دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التحالف الدولي الى تكثيف الغارات على «داعش»، والإسراع في تدريب الجيش، فيما اكدت مصادر امنية مقتل واصابة العشرات من عناصر التنظيم. وجاءت تصريحات العبادي بعد لقائه في بغداد أمس منسق التحالف الدولي الجنرال جون ألن الذي قال خلال مؤتمر صحافي إن العراق على «خطوط تماس نزاع عالمي... و الأيديولوجيا الظلامية قادرة على الوصول إلى أي مكان» وأفاد بيان لمكتب العبادي انه التقى ألن وبريت ماكرك، ممثل الرئيس باراك أوباما، والسفير الأميركي في بغداد» واشار إلى أن الجانبين بحثا في «دعم التحالف الدولي العراق في حربه على الجماعات الإرهابية وتعزيز التنسيق». واستعرضا «الإنتصارات المتحققة على التنظيم من خلال تحرير مناطق كانت تحت سيطرته». وأوضح أن «العبادي شدد على أهمية الدعم الدولي ضد «داعش» الذي امتد خطره وتأثيره في المنطقة والعالم» ، وأكد «ضرورة زيادة وتيرة الضربات الجوية المؤثرةوتسريع الخطوات الجارية لتدريب القوات الأمنية». وقال ألن، خلال مؤتمر صحافي في بغداد: «كما رأينا بشكل مأسوي في باريس الأسبوع الماضي، العراق هو على خطوط تماس نزاع عالمي»، في اشارة الى الهجمات التي نفذها إسلاميون متطرفون الأسبوع الماضي في باريس، لا سيما الهجوم على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة واحتجاز رهائن في متجر يهودي، وقتل 17 شخصاً. واضاف ان «الايديولوجية الظلامية العنيفة قادرة على الوصول الى اماكن بعيدة، وكانت من الدوافع التي حدت بمتطرفين الى تنفيذ هجمات في سيدني وأوتاوا وبروكسيل فلا يمكن لأحد منا ان يقول ان تحجيم «داعش» وهزيمته مسؤولية عراقية حصراً. «داعش» تهديد عالمي، ويتطلب استجابة عالمية». وسيطر التنظيم في هجوم كاسح شنه في حزيران (يونيو) الماضي، على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه. وبدأ تحالف دولي بقيادة واشنطن في آب (اغسطس) شن ضربات جوية ضد التنظيم في العراق، توسعت في ايلول (سبتمبر) لتشمل مناطق سيطرته في سورية. واشار ألن إلى ثماني دول تشارك حالياً في الضربات الجوية، في حين تعهدت 12 دولة تدريب القوات العراقية والكردية على القتال لاستعادة المناطق التي فقدتها لصالح التنظيم. وخلال الأسابيع الماضية تمكنت القوات العراقية، مدعومة بفصائل شيعية، وبعض العشائر السنّية، من استعادة بعض الزخم في وجه التنظيم الذي ما زال يسيطر على مساحات واسعة، بينها ثلاث مدن رئيسة هي: الموصل (كبرى مدن الشمال) والفلوجة (غرب) وتكريت (مركز محافظة صلاح الدين). والتقى ألن رئيس المجلس الإسلامي العراقي عمار الحكيم الذي دعا التحالف الدولي الى «رفع مستوى أدائه وجديته في الحرب على داعش»، وأشار خلال اللقاءإالى «مخاوف وهواجس ابناء الشعب العراقي من مستوى أداء وجدية التحالف». وطالب «الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي بإثبات الحرص والجدية في مكافحة الارهاب ومساعدة الحكومة والشعب العراقيين بشكل أفضل وأوسع لإلحاق الهزيمة بهذا التنظيم الإجرامي». من جهة أخرى جدّد ماكيرك نفيه الأنباء التي تحدثت عن رمي التحالف الدولي أسلحة ل»داعش». وقال إن «الطائرات الناشطة في سماء العراق لم ترم أسلحة للتنظيم الإرهابي». واكد «تقديم بلاده 500 مليون دولار للعراق العام الماضي لشراء ذخيرة وتجهيزات»، معتبراً أن «القضاء على «داعش» ليست مسؤولية بغداد وحدها بل كل العالم» ، وتطرق الى تسليح العشائر السنّية، مؤكداً ان «أميركا لم تسلحها مباشرة»، واشار الى «انها تعمل مع وزارة الدفاع لتوفير المعدات والأسلحة لها». وأضاف أن واشنطنا»تراجع إستراتيجية التحالف الدولي التي تدعم بموجبها العراق». الى ذلك، اكد مصدر أمني في محافظة الانبار قتل العشرات من «داعش» في قصف جوي للتحالف الدولي استهدف رتلين كانا متجهين نحو قضاء حديثة. وقال المصدر إن «الطيران قصف في ساعة متأخرة ليلة الثلثاء رتلاً يضم العديد من العربات كانت متوجها الى ناحية بروانة التابعة لقضاء حديثة»، مشيراً الى ان «القصف تسبب بتدمير الرتل بمن فيه»، واضاف ان «الطيران قصف ايضاً رتلاً آخر لعناصر «داعش» كان متجهاً من منطقة الريحانة الى قضاء حديثة»، كما أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار أن «قوات أميركية تشارك القوات الأمنية في معارك تطهير قضاء الرطبة، غرب الرمادي». وأوضح أن «قوات أميركية محمولة جواً تشارك إلى جانب القوات الأمنية ومقاتلي العشائر في معارك تطهير قضاء الرطبة»، مبيناً أن «المعارك تجري بدعم من سلاح الجو الأميركي»، وأضاف أن «القوات الأمنية تتقدم الآن إلى عمق القضاء بعد قتل العشرات من مسلحي التنظيم وهروب عدد آخر إلى مدن القائم». وأعلنت وزارة الدفاع العراقية أن «العشرات من تنظيم داعش الإرهابي قتلوا ودمر عدد من عرباتهم في عمليات عسكرية نفذتها قوات الجيش، جنوب مدينة تكريت» ، واكدت في بيان «أن قيادة عمليات صلاح الدين نفذت عمليات في مناطق المالحة والمزرعة أسفرت عن قتل 27 إرهابيا من «داعش» وتكبيده خسائر كبيرة بالمعدات والأسلحة». واضافت: «ان قوة من اللواء 59 التابعة الى الفرقة السادسة تمكنت من تطهير مناطق تل مسعود والحلابسة الشمالية ومدرسة البواسلد من داعش الارهابية وقتلت 18 ارهابياً وجرحت 7 آخرين».