يعتبر أنصار نادي الاتحاد لاعبهم السابق حمزة إدريس فأل خير على فريقهم الكروي، فبعد انتقاله من المدينةالمنورة، وتحديداً من نادي أحد للعب في صفوف نادي الاتحاد عام 1997، عندها ثارت الشكوك حول قدرته على قيادة هجوم «العميد» الباحث في تلك الفترة عن قناص يستطيع إيجاد حل لمعضلة الهجوم المزمنة، وجاءت بدايته غير مشجعة للاتحاديين، إذ عاودته الإصابة من جديد، وحينها قال رئيس النادي في ذلك الوقت طلعت لامي: «التعاقد مع حمزة إدريس مقلب شربه الاتحاديون»، لكن «البرق» أبى إلا أن يضع اسمه ضمن الأسماء الخالدة في أروقة «العميد» بالإصرار والجدية في التدريبات التي عكف عليها، من اجل أن يثبت وجوده، ويؤكد أنه صفقة ناجحة ومكسب للاتحاد، ويغيّر قناعات الاتحاديين حول انتقاله وإسهامه بشكل كبير في بروزه، وقيادته لخط الهجوم وإحراز البطولات، على رغم أنه جاء للاتحاد وهو لاعب مميز في ناديه السابق، إذ استطاع أن يحظى بدعم وثقة المدرب البرازيلي كندينيو، إبان إشرافه على المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 94 في قطر، ليكون ضمن الأسماء المهمة بجانب ماجد عبدالله، وكذلك اعتماد المدرب الأرجنتيني خورخي سولاري مدرب «الأخضر» في نهائيات كأس العالم في أميركا، إلا أن بروزه جاء في الموسم الثاني مع فريقه، حين نجح الجهاز الطبي في إعادة تأهيله ليعود إلى نجوميته. «البرق» كما يحلو تسميته من أنصار ناديه كان سمة فارقة في صنع الإنجازات الاتحادية في السنوات العشر الأخيرة، ولن ينسى الاتحاديون حمزة الذي جلب لهم العديد من البطولات التي تجاوزت 12 بطولة، أبرزها بطولتان آسيويتان، وثالث هدافي العالم برصيد 33 هدفاً في عام 2000. ولم يترك الاتحاديون حمزة الذي قرر الاعتزال قبل موسمين، إذ قررت إدارة جمال أبو عمارة الاستفادة من خبرته الطويلة في الملاعب لاكتشاف مواهب جديدة وصقلها مع عمله كمساعد للجهاز الفني، كونه قريباً من لاعبي الفريق ومعرفته بنفسياتهم، لاسيما أنه رافع للمعنويات من طراز فريد يشهد له في ذلك أفراد الفريق، وظهر ذلك جلياً في دوري العام الماضي ودوري أبطال آسيا الحالي، فضلاً عن تجانس المجموعة الحالية، على رغم دخول عناصر شابة لم يفقد الفريق هويته وتجانسه وحماسة لاعبيه المعروفة. ووصف حمزة إدريس تجربته مع الاتحاد بأنها ثرية، وتحتاج لمجلدات لكي يكتبها «الاتحاد كان له الدور الأبرز في صقل موهبتي، من خلال الإمكانات الكبيرة التي تتوافر فيه، وتعاقب أفضل المدربين الذين استفدت منهم كثيراً، وأسهموا في تدريبي بشكل جيد، ما جعلني أبرز كهداف، إلى جانب الدور الكبير الذي قام به نجوم الاتحاد وتعاونهم التام معي». وأضاف: «تفوق الاتحاد على الصعيد الآسيوي ليس بغريب، كون الفريق يحظى بدعم كبير من أعضاء الشرف في النادي، وبذلهم الغالي والنفيس وحسن اختيار المحترفين، ووصول الاتحاد لنهائي كأس العالم للأندية في اليابان، حدث تاريخي لي شخصياً مع الاتحاد، والحمد لله تحققت الأمنية بوصولنا إلى النهائي وحصولنا على إشادات كبار النقاد الرياضيين في العالم بعد مستويات مميزة قدمها الفريق في ذلك المحفل العالمي، وأتمنى العودة من جديد للوصول مرة أخرى مع الفريق بعد تخطي فريق بوهانغ الكوري إلى منصات الذهب، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم للأندية في أبو ظبي، وأنا مدير للفريق بعد أن تحقق لي ذلك وأنا لاعب». وأشاد حمزة بقدرة نجوم فريقه على تحقيق اللقب الآسيوي، وذلك بفضل الإعداد الجيد الذي كان عليه لاعبو الفريق خلال هذا الموسم، بدءاً من معسكر إسبانيا، واستكمالاً للبرنامج الإعدادي في جدة، وقال: «أعتقد أن ذلك ساعد الفريق كثيراً في الوصول إلى المباراة النهائية المقررة السبت المقبل، والتي بلا شك ستكون مهمة وشاقة، فهي اللقاء الختامي ونحن في الفريق جاهزون لهذا اللقاء إن شاء الله، لاسيما أن لاعبي الفريق يدركون أهمية هذه المرحلة، ونعد كل الرياضيين في السعودية بأننا سنقدم كل ما لدينا، من أجل حصد إنجاز جديد للكرة السعودية».