أجرت إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في فيينا أمس، جولة محادثات أعلن الاتحاد الأوروبي أنها تطرقت إلى «تفاصيل جوهرية»، فيما خفّضت طهران سقف التوقعات، مشيرة إلى أن المفاوضات اقتصرت على «تبادل أفكار». والجولة هي الثانية من سلسلة اجتماعات مقرّرة بين الجانبين، هدفها إبرام اتفاق نهائي بحلول تموز (يوليو) المقبل، بعدما أبرمت إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اتفاقاً تمهيدياً في جنيف. وعشية جولة المحادثات أمس، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف «ألغى» مساء الإثنين عشاء عمل مقرراً مع نظيرته الأوروبية كاثرين آشتون، «احتجاجاً» على اجتماع «غير منسّق» مع السلطات الإيرانية، أجرته مع ناشطات خلال زيارتها طهران أخيراً. وأكد مايكل مان، الناطق باسم آشتون، أنها وظريف لم يلتقيا اعلى عشاء عمل، مستدركاً أن الجانبين اجتمعا في طهران أخيراً، وأن «لا حاجة» إلى لقائهما الإثنين. ودافع عن اجتماعها مع «ممثلين عن المجتمع المدني، خصوصا النساء»، في أي بلد، معتبراً الأمر «طبيعياً». وأعلن مان أن ظريف وآشتون أجريا أمس اجتماعاً «بنّاءً»، قادا بعده جولة محادثات بين إيران والدول الست، تبعتها جولة ثانية قادها عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني، ونظيرته الأوروبية هيلغا شميد. وقبل بدء المحادثات، قال ظريف إنها ستكون «مجرد تبادل أفكار»، لكن مان ذكر أنها ركّزت على «تفاصيل جوهرية» للعمل التمهيدي الذي أعدّه خبراء من الجانبين. وكان الوزير قال لدى وصوله إلى فيينا إن المفاوضات ستركّز على «تخصيب اليورانيوم ومفاعل آراك والتعاون الدولي في التكنولوجيا النووية السلمية ورفع العقوبات عن إيران»، معرباً عن أمله ب «إعداد مسوّدة اتفاق شامل». ونسبت وكالة «رويترز» إلى مسؤول إيراني بارز قوله إن مرشد الجمهورية علي خامنئي منح الوفد المفاوض «تفويضاً مفتوحاً» لمنح الغرب ضمانات تؤكد الطابع السلمي للبرنامج النووي. واستدرك: «لكن الخط الأحمر هو إغلاق أي موقع نووي ووقف التخصيب. المحادثات تزداد صعوبة، لأن المتشددين في إيران يراقبون أي نتائج من كثب». وعشية وصوله إلى فيينا، تطرّق ظريف إلى انتقادات يتعرّض لها الوفد المفاوض في طهران، إذ كتب على موقع «فايسبوك» أن ثمة من يشيع «أكاذيب وافتراءات وحتى عبارات منسوبة إليّ هي مغلوطة وبلا أساس وتتعارض مع أسلوبي في الكلام». وأضاف: «من أجل خير البلاد في هذا المنعطف المهم، سأبقى صامتاً وأطلب من الآخرين أن يفعلوا الأمر ذاته». وخيّم الخلاف بين روسيا والغرب حول أوكرانيا، على المحادثات في فيينا. لكن مايكل مان قال إن الأمر لم يفضِ إلى «أي أثر سلبي»، لافتاً إلى أن الدول الست ما زالت «موحدة» في تعاملها مع الملف النووي الإيراني. إلى ذلك، أعلن السفير الإيراني لدى الصين مهدي صفري، أن الرئيس حسن روحاني سيزور بكين «خلال شهرين»، مذكّراً بأنها «الشريك التجاري الأول» لطهران. وعشية جولة المحادثات في فيينا، نقلت صحيفة «هآرتس» عن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون قوله في محاضرة ألقاها في جامعة تل أبيب: «اعتقدنا بأن الولاياتالمتحدة يجب أن تقود الحملة على إيران، ولكنها أجرت مفاوضات معها، وعندما يتعلّق الأمر بالتفاوض في سوق فارسية، فإن الإيرانيين هم الأفضل. وعلينا التصرّف في هذه المسألة وكأننا لا نستطيع سوى الاعتماد على أنفسنا». ورأى أن الولاياتالمتحدة «أظهرت ضعفاً» في تعاملها مع مسائل دولية. وأكد مكتب يعلون إدلائه بهذا الكلام.