أعلنت إيران أمس، أنها لم توافق بعد على تمديد مفاوضاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، مبرّرة فشل الجانبين في إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف، ب «خلافات» بين الدول الست. وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) نقلت عن ديبلوماسي إيراني قوله الثلثاء: «أستبعد أن تنتهي المفاوضات الأحد بإبرام اتفاق شامل، إذ ثمة حاجة لعودة وفود الدول الست إلى بلدانها لإجراء مشاورات». ورجّح «تمديد المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل». ونقلت وكالات أنباء عالمية عن ديبلوماسي غربي ترجيحه تمديد المفاوضات «أشهراً»، مستبعداً «إنجاز اتفاق بحلول الأحد». وأضاف: «لا يمكن أن نقول إن الأمور تمضي في الاتجاه الخاطئ، الأمور تسير عموماً في الاتجاه الصحيح، لكن في ما يتعلق بالموضوع الرئيس، وهو الأكثر صعوبة، ما زالت الخلافات بيننا واسعة جداً»، في إشارة إلى برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم. لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال أمس: «لم نوافق بعد على تمديد المفاوضات، والتي ستستمر في شكل جدّي». أما علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، فاعتبر أن امتناع وزيرَي خارجية روسيا والصين عن المشاركة في محادثات فيينا، إلى جانب نظرائهم من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، «يدلّ على أن ثمة خلافات بين الدول الست في شأن النشاطات النووية الإيرانية». وأضاف أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «تختلف في ما بينها في شأن الملف النووي الإيراني، ما عرقل مسار المفاوضات في فيينا». ورأى أن الوفد المفاوض الإيراني «يدافع بقوة عن حق طهران في استخدام النشاطات النووية لأغراض سلمية، ولديه خبرة واسعة في هذا الصدد». وعاد حسين فريدون، شقيق الرئيس الإيراني حسن روحاني، الق طهران أمس بعدما شارك في الاجتماع الثالث الذي عقده ظريف مع نظيره الأميركي جون كيري في فيينا، ما أكد أن مهمة فريدون كانت أبعد من التعرّف إلى طابع المفاوضات ونقلها لطهران، بل أراد توجيه رسالة من إيران للمفاوضين في العاصمة النمسوية، تتعلق بإمكان إيجاد حلول لمسائل عرقلت إبرام اتفاق. وقالت مصادر إن روحاني نقل الانطباعات التي حملها شقيقه، إلى المجلس الأعلى للأمن القومي لمناقشتها. والتقى ظريف أمس وليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية الأميركي، تلاه اجتماع بين الأخير وعباس عراقجي، نائب الوزير الإيراني. كما عقد الوفدان الإيراني والأميركي اجتماعاً بمشاركة هيلغا شميد، مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، لتقويم نتائج المفاوضات. وأصدر مجلس الشورى (البرلمان) بياناً حض الوفد الإيراني المفاوض على «الالتزام بالثوابت التي وضعتها القيادة» في طهران، وإنجاز «صوغ واضح لأي اتفاق، للحؤول دون تفسيرات مغايرة له». روحاني والقوات المسلحة في غضون ذلك، شدد روحاني على أن إيران «تعمل على إحلال السلام وتبديد التوتر في المنطقة»، مشيراً إلى أنها تعتقد بأن «تحقيق هذا الهدف ممكن من خلال امتلاكها قوات مسلحة قوية». وقال أمام قادة للقوات المسلحة الإيرانية: «ستستخدم الحكومة كل طاقاتها وإمكاناتها لتعزيز القوات المسلحة، وتدعو الأخيرة أيضاً إلى وضع يدها بيد الحكومة في الظروف الراهنة، للمساهمة في حلّ مشكلات الشعب». وتابع: «على العدو أن يخشى وحدتنا وإيماننا وتضحياتنا ومعداتنا وإمكانات قواتنا المسلحة. لو لم تكن لديكم قوة مسلحة قوية، لا معنى للسلام الذي سيُعتبر مذلّة، والعزة تتحقّق عندما نمتلك شعباً متأهباً ومتحداً ومضحياً وقوات مسلحة قوية، وفي هذه الحالة يمكن أن نتحدث مع الطرف الآخر من موقع قوة». ولفت إلى أن «الحكومة تريد أن تستحوذ القوات المسلحة على قلوب الشعب».