إذا كان بعض الأهالي في منطقة حائل وجدوا في الأمطار التي هطلت على مدينتهم أمس، استبشاراً ومتعة دفعتهم للخروج إلى المتنزهات البرية، فإن عدداً من سكان البيوت الشعبية عاشوا هاجس القلق من أن تدهمهم السيول، لينشغلوا بإصلاح أسقف منازلهم التي عادة ما تحدث تسرب المياه من الأسطح إلى داخلها، ما أنعش حركة البيع بشكل كبير في محال تركيب العوازل. ويقول أحد سكان حي البادية خالد الخميس: «20 عاماً قضيتها في هذا الحي لم أعرف معها طعم الاستمتاع بالمطر، بل أصبحت وأسرتي المكونة من 11 نفساً نعيش حالاً من الذعر إذا ما حلّ موسم الأمطار، خوفاً من سقوط سقف منزلنا الشعبي المتهالك»، مشيراً إلى أن أمطار عيد الأضحى قبل أسبوعين تسببت في حدوث انهيارات جزئية لأسقف عدد من منازل الجيران، وأن طرق الحي تحولت إلى مجمع للمياه الراكدة، ما تسبب في شل حركة الحي. ويضيف أن حي البادية يفتقد أيضاً عدداً من الخدمات، مثل عدم تجديد إنارة الشوارع وطفو مياه الصرف الصحي وكثرة المنازل المهجورة. ويذكر صالح فريحان أنه من شدة خوفه من هطول الأمطار الغزيرة يفكر في أحيان كثيرة في الرحيل عن الحي، ويقول: «حركة السير في الحي أثناء هطول الأمطار وبعدها تتعطل تماماً، ما يحرم طلابنا من الذهاب إلى المدارس، خصوصاً مع كثرة الحفر بشوارع الحي». وفي السياق ذاته، حذّرت مديرية الدفاع المدني في حائل المواطنين والمقيمين من الوجود بالقرب من المواقع التي هطلت عليها الأمطار أول من أمس، خصوصاً مجاري الأودية والشعاب، ما يُخشى معه حصول أي ضرر على المواطنين والمقيمين. فيما أوضح مدير الخدمات في المجلس البلدي في منطقة حائل عبدالعزيز المشهور ل«الحياة» أن المجلس سيعرض في جلسته خلال الأسبوع المقبل ورقة عمل تبحث كيفية معالجة أوضاع أحياء: البادية، أجا، نقرة، قفار، والوادي. وأضاف أن الورقة ستناقش أوضاع الطرق التي تقع على مجمع سيول ويخشى أن تحدث لها كارثة تخلّف خسائر بشرية في حال تواصل هطول أمطار غزيرة على المنطقة، مشيراً إلى أهمية أن يشمل مشروع تصريف المياه، الذي ستقرّ الأمانة تنفيذه، تلك الأحياء. من جانبه، حذّر مدير مرور حائل العقيد عبدالرحمن الشنبري من التهور أثناء القيادة على الطرقات في مثل هذه الأجواء الممطرة، مشيراً إلى أن إحصاءات الأعوام الماضية أوضحت ارتفاع الحوادث الخطرة والمميتة أثناء هطول الأمطار بسبب التهوّر في القيادة. وفي القصيم، تسبب الضباب الذي خيم على مدينة بريدة أمس في حوادث مرورية تتابعية عدة على طريق بريدة – عسيلان، أسفرت عن إصابة 7 سائقين نقلوا جميعاً إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة، إذ سمح أطباء المستشفى بخروج 6 منهم، فيما أوصوا ببقاء أحد السائقين تحت الملاحظة الطبية. وكان الضباب الذي لف منطقة القصيم أمس حدّ من مستوى الرؤية الأفقية، ما اضطر قائدي المركبات إلى استخدام المصابيح وأنوار التنبيه، فيما باشرت فرق شعبة السير في مرور المنطقة الحوادث، كما عملت على تسهيل الحركة المرورية في شوارع المدن والمحافظات التابعة لها.