علمت «الحياة» أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يعتزم زيارة أديس أبابا قبل نهاية العام الجاري، كما سيلتقي رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وكشف السفير الإثيوبي لدى القاهرة محمود درير غيدي ل «الحياة»، عن أن السيسي سيزور أديس أبابا «استجابة لدعوة تلقاها من رئيس الوزراء الإثيوبي خلال القمة الأفريقية» التي عقدت في غينيا الاستوائية في حزيران (يونيو) الماضي. وأشار إلى أن «الزيارة التاريخية ستشهد مراسم استقبال غير نمطية ترحيباً برئيس مصر وتأكيداً على ما تشهده العلاقات الثنائية من تطورات إيجابية». وأضاف أن «إثيوبيا حريصة على إزالة كل التوترات بين البلدين وعدم اختزال العلاقة المشتركة في ملف سد النهضة وأن تشمل أفقاً أوسعاً كالعلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية»، منوهاً إلى «انعقاد لجنة وزارية مشتركة بين البلدين مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، معنية بالبحث في المجالات التي يمكن أن تمثل قاسماً مشتركاً في التعاون الاقتصادي، لاسيما في مجالات الكهرباء والطاقة والثروة الحيوانية والتعليم والصحة والاستثمار والطيران». وأكد أن «هناك انفراجة في العلاقة بين البلدين اللذين تلاقت رغبتاهما في إقامة علاقات طبيعية تليق بحضارة الشعبين وتاريخهما»، لافتاً إلى أن «وفداً شعبياً إثيوبياً سيزور القاهرة قريباً للبحث في تطوير العلاقات مع الشعب المصري». وقال إن «هناك رغبة حقيقية لإزالة الخلافات نتلمسها من الجانب المصري، والجانب الإثيوبي جاد أيضاً في هذا السعي. اتفقنا على طي صفحة الماضي ولا نريد أن نتحدث مطلقاً إلا في حالنا اليوم». ويستعد وزير الري المصري حسام المغازي لزيارة أديس أبابا على رأس وفد فني رفيع المستوى السبت المقبل، للمشاركة في اجتماع لوزراء المياه والري في مصر والسودان وإثيوبيا تُدشن خلاله أعمال لجنة الخبراء التي تضم 12 عضواً من الدول الثلاث. وتتضمن الزيارة في يومها الثاني زيارة وزراء المياه الثلاثة لموقع بناء «سد النهضة» الذي يتوقع افتتاح مرحلته الأولى في آب (أغسطس) المقبل، للإطلاع على خطوات تنفيذه على الأرض والدراسات الفنية». وقال المغازي ل «الحياة»: « لدينا روابط تاريخية مهمة مع إثيوبيا، ونسعى إلى التفاوض وحل كل الخلافات وليست لدينا نية للصدام أو تصعيد الأمور... الشهور الستة المقبلة ستكون مهمة للغاية في ما يتعلق بملف مياه النيل، إذ من المقرر أن تعكف اللجنة الوطنية الثلاثية (مصر وإثيوبيا والسودان) على استكمال الدراسات المطلوبة عن الآثار الفنية لسد النهضة، وستعقد اجتماعها الأول نهاية الشهر الجاري لتحديد مهام المكتب الاستشاري العالمي الذي سيتولى البحث في مواضيع ملء السد وتفريغه والآثار المترتبة على ذلك». وأشار إلى أن «الجانب الإثيوبي تعهد عدم إنقاص حصة مصر من المياه والالتزام بما تقرره المفاوضات والمحادثات الفنية». واعتبر أن زيارته موقع «سد النهضة» الأحد المقبل «دليل واضح على رغبة البلدين في إنهاء أي خلافات». وأوضح سفير مصر في إثيوبيا محمد إدريس، أن «هناك استراتيجية مصرية جديدة لتناول ملف مياه النيل وضعها الرئيس قائمة على المصالح المشتركة بين البلدين واحترام حقوق الآخر ورغبته في التطوير والتنمية بشرط ألا يكون هذا على حساب الآخرين أو يلحق بهم أضراراً معينة». وقال إن «الاستراتيجية عنوانها لا ضرر ولا ضرار... وهناك مساع لتشكيل إطار تكاملي يجمع مصر والسودان وإثيوبيا للتعاون الاستراتيجي ويكون نقطة انطلاق للتعاون بين جميع دول الحوض». ورأى أن لقاء السيسي وديسالين في نيويورك «سيخلق مزيداً من الفرص لإنهاء أي خلافات قائمة بين البلدين». وكانت أثيوبيا بدأت أعمال «سد النهضة» بتحويل مجري النيل الأزرق في أيار (مايو) 2013، وهو ما أغضب مصر باعتبار أن بناء السد يهدد بتخفيض حصتها من مياه النيل بنحو 17 بليون متر مكعب. وتؤكد القاهرة أن لها حقوقاً تاريخية في مياه النيل تكفلها معاهدتا 1929 و1959 اللتان تنصان على أن مصر من حقها الاعتراض على أي مشاريع تجرى على النهر من دون إخطار مسبق لدول الحوض أو أي مشاريع من شأنها تقليل حصتها، إلا أن إثيوبيا ترى أن هاتين الاتفاقيتين موروثتان من الحقبة الاستعمارية وترفض الالتزام بهما. إلى ذلك (رويترز) نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مسؤول دفاعي، أن موسكووالقاهرة توصلتا إلى اتفاق مبدئي لعقد صفقة أسلحة للجيش المصري بقيمة 3.5 بليون دولار. ولم يكشف رئيس الهيئة الاتحادية للتعاون العسكري التقني ألكسندر فومين الذي كان يتحدث في معرض لتجارة السلاح في جنوب أفريقيا، مزيداً من التفاصيل. وتسعى روسيا ثاني أكبر مصدر للسلاح في العالم إلى تعزيز علاقاتها العسكرية مع مصر بعد فتور العلاقات بين القاهرة وحليفتها القديمة واشنطن، مما أدى إلى تجميد بعض مجالات التعاون العسكري.