احيا اهالي اللبنانيين المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، والمعتصمين في الخيمة الوحيدة الباقية في قلب بيروت لان قضيتهم لم تنته بعد، مناسبة مرور 1460 يوماً على اعتصامهم المفتوح، بمشاركة «جمعية دعم المفقودين والمعتقلين اللبنانيين» (سوليد)، من خلال عقد لقاء تضامني ومؤتمر صحافي لتسليط الضوء على ملف يتم التعاطي معه موسمياً، وتجسد هذا التعاطي امس، بانضمام مرشحين الى الانتخابات النيابية اليهم. وحضر الى خيمة اهالي المفقودين والمعتقلين المنتصبة في حديقة جبران خليل جبران مقابل بيت الاممالمتحدة رئيس جمعية «سوليد» غازي عاد، ورئيس الجمعية في فرنسا وديع الاسمر، ورئيس «جمعية سجناء الخيام» محمد صفا وعدد من اهالي المعتقلين والمفقودين، والمرشحان عن المقعد الماروني في الدائرة الاولى في بيروت نديم الجميل ومسعود الاشقر. وأكد الأسمر في كلمته «وجود أدلة وبراهين بأن هناك معتقلين في السجون السورية»، سائلاً عن «سبب إنكار الرئيس السوري بشار الاسد لهذا الموضوع بعد 8 سنوات من استلامه الحكم». وشرح الخطوات التي قامت بها الجمعية تجاه الدولتين السورية واللبنانية، مشيراً الى «ان هناك طلباً رسمياً سيقدم للقاء الرئيس السوري لانه الشخص المعني بالقضية». ودعا صفا امهات المفقودين والمعتقلين وأهاليهم الى «ان يسقطوا في صندوق الاقتراع اسماء ابنائهم المفقودين ادانة للتمادي ونسيان القضية الانسانية». وتلا عاد مذكرة باسم «سوليد» اشار فيها الى ان «قبل اربعة اعوام وقفنا هنا امام مبنى الاممالمتحدة لنعلن بدء الاعتصام المفتوح، وذلك قبل اسبوعين من انسحاب الجيش السوري من لبنان، لأننا قرأنا صعوبة المطالبة بمعرفة مصير احباء لنا اعتقلوا خلافاً لكل القوانين المحلية والدولية على يد القوات السورية بعد حصول الانسحاب، واليوم وبعد مرور 1460 يوماً على الاعتصام تحمل فيها الاهل شتى أنواع الصعوبات والعذابات النفسية والجسدية والمناخية والاقتصادية، تأكدت قراءتنا لما قد يحصل واليوم نجد اننا في وضع صعب ولا حل يلوح في الافق لمعرفة مصير الذين اصبحوا ضحايا جريمة ضد الانسانية هي جريمة الاخفاء القسري». ورأى ان «على رغم الجو السياسي الجديد الذي افتتحه رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع سورية، وعلى رغم الزيارات العديدة لوزراء وشخصيات سياسية لبنانية الى دمشق، لا تزال السلطات السورية عند موقفها المتعنت والرافض للاعتراف بوجود قضية انسانية تعني المئات من العائلات اللبنانية الذين لا يسعون الا الى معرفة مصير ابنائهم». واذ لفت الى ان «الكلمات تعجز عن وصف الحال المزرية التي نعيشها اليوم في هذه القضية»، سأل: «ماذا يمكن القول عندما تلتزم الحكومة في بيانها الوزاري معالجة القضية ولم تتمكن من سنة وحتى الساعة من إنشاء آلية للمعالجة، او عندما تتحدث القيادات السياسية عن التزامها القضية من دون ان تسعى الى آلية جدية للحل، او عندما تدعي السلطات السورية انه لا يوجد في سجونها سوى محكومين ولا تتحرك في لبنان اي جهة رسمية او سياسية او امنية للرد على الادعاءات السورية بتأكيد اعتقال لبنانيين في لبنان ونقلهم الى مراكز المخابرات السورية على الاراضي اللبنانية وفي الداخل السوري، او عندما تؤكد السلطات السورية ان لديها مفقودين في لبنان ثم تهزأ من قضية اللبنانيين المخفيين قسراً عبر القول ان الموضوع هو دعاية سياسية ضد سورية ولا نجد احداً في لبنان يطالب السوريين بالمساواة بين القضيتين والسعي الى حل يؤمن حق معرفة المصير لكل الناس». وقال عاد ان الاهالي «اليوم في حال غثيان من كثرة الكلام من دون حراك جدي». وقال: «يبقى السؤال مجدداً: «هل انتم جديون في السعي الى وضع حل نهائي لهذه القضية الوطنية، اذا باشروا فوراً بتشكيل الهيئة الوطنية للوصول لاجوبة واضحة ودقيقة عن مصير كل المخفيين قسراً». وسار الاهالي باتجاه المجلس النيابي مطلقين الهتافات المطالبة بتحرير ابنائهم، وانضم اليهم المرشح الجميل، واشتبك الاهالي مع حرس المجلس الذين حاولوا منعهم من الوصول الى ساحة النجمة، وعلا صراخ النسوة وبينهن مسنات، وانضم الجميل الى «المواجهة»، وسلم غازي عاد المذكرة الى الامين العام للمجلس عدنان ضاهر وتلقى منه وعداً برفعها الى الرئيس نبيه بري وان جلسة المجلس التي ستلي الجلسة المقبلة ستتضمن طرح سؤال على الحكومة في ما يخص ما ورد في بيانها الوزاري حول موضوع المفقودين.