عشية محادثات في إسطنبول اليوم، بين إيران والترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، حذرت طهران من أن لصبرها «حدوداً» في المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، مؤكدة أنها لن تقبل باتفاق «بأي ثمن». وأبلغت مصادر «الحياة» أن هناك مؤشرات إلى «تغيير» في موقفَي باريس وبرلين في شأن المفاوضات. ودافع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن نزهة أجراها في شوارع جنيف مع نظيره الأميركي جون كيري، بعد انتقادات وجّهها أصوليون اعتبروا الأمر تجاوزاً لأعراف النظام وقيمه، علماً أن مؤيدين لحكومة الرئيس حسن روحاني ذكّروا بنزهة أجراها قبل سنوات، السكرتير السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي مع وليم بيرنز، مساعد وزير الخارجية الأميركي، على هامش المفاوضات «النووية». وقال ظريف إن التنزّه مع مسؤولين أميركيين خلال المفاوضات «ليس جديداً»، متسائلاً: «إلى أي مدى يمكن المرء أن يتحمّل الضغط؟»، وأعرب عن «احترامه» منتقديه ووسائل الإعلام والنواب، مذكراً إياهم بوجوب «ألا تمسّ انتقاداتهم المصالح الوطنية»، وزاد: «عليهم أن يدركوا أن المفاوضات شاقة جداً، وأن الوفد الإيراني يجري مفاوضات في ظروف صعبة جداً». وسأل: «كيف تتوقّعون من المفاوضين المضيّ في مفاوضات تشمل تبادلاً للأفكار عندما يتعرّضون لانتقادات ظالمة وغير منطقية؟»، ولفت إلى أن المتطرفين الداعين إلى مواجهة مع الغرب، «أحرجوا المفاوضين» الإيرانيين بانتقاداتهم. وأعلنت الخارجية الإيرانية والاتحاد الأوروبي أن إيرانوفرنسا وبريطانيا وألمانيا ستجري محادثات في إسطنبول اليوم، على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، في جلسة تحضرها هيلغا شميد، مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني. وأشار الاتحاد إلى أن الاجتماع يُبرز «التزام» الدول الثلاث والاتحاد «تحقيق تقدّم في أسرع وقت»، من أجل «التوصل إلى تسوية ديبلوماسية للملف النووي الإيراني». وقالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، إن «الإطار العام (للاتفاق) حُدِّد، ويناقش الطرفان الآن التفاصيل، وعليهما المشاركة بمزيد من حسن النية»، مضيفة: «على رغم أن المفاوضات معقدة وصعبة وحساسة جداً، قُلِّصت الخلافات قليلاً، لكننا ما زالنا نحتاج إلى الحوار والتفاوض». وأكدت أن طهران «تريد إبرام اتفاق سريعاً، ولكن ليس بأي ثمن». أما ظريف، فكرّر أن إبرام اتفاق «ممكن إذا توافرت إرادة سياسية وواقعية لدى الطرف الآخر»، مستبعداً تمديد المفاوضات مجدداً. وتابع: «على الغرب الإسراع في توقيع اتفاق، لأن الفرصة الزمنية محدودة ولصبر إيران حدود». وأبلغت مصادر في طهران «الحياة»، أن الإيرانيين تلقّوا «مؤشرات إلى تغيير في الموقفين الفرنسي والألماني في شأن المفاوضات»، لافتة إلى أن هذا الأمر شجّع ظريف على زيارة باريس بعد أحداث صحيفة «شارلي إيبدو»، على رغم معارضة أوساط إيرانية متشددة، وعلى إجراء محادثات في إسطنبول مع الترويكا الأوروبية، لوضعها في صورة المفاوضات التي أجرتها طهران مع واشنطن. إلى ذلك، أعدّ حوالى 80 نائباً إيرانياً مشروع قانون لإلغاء اتفاق جنيف الذي أبرمته طهران مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) عام 2013، إذا شدد الكونغرس الأميركي العقوبات على إيران. في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزيرَي الطاقة ألكسندر نوفاك والخارجية سيرغي لافروف، ناقشوا في موسكو مع مبعوث لروحاني، العلاقات الثنائية ومسائل إقليمية ودولية.