اغتيل المعارض الروسي بوريس نيمتسوف بالرصاص في وسط موسكو، ليل الجمعة السبت، في "جريمة وحشية" نفذها على الارجح "قاتل مأجور" كما اعلن الكرملين. ويأتي اغتيال نيمتسوف (55 عاماً) المعروف بمعارضته الشرسة للرئيس فلاديمير بوتين، وللتدخل العسكري الروسي في اوكرانيا، قبيل تظاهرة ضخمة تعتزم المعارضة تنظيمها في نهاية هذا الاسبوع. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية الروسية لوكالة "فرانس برس"، ان "رجلاً بحوزته اوراق ثبوتية باسم بوريس ييفيموفيتش نيمتسوف قتل في وسط موسكو"، رافضاً الادلاء بأي تفاصيل اخرى. من جهتها قالت الناطقة باسم وزارة الداخلية الروسية ايلينا اليكسييفا لقناة "روسيا 24"، التلفزيونية الحكومية، ان نيمتسوف كان يتنزه برفقة شابة على الجسر الكبير المحاذي للكرملين عندما "اطلق عليه مجهول النار فاصابه باربع رصاصات في ظهره ادت الى مقتله". ونقلت وكالة "ريا نوفوستي للانباء"، عن شرطة موسكو ان اغتيال نيمتسوف تم على مرأى من العديد من شهود العيان. كما نقلت الوكالة نفسها عن المعارض ايليا لاشين، المقرب من نيمتسوف، قوله "امامي ارى جثة بوريس. هناك الكثير من رجال الشرطة حولنا". وبثت "روسيا 24" صوراً لجثة نيمتسوف ممدة على الجسر. وبحسب مراسلة وكالة "فرانس برس"، فقد بدت واضحة قرب الجثة بقع دماء. ونيمتسوف شغل لمدة عام ونصف منصب النائب الاول لرئيس الوزراء في عهد الرئيس الاسبق بوريس يلتسين، في نهاية تسعينيات القرن الماضي. وبعد وصول بوتين الى السلطة تحوّل الى احد اشرس معارضي الكرملين. وبحسب التحقيقات الاولية فإن مسلحاً مجهولاً كان على متن سيارة اطلق حوالي سبع او ثماني رصاصات على نيمتسوف. ودان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اغتيال نيمتسوف، واصفاً مقتله بانه "جريمة وحشية تحمل بصمات قاتل مأجور". وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان "بوتين صرح بأن هذا الاغتيال الوحشي يحمل بصمات عملية قتل مأجورة"، مشيراً الى ان الرئيس يعتبر الجريمة استفزازية، وقد أمر لجنة التحقيقات في وزارة الداخلية وجهاز الامن الفدرالي (وكالة الاستخبارات الروسية) بالتحقيق في هذه الجريمة. وفي واشنطن، دان الرئيس الأميركي باراك اوباما اغتيال المعارض الروسي، واصفاً مقتله ب"الجريمة الوحشية" ومطالباً الحكومة الروسية بفتح "تحقيق نزيه وشفاف" في الواقعة. وقال مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض في تغريدة على "تويتر": "ندعو الحكومة الروسية لاجراء تحقيق فوري وشفاف ونزيه وضمان ان يساق امام العدالة المسؤولون" عن اغتيال المعارض الروسي. وفي بيان اصدره البيت الابيض قال اوباما انه يطالب الحكومة الروسية بكشف "ملابسات مقتل بوريس نيمتسوف"، وبضمان مثول مرتكبي "هذه الجريمة الشنيعة امام القضاء". ووصف الرئيس الاميركي المعارض الراحل بأنه كان "يدافع بلا كلل عن بلاده، ويناضل في سبيل حقوق جميع مواطنيه". واضاف اوباما "انا معجب بالمعركة الشجاعة التي خاضها نيمتسوف ضد الفساد في روسيا، وانا ممتن له على مشاركتي آراءه الصريحة عندما التقينا في موسكو في 2009".