قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمة وجهها لمناسبة الذكرى الرابعة للثورة، إن دماء الشهداء «ستظل تدفعنا إلى الأمام». وأقر ب «سلبيات تحتاج وقتاً للتغلب عليها»، لكنه تعهد «تحقيق أهداف الثورة». ودعا المصريين إلى «ثورة على النفس، ومزيد من الحركة والعمل، ومزيد من الصبر». وكرر في كلمته التي ألقاها مساء أول من أمس نعيه العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائلاً ان «الإنسانية فقدت رجلاً مخلصاً أميناً، وفقد العرب رجل الحكمة والمواقف الشريفة». ويبدأ السيسي الخميس المقبل زيارته الأولى إلى إثيوبيا حيث يترأس وفد بلاده إلى اجتماعات القمة الأفريقية التي تستضيفها أديس أبابا، ويلتقي على هامشها رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين لمحادثات يتوقع أن يهيمن عليها ملف «سد النهضة» الذي تبنيه إثيوبيا على النيل وتخشى مصر تأثيره في أمنها المائي. ويتوقع أن يلتقي السيسي على هامش مشاركته في القمة التي تلتئم الجمعة المقبل في أديس أبابا، عدداً من القادة الأفارقة. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي أهمية المحادثات المرتقبة بين السيسي وديسالين «ليس فقط لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، بل كذلك لأن لقاءات القمة بين زعيمي البلدين الكبيرين تعطي طاقة أكبر للقارة الأفريقية وتمنحها الثقة في قدرة أبنائها على حل مشاكلها ومواجهة التحديات التي تواجه دولها وشعوبها». وأضاف في تصريحات أبرزتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن «الوقت حان لوضع الاتفاقات التي تم توقيعها بين الجانبين خلال اجتماع اللجنة المشتركة الأخير في أديس أبابا موضع التنفيذ من جانب الوزارات المعنية لتحقيق دفعة إيجابية نحو آفاق أرحب في علاقات البلدين». وأكد أنه «يتعين العمل على توسيع مجالات التعاون بين البلدين في إطار تنفيذ الاتفاقات الموقعة سواء في المجالات الاقتصادية أو التجارية أو الثقافية وعدم التركيز على ملف واحد هو ملف المياه». وأوضح أن «العلاقات بين البلدين حققت تطورات إيجابية ملموسة مقارنة بالأعوام الماضية في أعقاب لقاء السيسي وديسالين على هامش القمة الأفريقية السابقة في مالابو، إذ اتفقا خلاله على تذليل كل المشاكل التي تعتري العلاقات الثنائية». وكان السيسي عقد مساء أول من أمس اجتماعاً مغلقاً مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على هامش وجودهما في الرياض للعزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأوضح بيان رئاسي مصري أن اللقاء «تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، والتشاور في شأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية». وأشار إلى أنه عقب انتهاء اللقاء، «حرص الرئيس الفرنسي على التوجه بصحبة السيسي لتحية شيخ الأزهر أحمد الطيب، وأشاد هولاند بدور الأزهر الشريف كمنارة للإسلام، ودعا شيخ الأزهر إلى إيفاد مبعوثين للدراسة في فرنسا، كما دعا إلى إيفاد دعاة من الأزهر لنشر القيم السمحة للدين الإسلامي الحنيف». وفي كلمة وجهها إلى المصريين لمناسبة الذكرى الرابعة للثورة، قدّم السيسي «التعزية للشعبين السعودي والمصري والشعوب العربية والإسلامية ولكل شعوب العالم في رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز»، مؤكداً أنه برحيل الملك «فقدت الإنسانية رجلاً مخلصاً أميناً عظيماً، وفقد العرب والمسلمون رجل الحكمة والمواقف النبيلة الشريفة». وأعرب عن تمنياته «بالتوفيق بكل التقدير والحب للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو قادر بكل قوة على استكمال المسيرة إلى المستقبل الذي نتطلع إليه». ورأى أن الذكرى الرابعة للثورة «تمثل لنا جميعاً شعلة جديدة للأمل والتقدم والتحرك»، وأكد أن الثورة «كانت ثورة للتغير تحرك فيها المصريون ونجحوا في التغيير، وعندما أرادوا تصويب التغيير في 30 يونيو نجحوا أيضاً في التغيير»، مؤكداً أن «الشعب المصري دائماً إذا أراد شيئاً ينجح في تحقيقه». وقال: «كان لابد من أن نهنئ الشعب المصري ونهنئ أنفسنا بذكرى 25 يناير التي تدفعنا دائماً إلى التحرك بقوة»، داعياً إلى «التحرك بثورة من أجل تغيير أنفسنا، في العمل والمدرسة والمصنع. نحتاج إلى تحقيق أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، وإطلاق ثورة داخلية تدفعنا إلى التحرك الإيجابي في المجالات كافة حتى ننجح في تحقيق أهداف الثورة». وأقرّ بوجود «سلبيات تحتاج وقتاً للتغلب عليها»، وتوقع «تجاوز تلك السلبيات بإرادة العمل والتغيير التي يجب أن تتولد داخلنا»، داعياً المصريين إلى «مزيد من الحركة ومزيد من العمل ومزيد من الصبر». وتعهّد «تحقيق كل أهدفنا التي نتمناها لبلدنا ولشعبنا». وحيّا «كل شهداء مصر الذين سقطوا منذ 25 كانون الثاني (يناير) حتى الآن»، مؤكداً أن «سقوطهم كان من أجل مصر، من أجل أن تبقى مصر وترتفع، وأن تتقدم». وتعهّد «أن تظل دماء الشهداء والمصابين دائماً دافعاً لنا للتقدم إلى الأمام وبذل الجهد».