شنت قوات الأمن العراقية، بمساندة العشائر، هجوماً على معاقل تنظيم «الدولة الاسلامية» في بلدة محاصرة في محافظة صلاح الدين منذ أسابيع على رغم تفجير التنظيم جسراً شمال المحافظة لوقف تقدم الجيش. وفي الأنبار تستعد قوات الحكومة، تدعمها «الصحوات»، لتنفيذ استعادة قضاء هيت. وقال عبدالكريم الجبوري، وهو أحد شيوخ عشائر ناحية الضلوعية التابعة لقضاء بلد في محافظة صلاح الدين في اتصال مع «الحياة» أمس إن «القوات الامنية وابناء عشائر الجبور حصلت على تعزيزات عسكرية اليوم (أمس) شجعتها على تنفيذ هجوم على معاقل داعش في اطراف المدينة». وأشار الى إن «داعش يحاصر الناحية منذ أسابيع وفشلت محاولاته اقتحام الناحية، وآخرها كان قبل ثلاثة أيام، ولكن اليوم (أمس) نفذت القوات الامنية والعشائر هجوماً مباغتاً على منطقة خزرج جنوب الناحية وتمت السيطرة عليها إضافة الى محطة وقود والجسر الرئيسي». وكانت قوات من «الفرقة الذهبية» لجهاز مكافحة الإرهاب انطلقت من بغداد باتجاه ناحية الضلوعية صباح أمس، بالتزامن مع إرسال «قيادة علميات سامراء» افواجاً من الجيش في محاولة لفك الحصار الخانق على الضلوعية. لكن «داعش» رد بهجوم مضاد على ناحية يثرب التابعة ايضاً لقضاء بلد، وقال مصدر امني إن مسلحي التنظيم هاجموا منطقتي البر سعود والخضرة في أطراف الناحية وجرت اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش استمترت حتى المساء. وأفاد مصدر في «قيادة عمليات صلاح الدين» «الحياة» أن «قوات من الجيش اوقفت تقدمها لتطهير عدد من البلدات التابعة الى قضاء طوز خورماتو شمال صلاح الدين بعد اقدام داعش على تفجير جسر حيوي». في كركوك، أعلن مصدر أمني أمس أن طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي قصفت تجمعاً لمسلحي «داعش» في ناحيتي الرشاد وتازة ما أسفر عن مقتل 16 من مسلحي التنظيم وإصابة 22 آخرين. وأضاف أن مناطق التماس بين قوات «البيشمركة» و «داعش» في كركوك، تشهد هدوءاً بعد عمليات القصف المتبادل بالمدفعية. في الأنبار، قال مصدر في مجلس محافظة الانبار ل «الحياة» إن «قوات الجيش والشرطة والعشائر تحشد عناصرها لبدء هجوم على قضاء هيت غرب المحافظة، بعد يوم على اقتحامه من قبل داعش وسيطرته على مناطق من القضاء». وأوضح المصدر أن «الطيران الأميركي خذل الانبار بتجاهل هل طلبات مجلس المحافظة منذ يومين بتوجيه ضربات جوية على اطراف مدن الرمادي وهيت وحديثة حيث يتجمع الارهابيون فيها». وزاد ان «التنظيم وجد ارضية سهلة لشن هجوم على هيت من خلال سيارات مفخخة وانتحاريين، ولكن القوات الامنية وحلفاءها من العشائر تستعد لشن هجوم مضاد لتطهير المناطق التي سيطر عليها التنظيم اول من امس. وأشار الى أن «طيران الجيش نفذ أمس غارات جوية فعالة على اطراف هيت تمهداً للهجوم الذي سيشنه بالتعاون مع العشائر خلال ساعات»، مؤكداً أن «المبنى الرئيسي للشرطة في القضاء تحت سيطرة القوات الامنية، بينما يسيطر داعش على مركز شرطة الجمعية». وفي بابل جنوببغداد، أفاد ضابط أن «قوات من قيادة عمليات المحافظة والمتطوعين من لجان الحشد الشعبي تمكنت من قتل أكثر من 23 عنصراً من داعش، بينهم اربعة قناصة وتدمير عجلات تحمل اسلحة متوسطة في ناحية جرف الصخر». الى ذلك، يبحث المبعوث الاميركي الى العراق الجنرال جون الن في الوضع الامني في البلاد مع كبار المسؤولين في الحكومة بعد إلى بغداد، حيث التقى رئيس «المجلس الاعلى الاسلامي» عمار الحكيم. وأعلنت الخارجية الاميركية، في بيان مقتضب أن «جولة الجنرال هي الأولى في إطار مهمته الجديدة». وجاء في بيان ل «المجلس الاعلى» أن «الحكيم شدد على ضرورة احترام سيادة العراق واستثمار الدعم الدولي في مواجهة داعش»، ودعا إلى «دعم القوات الأمنية بالسلاح والمعلومة الاستخبارية». وجدد رفضه «وجود أي قوات برية على الأرض العراقية ومنح مؤسسة الحشد الشعبي دوراً على الارض وترك إدارتها لأبنائها المجاهدين».