طرحت "الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات" (مؤسسة رسمية تشرف على قطاع الاتصالات بالمغرب) مناقصات لاستغلال تراخيص شبكات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، فيما تستعد الحكومة المغربية لربط قرى وبوادي المغرب بالإنترنت الفضائي الفائق السرعة، والذي تقارب سرعته النطاق العريض. وقالت الوكالة في بيان تلقت "مدرسة الحياة" نسخة منه، أن الترخيص الأول يتعلق باستغلال شبكات الاتصالات عبر تقنية "VSAT" (مطارف ذات فتحات صغيرة جدا). وتمكن هذه التقنية من توفير تغطية لكامل التراب المغربي، الذي يمتد على مساحة 710 آلاف كيلومتر مربع، ويتم الولوج إليها عبر أطباق هوائية ذات قطر لا يتجاوز قياسه ثلاثة أمتار. وأفادت الوكالة أن الترخيص الثاني يتعلق بتقنية "GMPCs" (أنظمة الأقمار الصناعية العالمية للاتصالات الشخصية المتنقلة)، والتي تمكن من إيصال الإنترنت إلى المستهلك مباشرة، دون الحاجة إلى محطات. ويتم الولوج إلى هذه التقنية عبر مطارف محمولة ثابتة أو متنقلة، بسهولة، ويمكن نطاقها أن يكون عريضا أو ضيقاً. وفي سياق متصل، يراهن المغرب على تعميم الإنترنت بالصبيب العالي، عبر الأقمار الصناعية، إذ شرعت شركة مغربية متخصصة في تزويد أكثر من ألف مدرسة بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية. وقال أنس الزموري، مدير عام شركة "نورتيس" المتخصصة في الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، إن هناك مشاريع دخلت حيز التنفيذ على هذا الصعيد. وأضاف الزموري في تصريح ل"مدرسة الحياة"، أن المرحلة المقبلة ستشمل حوالي 4000 مدرسة في المناطق النائية والمعزولة، بعد توقيع شراكة مع وزارة التربية الوطنية المغربية. وأوضح الزموري أن المغرب يستعد لربط مناطق عدة يصعب ربطها عبر الإنترنت السلكي، بالإنترنت الفضائي. تنافس لتسويق الإنترنت الفضائي قال رئيس مجموعة "كوانتس" الإسبانية" أكيلينو أنتونا إن أكثر من ثلاثة مليارات من سكان الكرة الأرضية غير مرتبطين بالإنترنت. وأكد أكيلينو في تصريح ل "مدرسة الحياة"، أن الربط عبر الأقمار الصناعية يعد الحل الأنجع والفعال لربط أغلب سكان العالم بالإنترنت. وأضاف أن مجموعات عالمية شرعت في تزويد طائرات المسافرين بهذه التقنية لربطها بالإنترنت، وتتنافس لتسويق الأنترنت الفضائي. يشار إلى أن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية يعد من أكثر التقنيات فعالية، خاصة في المناطق التي يصعب تجهيزها بالأسلاك، أو تقنيات الجيل الثالث والرابع. ودخلت مجموعات عالمية في سباق محموم فيما بينها في هذا الميدان، إذ رصدت مجموعات على غرار "أو 3 بي" و"وان ويب" و"غوغل" مليارات الدولارت لتأمين الإنترنت الفضائي، وتسويقه عالمياً.