عشية لقاء عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني في جنيف، هيلغا شميد مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، اعتبرت طهران أن نتائج اتفاق جنيف الذي أبرمته مع الدول الست المعنية بملفها النووي، ستُحدث «زلزالاً سياسياً» في المنطقة. وأجرى عراقجي محادثات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي ريابكوف، تناولت لقاءه شميد لمناقشة آلية تطبيق الاتفاق. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن عراقجي وريابكوف «أكدا ضرورة الإسراع في تنفيذ الاتفاق». وأشار مجيد تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، إلى «قضية أو اثنتين عالقتين» في المفاوضات على مستوى خبراء بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، لافتاً إلى أنهما سيناقشان «على مستوى سياسي». وشدد على أن «هذه القضايا قابلة للحل، ولا شيء يمكنه إحداث مشكلة أساسية». واعتبر أن اتفاق جنيف «هزيمة للوبي الإسرائيلي» في الولاياتالمتحدة، وزاد خلال ندوة في طهران عنوانها «اتفاق جنيف؛ التأثيرات السياسية والإقليمية»: «الملف النووي لم يكن مهماً لإيران فقط، بل للعالم أجمع. وأشار إلى «طرح شعارات معادية» لطهران في المنطقة، لافتاً إلى أن «دولاً تُقرّ الآن بحاجتها إلى إيران لتسوية قضايا المنطقة». وأضاف: «هذا التغيير سيؤدي إلى زلزال سياسي في المنطقة، يكشف قدرة إيران». وتحدث مجيد تخت روانجي عن «تغيّر مناخ السياسة الخارجية» في إيران، بعد انتخابات الرئاسة الصيف الماضي. ورأى أن «رفع عقوبات في اتفاق جنيف هو بداية لتصدّع في جدارها»، معتبراً أن «مكاسب المفاوضات ستؤدي إلى الارتقاء بالمكانة الإقليمية لإيران والاعتراف بقدرتها في المنطقة والعالم». أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فأكد أن طهران «جدية جداً في مواصلة المسار على أساس» اتفاق جنيف، مضيفاً أنها «ترى أن دخول المرحلة اللاحقة الصعبة، أي الحوار وإبرام تسوية شاملة، ممكن في ظل الالتزام المتبادل باتفاق جنيف». وكتب على موقع «فايسبوك» أن «المفاوضات النووية متواصلة بجدية وإرادة سياسية قوية»، مذكّراً بأن المحادثات على مستوى خبراء بين إيران والدول الست «استغرقت عشرات الساعات، توصلت إلى نتائج إيجابية». وأشار إلى أن لقاء عراقجي وشميد «يأتي في سياق هذه الجهود». ولفت ظريف إلى «زيارات كثيرة لوفود أجنبية» إلى طهران، معتبراً أن «غالبية الدول تؤمن بأن لإيران دوراً لافتاً في المنطقة وخارجها، ولا يمكن تجاهل حضورها». وخلال لقائه في طهران وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو الذي يرأس «مجموعة الصداقة البريطانية – الإيرانية» في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، نبّه ظريف إلى «جدار من عدم الثقة بين إيران والغرب»، مشدداً على أن «بناء الثقة المتبادلة ضرورة للتوصل إلى تفاهم». وأشار إلى «خطأ انطباع أطراف أجنبيين حول تأثير العقوبات» على طهران، مؤكداً أنها «أثبتت أنها لن تتراجع أمام الضغوط».