من علي صوافطة القدس 2 ديسمبر كانون الأول (رويترز) - يروي الفنان التشكيلي الفلسطيني طالب دويك تاريخ وماضي وحاضر ومستقبل مدينة القدس عبر 36 لوحة فنية عرضها مساء اليوم الاربعاء في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس. وقال دويك لرويترز خلال افتتاح معرضه(شبابيك) "نحن هنا نعيش في سجن.. يحيط بنا الجدار والحواجز من كل مكان والشباك نافذة للحرية فيكاد القمر او الشمس لا يغيبان عن اي لوحة من لوحاتي التي تتحدث عن كل شيء في القدس." واضاف فيما كان يقدم شرحا لجمهوره حول لوحات تتمتع بألوان مضيئة " القدس بالنسبة لي ليست مجرد شعار بل هي رسالة قوية من كل سنتميتر فيها يمكن رسم لوحة فنية." ويتنقل زائر المعرض بين لوحات فنية تجسد روح الحياة في المدينة بحزنها وفرحها فتراها في لوحات مضيئة تشع منها الحياة في اخرى تبدو حزينة ولكن يجمهعا ان الجميع ينظر اليها او يسير نحوها. واوضح دويك انه لم يرسم ابدا لوحة يبدو فيها الناس يغادرون القدس بل هم دائما نحوها حتى عندما حاصرها الجدار تلتقي الايدي فوق الجدار وفي لوحة اخرى يتشقق الجدار لبيدأ الناس بالدخول من هذه الشقوق والسير نحو القدس التي تظهر بلدتها القديمة وما تحتضنه من اماكن مقدسة وبيوت قديمة. ويستخدم دويك في رسم لوحاته متعددة منها الاكليريك والسيلكون والزجاج الذي يلونه باشكال تتناسب مع طبيعة اللوحة. ويرى دويك "انه بالرغم من الحصار والقهر الذي يعيشه سكان المدينة الا ان الايمان بالسلام لا يغيب عن معرضه" فتظهر في احدى اللوحات سيدة حامل بحمامة بيضاء ترمز الى السلام والى جانبها لوحة اخرى لسيدة اتخذت من صورة القدس تاجا لها وتحمل في يدها سنابل القمح. وتمنع اسرائيل الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع عزة الدخول الى مدينة القدس التي احاطتها بجدار وجعلت العبور اليها يتم عبر بوابات محصنة الا بموجب تصاريخ خاصة عادة ما تكون محدودة اما للوصول الى مشافي المدينة لتقلي العلاج او مرجعة بعض قنصليات الدول الاجنية للحصول على تاشيرات سفر اليها. وكتب الناقد والفنان التشكيلي الاردني محمد ابو زريق في تقديمه للمعرض "تتضافر الحرفية والابداع في لوحات طالب دويك وهذا واضح في الوان الزجاج البارد الذي يستخدمه الحرفيين ولكن باسلوب ابداعي استطاع تطويعها فنيا يسندها فهم لشروط اللوحة التي تميل الى للغنائية احينا والى الرمزية احيانا اخرى." ويضيف "لقد تاثر طالب دويك كفنان مقدسي بهذه الروحانية التي تشع من زهرة المادئن فرسم ووثق واستوحى أزقتها وشوارعها القديمة علاوة على قبتها واقصاها وكنائسها ومعالمها التاريخية.." ويأتي معرض (شبابيك)في اطار احتفالات الفلسطينيين (بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009) والتي خصص لها الفنان لوحة حملت ذات الاسم تظهر فيها المدينة المقدسة بكل معالمها علما ان اسرائيل الغت العديد من الفعاليات الثقافية خلال العام الجاري بحجة انها تقام بدعم ورعاية من السلطة الفلسطينية. وقال رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية في كلمة في افتتاح المعرض " ما نراه في هذا المعرض المتميز الذي يقام بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 ونحن بالمناسبة ندعو ان تكون القدس عاصمة الثقافة العربية الى الابد كما هي عاصمة الدولة الفلسطينية لوحات تعبر عن المدينة بكل ما فيها." وتظهر لوحة فنية رسمة لفتاة تعزف على العود وامامها رسم للمدينة المقدسة وقال دويك عنها "هذا لحن حزين على ما يجري في القدس." واضاف "في هذا المعرض الذي سينقل بعد اسبوع الى رام الله ثم الى بيت لحم وبعد ذلك الاردن بالامكان الوقوف والتامل لقراءة حكايات ترويها هذه اللوحات عن سكان القدس وزوارها واماكنها المقدسة وما تعانيه من حصار. ع ص - س ح (سيس)