عند المدخل الغربي لمدينة المكلا عاصمة حضرموت (شرق)، إثر غارة لطائرة أميركية من دون طيار، هي الأولى التي تنفّذها واشنطن منذ انسحاب قواتها من اليمن وتوقف عملياتها ضد التنظيم، بعد الانهيار السياسي والأمني الذي رافق توغل الحوثيين في الجنوب (للمزيد). ويسيطر التنظيم منذ 11 يوماً على المكلا، كبرى مدن حضرموت، ويحاول تأسيس «إمارة» فيها مع تصاعد نشاطه لإكمال السيطرة على بقية مدن المحافظة. وقال يمنيون في المدينة ل «الحياة» إن التنظيم قرّر تشكيل مجلس أهلي لإدارة المدينة بإمرة القيادي خالد باطرفي الذي اتخذ من القصر الرئاسي مقراً لإقامته. وأضافوا أن المتشددين أمروا بوقف الدراسة في جامعة حضرموت، بذريعة اختلاط الجنسين، و «عدم مواءمة» المناهج الدراسية مع الشريعة الإسلامية. إلى ذلك، أفادت مصادر عسكرية أمس بأن طيران التحالف استهدف مواقع للحوثيين وقوات علي صالح في محيط القصر الرئاسي بعدن، وفي أحياء كريتر والبريقة وخور مكسر، في ظل مقاومة شرسة يُبديها أنصار هادي ومسلحو «الحراك الجنوبي» لمنع توغُّل الحوثيين في المدينة. وأكدت مصادر المقاومة أنهم أسروا 20 مسلحاً حوثياً في المدينة، حيث بدأت معنوياتهم تنهار مع تكثيف القصف الجوي والبحري لقوات التحالف وانقطاع إمدادات الوقود والغذاء عن مسلّحي الجماعة. وطاولت الضربات الجوية مواقع عسكرية ومخازن للسلاح في صنعاء وإب وتعز ومأرب والجوف. وقالت مصادر قبلية إن اللواءين 111 و112 المرابطين في مأرب أعلنا دعمهما للشرعية، وساندا أمس مسلحي القبائل لصد هجوم حوثي في مديرية صرواح يستهدف السيطرة على المحافظة النفطية. وأكدت مصادر طبية في تعز مقتل 10 مدنيين وجرح 15 بينهم أطفال، وتشهد المدينة توتُّراً ينذر بصدام واسع بين الحوثيين ومعهم قوات الأمن الخاصة من جهة وقوات اللواء المدرّع 35 التي انتشرت في المدينة بمساندة مسلحين موالين لحزب «الإصلاح». وجدد حزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه علي صالح في بيان أصدره أمس، دعوته إلى وقف التدخل العسكري في اليمن، واستئناف الحوار من حيث توقف في صنعاء. واعتبر أن التدخّل أدى إلى «تدمير الجيش»، ومن شأنه أن «يُدخِل المنطقة في دوّامة من الصراعات والفتن والفوضى التي لن تقتصر على دول الإقليم بل ستؤثر على المجتمع الدولي».