عندما يشارك لاعب الاتحاد الدولي محمد نور (31 عاماً) في أي لقاء، فإن الإثارة ستكون حاضرة في أرض الميدان، لاعب يمتلك إمكانات فنية عالية، ما جعل جماهير الكرة في السعودية والخليج والعرب والقارة الآسيوية تعشق أداءه الساحر، فهو صانع ألعاب، وهداف مميز يجيد التحدث بلغة الشباك في لقاءات فريقه ومنتخب بلاده، رشحه الكثيرون من النقاد والمحللون في قارة آسيا لنيل جائزة أفضل لاعب في القارة الصفراء في نسختها الأخيرة، ووصل لمراحل الحسم قبل أن يستبعد اسمه من القائمة لأسباب لم تكن واضحة حتى الآن، ما جعل الاتحاد السعودي يرسل خطاباً عاجلاً إلى نظيره الآسيوي يستفسر عن الأسباب التي أدت لإبعاد نور عن جائزته المستحقة. وشق اللاعب المثير للجدل محمد نور طريقه إلى عالم التألق والنجومية من حارة "يمن" بشارع المنصور في مكةالمكرمة التي ولد فيها يوم 26 (شباط) فبراير 1978، وبدأ لعب الكرة في "زقاق" الحارة الضيق الذي لا يتجاوز عرضه أربعة أمتار، ولعب في فريق الحي الشهير "الأفراح"، ثم ذهب لنادي الوحدة للتسجيل رسمياً، لكنه صُدم بالواقع المرير في النادي المكي، إذ تم إبعاده بحجة ضعف إمكاناته الفنية، ليحزم نور حقائبه، متوجهاً إلى نادي الاتحاد في جدة بمساعدة شقيقه آدم نور الذي كان يحمي الشباك الاتحادية في ذلك الوقت، وهناك كتب شهادة ميلاده الحقيقية في عالم الكرة، وبدأ مسيرته الفعلية من خلال القطاعات السنية حتى وصل إلى شهرته الحالية، النجم الاتحادي الأول من دون منازع، والقائد الذي يجلب الفرح لجماهير ناديه العاشقة في كل مكان. وذاق نور الاتحاد الساطع حلاوة البطولات والإنجازات مع فريقه كثيراً، حاصداً الكثير من الألقاب الشخصية، ونال مع فريقه ست بطولات لدوري كأس خادم الحرمين الشريفين في أعوام (1417/ 1419ه/ 1420ه/ 1421ه/ 1423ه/ 1428ه)، ودرع الدوري السعودي للمحترفين 1430ه، وثلاث بطولات لكأس ولي العهد في أعوام 1417/ 1421/ 1424ه، وبطولتين لكأس الاتحاد "كأس الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله" في عامي (1417/ 1419ه)، وكأس أندية الخليج أبطال الدوري مرة واحدة عام 1419ه، وكأس أندية آسيا أبطال الكأس مرة واحدة عام 1419ه، وكأس دوري أبطال آسيا عامي (1425 / 1426ه)، ودوري أبطال العرب لعام 1426ه، وبطولة السوبر السعودي المصري عامي (1421 / 1423ه) ، وأما مع المنتخب السعودي، فقد حقق نور ثلاث بطولات هي كأس الأمم الآسيوية عام (2000) في لبنان، وكأس بطولة الخليج للمنتخبات عام (2003) بالكويت، وكأس العرب للمنتخبات عام (2002) بالكويت، وشارك مع المنتخب في مونديال كأس العالم مرتين، الأولى كانت في كوريا واليابان2002 والثانية في المانيا 2006، وحصل نور على بعض الألقاب الشخصية طوال حياته الرياضية، أبرزها نيله لقب أفضل لاعب عربي عام 2003، ونيله جائزة اللاعب الحريف 2008، وترشحه لجائزة بوشكاش لأفضل هدف في العالم، بعد هدفه الخامس في فريق ناغويا الياباني، وحصوله على جائزة المفتاحة، والتي تقدم سنوياً للرواد في مجالات مختلفة، ويلقب نور ببعض الألقاب الرنانة في مشواره الرياضي، أبرزها وأميزها (الاواكس، مفتاح جدة، الفيتو، فارس الملعب، القوة العاشرة، ولكنه يفضل دائماً لقب ابن مكة). ويعاب على نور دائماً كثرة خروجه عن المألوف داخل الملعب وخارجه، ومضارباته ومشاجراته ومصادماته التي لا تنتهي، إذ نال عقوبة الوقف في أكثر من مناسبة رياضية، وصدر بحقه قرار بالإيقاف داخلياً وخارجياً من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد حتى نهاية الموسم في أعقاب طرده بالبطاقة الحمراء لمرتين في «خليجي 17»، وتم إيقافه من لجنة الانضباط السعودية 8 مباريات بعد بصقه على لاعب الهلال خالد عزيز في نصف نهائي دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1426ه، واعتدى نور مع مبروك زايد وأسامة المولد على جماهير الاتحاد 1423ه، عندما هزم الفريق برباعية من الأفريقي التونسي في البطولة العربية التي حققها الأهلي، وأثار نور قضية كبيرة في الموسم الفائت عندما سجل هدفاً مفاجئاً في شباك الحارس النصراوي الخوجلي في وقت كان النصراويون يترقبون إعادته الكرة إليهم، وهو ما جعل عضو الشرف آنذاك الأمير فيصل بن تركي يطالب بإعادته إلى المدرسة لتعلم فنون الأدب، وآخرها ما حدث منه أول من أمس أمام الاتفاق في الدمام، عندما أساء السلوك مع مساعد الحكم في لقطة غير رياضية، وانفعاله غير المبرر بعد طرده بالبطاقة الحمراء، وطريقة حديثه الغريبة مع مراسل شبكة ART، وسحبه لمدافع فريقه حمد المنتشري بطريقة عجيبة لغرف الملابس، وهو يتحدث للمذيع نفسه في صورة لاقت استياء واستهجان جماهير السعودية خصوصاً والعربية عموماً.