رداً على الموضوع المنشور في «الحياة»، العدد «16998»، بتاريخ الأحد 29 - 10 - 1430ه (18تشرين الأول/ أكتوبر2009) لعضو الجمعية الخليجية للإعاقة نذير الزاير، تحت عنوان «برامج الإعلام التلفزيوني والنظرة نحو ذوي الإعاقات». لقد لامس الكاتب بقلمه موضوعاً اجتماعياً مهماً بالنسبة لدينا في مجال توعية المجتمع بمجالات الإعاقة، إذ سرد آراء لعُلماء النفس نحو أثر الإعلام في الدور التربوي والسلوكي لدى الأطفال، مدعّماً ذلك بدراسة علمية قام بها فريق عمل من جامعة أوكلانده بنيوزلندا، وَختم مقالته بالاستفهام وَالتعجّب الذي نُلاحظه حقيقةً نحو ما يُقدّمه واقع إعلامنا للمجتمع نحو ذوي الإعاقة، إذ بقلمي المتواضع إنّما هو من باب استكمال الفكرة وَتدعيم لمحاور الموضوع بأمثلة حقيقية وَنماذج واقعية محلّية أراها أنها لا تخفى على الجميع. بدايةً... يُعتبر الإعلام الايجابي بمثابة الجسر الذي ينقل الأفكار وَالآراء التي تسهم في تثقيف المجتمع وتغيير اتجاهاته السلبية على الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية كافة وغيرها، ولعل من أبرز المشكلات التي نواجهها في إعلامنا هي عدم القدرة على إيصال القيم الايجابية للرسالة الإعلامية للمتلقي دون أن يصاحبها أي انتقال لرسائل سلبية أخرى تكون غير مقصودة في الغالب. ومن القضايا الجديرة بالاهتمام قضية تقبل المجتمع للإعاقة ودور الإعلام تجاهها، فالإعلام في قضية الإعاقة والمجتمع يكاد يكون الوسيلة الوحيدة التي تملك القدرة على تيسير تقبل ذوي الإعاقة لإعاقتهم، وتقبل المجتمع لهم فهو يساعد بشكل كبير على تقبل فكرة الدمج التي نكاد نقول إنها فشلت محلياً بينما نالت نجاحاً في غير بلادنا! لقد رفض المجتمع الفكرة بعد أن لاحظ استهزاء العاديين بذوي الإعاقة، وَرفضت لأسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها، ولكن كان بالإمكان أحسن مما كان لو صاحب تطبيق تلك الفكرة وقفة مسؤولة وواعية من وسائل الإعلام. وبهذا الشأن أكدت دراسة علمية ميدانية منشورة في صحيفة «الرياض» في عددها رقم «13224» على أن «التلفزيون هو الوسيلة الإعلامية التي تحتل المرتبة الأولى لدى ذوي الاحتياجات الخاصة في القدرة على التأثير الايجابي لتغير اتجاهات المجتمع نحوهم». وفي الوقت الذي ننتظر فيه من إعلامنا أن يقدّم ثقافة تقبل ذوي الإعاقة وَطرق التعامل السوية معهم في هذا المجتمع الذي لا يزال يرفض الإعاقة ويرفض تقبلها بشكل سوي، نجِد في إعلامنا العربي أسوة سيئة، فمثل هذه المشاهد التي تعرض أمام الملايين من المشاهدين خطرة وَشنيعة، فالاستهزاء هنا يُعد استهزاءً بذوي الإعاقة، وكذلك استهزاء بذويهم ومجتمعهم، وهذا لا يخدم البتة موضوع التوعية في التربية الخاصة، فتقديم مثل هذه المشاهد غير الناضجة، سينتج عنها عواقب وخيمة على الصغار والكبار فهي توصل رسالتها بشكل غير مباشر فتحثهم على استغلال إعاقات الآخرين والاستهزاء بهم، وهذا شيء ترفضه الإنسانية وَيرفضه المجتمع المتحضِّر. قسم التربية الخاصة بجامعة الطائف المدير العام لموقع مجلّة «احتياجات خاصة»