على رغم أزمة سوق الأسهم السعودية التي بدأت في شباط (فبراير) 2006، والأزمة المالية العالمية التي ضربت كبرى الاقتصادات العالمية، إلا أن نشاط إدارة وبيع وتأجير اليخوت والقوارب والدبابات البحرية في السعودية سار عكس ذلكوسجل نمواً بلغت نسبته 20 في المئة منذ بداية أزمة سوق الأسهم السعودية، وذلك بحسب مختصين في هذا المجال تحدثوا ل«الحياة». وأوضح هؤلاء أن 80 في المئة من اليخوت في السعودية مملوكة من جانب سعوديين وأجانب، في حين أن ال20 في المئة المتبقية من اليخوت تكون للتأجير، مشيرين إلى أن عدد القطع البحرية يبلغ 18 ألفاً مسجلة في حرس الحدود ما بين امتلاك وتأجير في جدة. وأعربوا عن اعتقادهم بأن السوق مرشحة لمزيد من النمو في حال القضاء على المعوقات التي تواجهها، ومنها عدم توافر المراسي الكافية لاستقبالها، وارتفاع أسعار قطع الغيار والصيانة، إذ تبلغ قيمة الصيانة السنوية بين 40 و50 ألف ريال. ورأى المدير العام لمرسى البحر الأحمر بن يامين غرباوي أن «امتلاك السعوديين لليخوت بهدف الترف والتباهي زاد بنحو 20 في المئة منذ أزمة الأسهم، ويبلغ عدد اليخوت الخاصة الموجودة لدينا في المرسى 350 يختاً من مختلف المقاسات، ونحن نقوم بصيانة اليخوت الخاصة والمعروضة للإيجار، لأننا متخصصون في كل أنواع المحركات، باستثناء اليخوت الكبيرة التي يجب أن تعود للشركة المصنعة له». وقال: «إن كلفة الصيانة السنوية تتوقف على حجم اليخت، وتتراوح بين 40 و50 ألف ريال، وكلما تراجع استخدام اليخت قلّت عمليات صيانته، كما أنه إذا توقف عن العمل فإنه يحتاج إلى صيانة أكثر لأن المياه المالحة والحر يؤثران فيه». وعن إيجار المرسى، قال: «إن إيجار المرسى يكون بالمتر، ويتفاوت السعر بحسب حجم اليخت ومكانه داخل المرسى، ويبدأ المتر من 1300 ريال ويصل إلى 3500 ريال في العام، ونوفّر له الماء والكهرباء والموقف فقط». وأضاف غرباوي أن «المرسى اشترى 46 يختاً للغوص بغرض التأجير بسعر 1.6 مليون ريال، ونحتاج إلى سنوات ثم نقوم بعدها بجني الأرباح». وحول مواسم تأجير اليخوت والدبابات البحرية، أوضح غرباوي أنها تكثر في الإجازات ومواسم العيد ونهاية الأسبوع، واليخوت المتوافرة في المرسى للإيجار تصل إلى خمسة يخوت متنوعة الاستخدامات، واليخوت الخاصة التي تسافر إلى القاهرة خلال العام لا تتعدى خمسة فقط». وتختلف أسعار الإيجار بحسب الساعات والحجم والغرض من الإيجار، فسعر الإيجار في النزهة يختلف عن الغوص أو الصيد، وتبدأ الأسعار من 500 ريال للساعة الواحدة. وأشار إلى أنه يتم شراء اليخوت من أميركا وأوروبا، وأسعار اليخوت الأميركية أقل من الأوروبية، وتتراوح الأسعار بين مليونين وستة ملايين، وذلك بحسب حجم اليخت والإضافات الموجودة بداخله. من جهته، قال نائب رئيس شركة طوائف الخور والدبابات البحرية في جدة إبراهيم رسلان: «إن الطلب على تأجير اليخوت يزداد في المواسم والأعياد والإجازات، وصيانة اليخوت تختلف بحسب الحجم ونوع المحرك، والمحركات في الغالبية لها وكالات خلال فترة الضمان». وبيّن أن المحركات المستخدمة تكون لها ورش خارجية داخل نطاق أبحر، وكلفة الصيانة مرتفعة وكذلك قطع الغيار، فكلفة المحرك قوة 150 حصاناً تصل إلى 35 ألف ريال، والصيانة الدورية للمحركات الخارجية تكون غير مكلفة. وأشار رسلان إلى أن أكبر الدول التي يتم استيراد القوارب منها هي كندا وأميركا وتركيا وإيطاليا ومنطقة الخليج، واليخوت التي يتم شراؤها من الخليج تكون مستخدمة أو تصنع في المنطقة الشرقية، وأسعارها تكون بحسب حجمها، فاليخوت التي لا تحتوي على تجهيزات داخلية يتراوح سعرها بين 17 و50 ألف ريال، أما المستوردة من كندا فيصل سعرها إلى 600 ألف ريال. وتطرق رسلان إلى المشكلات التي يعاني منها مالكو اليخوت، وقال إن منها عدم توافر المراسي الكافية لاستقبالها، وارتفاع أسعار قطع الغيار، والإجراءات القانونية لتنظيمها. وأوضح أن 80 في المئة من اليخوت في السعودية مملوكة من جانب سعوديين وأجانب، في حين أن ال20 في المئة المتبقية من اليخوت تكون للتأجير، موضحاً أن عدد القطع البحرية يبلغ 18 ألفاً مسجلة في حرس الحدود. أما مدير أحد مكاتب شركة فريتي غروب الإيطالية لليخوت بيير كساب فقال: «خلال مشاركتنا في معرض اليخوت في جدة وجدنا إقبالاً كبيراً على شراء اليخوت في السعودية مقارنة بالدول العربية، والسعوديون يفضلون امتلاك اليخوت وقوارب التنزه والصيد». وأضاف: «اتضح لنا أن غالبية محبي تملك اليخوت متخوفون من كيفية صيانتها، ووجدنا أن أكثر اليخوت التي يمتلكها السعوديون تكون مخصصة للصيد، وأرى أنهم سيتحولون إلى امتلاك اليخوت للتنقل والتنزه بها». ولفت إلى أن الشركة عرضت خلال المعرض يختاً يبلغ سعره 43 مليون ريال، ويتميز بسرعته وفخامته، أما يخوت الصيد فتتراوح أسعارها بين 2 و12 مليون ريال، ويتوقف السعر على حجم اليخت والخدمات المتوافرة فيه، وتصل صيانته طوال العام إلى 75 ألف دولار، ويتم تصنيع اليخوت في إيطاليا. ونوه كساب إلى أنه «سيتم افتتاح مكتب متخصص للشركة في السعودية خلال الشهرين المقبلين، وسنحضر يخوتاً أكبر بسبب الإقبال والطلب الكبير والمتزايد من السعوديين».