تمتلك جزر فرسان كنوزاً نادرة على رأسها الشواطئ البحرية النقية عبر أرخبيل من 263 جزيرة بكر، تستقبل ضيوفها بظلال أشجار المنجروف، وآثار تضرب في عمق التاريخ من حصون وكتابات، إضافة إلى برامج واحتفالات موسمية يتناقلها الأهالي جيلاً بعد آخر عبر رقصة الدانة. ويشتهر سكانها بتجفيف الأسماك وصنع شباك الصيد. كما تبرز فيها قرية الحاجي التي تشكل عامل جذب بما تضمه من أعداد كبيرة من الغزلان. فرسان حظيت باهتمام من الهيئة العامة للسياحة والآثار لجعلها جزيرة سياحية من الدرجة الأولى. وأكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العام ل«الهيئة» الأمير سلطان بن سلمان في وقت سابق أن العمل يُجرى على إنشاء مهبط طيران وتوفير الخدمات السياحية كافة، مشيراً إلى أن مشاريع سياحية رائدة في المنطقة كمشروع التنمية السياحية بجزيرة فرسان بقيمة 6 بلايين ريال، لتوفير أكثر من 50 ألف فرصة عمل، إضافة إلى متنزهات ومشاريع تراثية ومهرجانات ومطار ومرافئ. وأضاف أنه تم تنفيذ المكرمة الملكية بتوفير عبارتين للنقل البحري تبلغ طاقتهما السنوية مليون مسافر و80 ألف سيارة وشاحنة، وتتيح كل سفينة نقل 650 راكباً و50 سيارة صغيرة و17 سيارة نقل حمولة 7 أطنان، كما ستقطع المسافة في 40 دقيقة. واعتُمد منزلان أثريان مركزين ثقافيين، الأول لتاجر اللؤلؤ أحمد منور رفاعي الذي يعد تحفة حقيقية في مجال الفن المعماري، الذي يتميز بارتفاعه إلى سبعة أمتار، وجدرانه المغطاة بزخارف هندسية رائعة، وكتبت على واجهة مجلسه آيات قرآنية، والثاني لحسين بن يحيى رفاعي يتكون من بوابة رئيسية كبيرة مليئة بالنقوش والزخارف الفريدة المأخوذة من الفن الإسلامي، ومجلس استقبال يحوي كثيراً من فنون الخط العربي والنقوش الجميلة، إضافة إلى مسجد النجدي الشهير الذي يتوسط الجزيرة ويعود تاريخه إلى ما يقارب القرن، ويتكون من 12 قبة مزخرفة بزخارف جصية ملونة وغائرة، وفيه ملحق صغير للنساء. «الآثار العثمانية» تقع في شمال الجزيرة القلعة العثمانية وهي إحدى المباني الأثرية التي تطل على عموم البلدة، وبنيت من الحجارة والجص وسقفها مصنوع من جريد النخيل الموضوع على أعمدة من حديد، إضافة إلى عدد من المباني الدائرية أو المستطيلة التي تقع جنوب فرسان (بالعرضي) كان الجنود العثمانيون اتخذوها ثكنات عسكرية. كما أن هناك آثار منطقتي غرين وبالقريا التي تتميز بالحجارة الضخمة والأسرة المصنوعة منها، وبقايا غرف لا يزيد الضلع الواحد من أضلاعها عن حجرين منحوتين بشكل هندسي، أعاد تاريخها بعض الخبراء التابعين لقسم الآثار بوزارة المعارف إلى عصور ما قبل الإسلام. ويذكر محمد سهيل (أحد ساكني قرية صير التي تبعد 45 كلم عن فرسان) أن أبرز ما يميز قريته وجود الغزلان التي يستمتع بها الزوار. ويقول: «الجزيرة تشهد إقبالاً متزايداً من السياح حالياً، على رغم ارتفاع حرارة الصيف، للاستمتاع بالمناظر الخلابة والشواطئ الساحرة في «هاواي» السعودية، بحسب تعبيره.